النضال الشعبي تشارك بالمهرجان التأبيني بالذكرى الخامسة لرحيل الرئيس عرفات بلبنان
وبكلمة منظمة التحرير الفلسطيني أكد الرفيق أبو العبد تامر الوفاء للشهيد القائد ياسر عرفات يكون
بالتمسك بالثوابت الفلسطينية وبالوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي
والوحيد لكل الشعب الفلسطيني
لبنان / شارك الرفاق بالساحة اللبنانية وبدعوة من حركة فتح بالمهرجان التأبيني في الذكرى الخامسة لإستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات في مخيم البص يوم امس حضره حشد من أهالي المخيم تقدمهم قيادة الحركة في لبنا ومنطقة صور وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، وحشد من المشايخ والفعاليات.
وألقى مسؤول جبهة النضال الشعبي في لبنان تامر عزيز عضو المكتب السياسي كلمة م.ت.ف. قال فيها:” خمس سنوات مضت على رحيلك جسداً وبقيت روحك ترفرف فوق رؤوسنا، تظللنا كوفيتك، ترتسم صورتك في عيون الأشبال والزهرات ، في عيون الأمهاتوالآباء ، في عيون شباب وصبايا فلسطين. نستمد من روحك الطاهرة الأمل بالنصر على كل من عادانا واغتصب ديارنا واحتل وطننا فلسطين”.
وتوجه إلى الرئيس أبو مازن بإسم الجموع الفلسطينية، داعياً إياه كي يستمر في حمل الأمانة والعودة عن قرار سحب ترشيحه لقيادة السلطة ” لأن هذا الشعب قد أعطاكم ثقته، كما أنك يا سيادة الرئيس تعرف أن درب الثوار والأحرار ليس مفروشاً بالورد والحرير. فنحن ما زلنا حركة تحرر وتتحرير، لسنا طلاب سلطة ووظيفة ، نحن أصحاب مشروع وطني تقوده منظمة التحرير الفلسطينية من أجل قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”.
واعتبر عضو قيادة حركة فتح في لبنان ومسؤول العلام المركزي رفعت شناعة أن مهرجان اليوم هو من أجل أن ” نؤدي شيئاً من الدين علينا لرمزنا ياسر عرفات الذي منحنا كل حياته من أجل فلسطين والقضية الفلسطينية وعلى رأسها نحن اللاجئون في الشتات”.
وأضاف ” خسرنا رجلاً لم يعد رمزاً للشعب الفلسطيني بل أصبح رمزاً لكل ثوار وأحرار العالم. كوفيته ومسدسه وبزته العسكرية أصبحت عنواناً للحرية والنصر. تركنا وترك فينا ولنا مدرسة تمتاز بالقيم والخصال التي نعتز بها”.
وأكد شناعة تمسك حركة فتح بالوحدة الوطنية قائلاً:” نحن نزداد إيماناً بالوحدة الوطنية، لأننا نعتبر أن عدونا الأساسي هو إسرائيل، ولا يمكن أن يكون لنا عدو فوق إسرائيل، ورغم الجراح النازفة نبقى متمسكين بالوحدة
لأنها الباب للخروج من المأزق الذي تعيشه الثورة الفلسطينية في الداخل والخارج”.
ورأى شناعة “أن هناك طريق واحد للشعب الفلسطيني هو طريق الوحدة الوطنية والبديل هو الإنقسام الذي يعني تدمير الذات وتدمير الذات يعني انهاء الثورة الفلسطينية. وطريق الوحدة الوطنية يتطلب أولاً التوقيع على الورقة المصرية، وأن يدرك الجميع أن هذه الورقة كتبت من أجل فلسطين ولكل الفصائل. وبعد التوقيع لا بد من الإنتخابات فهي استحقاق دستوري للشعب الفلسطيني من أجل انتخاب قيادته، ولا يجوز لأي فصيل أن يصادر هذا الحق.
وأضاف أن إسرائيل لا تريد شريكاً فلسطينياً، لا تريد الرئيس أبو مازن لأنه يتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وما زال على خطى الشهيد ياسر عرفات . لذلك اسرائيل لا تريده ولا تريد مفاوضات لأنها ستلزمها بالإنسحاب من الراضي المحتلة عام 67 . والرئيس وجه رسالة واضحة عندما أوقف المفاوضات حتى توقف إسرائيل الإستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس.
وفيما يلي كلمة الرفيق أبو العبد تامر :
بسم الله الرحمن الرحيم
* وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* (صدق الله العظيم)
رجال الدين الأجلاء،
الأخوة قادة وممثلي فصائل الثورة الفلسطينية والأحزاب والشخصيات الفلسطينية اللبنانية،
الأخوات في الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية واللجان والمؤسسات الأهلية،
الأخوة والأخوات، أيها الحفل الكريم،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته……..
من جموع اللاجئيين المحتشدين في هذا المكان، من مخيمات الجنوب المقاوم، من عرين منظمة التحرير الفلسطينية، من كل الطيف السياسي للشعب الفلسطيني. نجدد العهد للرئيس الخالد في قلوبنا وعقولنا، في ذاكرتنا الوطنية، في أفراحنا وأحزاننا، الشهيد ياسر عرفات.
خمس سنوات مضت على رحيلك جسداً وبقيت روحك ترفرف فوق رؤوسنا، تظللنا كوفيتك، ترتسم صورتك في عيون الأشبال والزهرات، في عيون الأمهات والآباء، في عيون شباب وصبابا فلسطين. نستمد من روحك الطاهرة الأمل بالنصر على كل من عادانا وإغتصب ديارنا وإحتل وطننا فلسطين. نستنير بنهجك الذي تعلمناه ولن نتخلى عنه حتى يرفع شبلٌ من أشبالنا وزهرةٌ من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائسها وأسوارها، كنت ترددها في حياتك ونحن بعد مماتك نرددها “يرونها بعيدة ونراها قريبة، وعدٌ من الله نصر المؤمنين”. ما أحوجنا اليوم إلى حكمتك وبصيرتك، نستلهم من وصاياك ما تعلمناه وسمعناه حتى كانت آخر وصاياك لرفيق دربك وحامل الأمانة من بعدك سيادة الرئيس الأخ محمود عباس أبو مازن، “لا تنسو إخوانكم في لبنان”، فكيف لنا أن ننساك يا أبا عمار، عهداً لن ولم ننساك.
إخواني أخواتي،،،
مهما إستحضرنا من كلمات يعجز اللسان وتَنفَذُ الكلمات ولم نوفيك حقك يا أبا عمار. أمّا الوفاء للشهيد القائد ياسر عرفات يكون بالتمسك بالثوابت الفلسطينية وبالوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل الشعب الفلسطيني، والتي أكد عليها من بعده سيادة الرئيس محمود عباس يوم قال هنا “إن وصاياك ليست للمساومة بل واجبة التطبيق والتنفيذ”.
كيف يكون ذلك، لنرى معاً المشهد السياسي الحاضر على الصعيد الفلسطيني. إن الإنقسام الداخلي سيد الموقف، والرابح الأول من هذا الإنقسام هي إسرائيل، وكلما إستمر هذا الإنقسام كلما تراجعت القضية الفلسطينية وخسر الشعب الفلسطيني، وإلى متى يستمر الحوار افنقلابيون ليس مستعجلين، ونحن نرى إسرائيل تتقدم علينا وقضيتنا تتراجع نتيجة التردد والحجج التي باتت معروفة للقاصي والداني. من الذي يرفض توقيع الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية، أوليس حماس هي من رفضت التوقيع على المصالحة، وأي مصلحة لنا في إستمرار الإنقسام والفرقة ومن أجل من. إن مصر قالت كلمتها وحمّلت حماس تراجعها في اللحظات الأخيرة على توقيع المصالحة. ومن جانبنا في منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس ومعه جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية قد وقعت وثيقة الحوار والمصالحة لأننا نرى أن مصلحتنا الوطنية تقتضي الإسراع بالمصالحة دون تلكئ أو تأخير.
فالوضع لم يحتمل أن تستمر غزة تحت الحصار والضفة مقطعة الأوصال والقدس تهود والأقصى يزحف تحته وفوقه المستوطنين والمستوطنات تتوسع في كافة أراضي الضفة الغربية، وجدار الفصل العنصري يتواصل في البناء، والإقتصاد الفلسطيني دُمِّر، والسلطة سلطتان شرعية وغير شرعية.
فماذا بعد ينتظرون؟ هل تعتقدون أيها الإخوة والأخوات أن الرئيس أبو مازن غير جادٍ في الإستقالة كما يدّعي البعض؟ وهل تعتقدون أنه طامع في رئاسة على حساب ضياع فلسطين؟ أي رئاسة هذه الذي يتحدثون عنها، هل لسلطة لا تملك سيادتها على أرضها في الضفة، وسلطة أخرى في غزة أصبحوا قادتها تجار أنفاق ونفاق سياسي، وأي مقاومة يتحدثون عنها في ظل غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية. نحن نعلم وهكذا علمنا صاحب الذكرى أن سلاحنا الأمضى والأقوى هو وحدتنا الوطنية، ومن خلال الحوار الشامل هو الأساس وليس الحوار الثنائي الفاشل. إن كل الأصدقاء والحلفاء يطالبوننا أن نتوحد، فهل سمعتم النداء يا قادة الإنقلاب؟ وإن مصر التي رعت الحوار منذ أكثر من سنتين حملتكم المسؤولية بعدم التوقيع على المصالحة، فماذا بعد تنتظرون؟ ليس لنا إلاّ الحوار والمصالحة لنبني الوحدة الوطنية الفلسطينية. أمّا الأسباب التي دفعت الرئيس أبو مازن لعدم ترشحه لرئاسة ثانية نوجزها على الشكل التالي:
إن تمسك الرئيس أبو مازن بقرارات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية وقرارات اللجنة المركزية لحركة فتح بأن لا عودة للمفاوضات في ظل إستمرار الإستيطان وتهويد القدس وتحديد سقف زمني للمفاوضات وتنفيذ خارطة الطريق التي تتضمن المبادرة العربية للسلام، والإعتراف الواضح من قبل إسرائيل بحل الدولتين، وعودة اللاجئيين، وتنفيذ القرار 194، وهذا ما لا تلتزم فيه إسرائيل.
تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن موقفها بضرورة وقف الإستيطان قبل بدء المفاوضات وخضعت للإملالآت الإسرائيلية، ومارست ضغطاً على الجانب الفلسطيني لبدء المفاوضات دون وقف الإستيطان، وساهم في ذلك تردد الموقف الأوروبي المنحاز كلياً للولايات المتحدة الأمريكية، والأنكى من ذلك كله لم نسمع موقفاً عربياً موحداً يقول لأمريكاً (لا) فالكل يغني على ليلاه.
وأخيراً والأهم، الوضع الفلسطيني الداخلي لا نُحسَد عليه، غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإستمرار الإنقسام، فلا مقاومة لمن يدّعون المقاومة وإستبدلت المقاومة بالهدنة حتى صارت الهدنة لديهم شرف وإنتصار ولغيرهم خيانة وتفريط وتنازل.
أيها الإخوة والأخوات:
من هنا، من هذا الحشد الفلسطيني الجامع، نوجه ندائنا بإسمكم للأخ الرئيس أبو مازن بأن يستمر في حمل الأمانة والعودة عن قراره بسحب ترشيحه لقيادة السلطة، لأن هذا الشعب قد أعطاكم ثقته، كما أنك يا سيادة الرئيس تعرف أن درب الثوار والأحرار ليس مفروشاً بالورد والحرير. فنحن ما زلنا حركة تحرر وتحرير، لسنا طلاب سلطة ووظيفة، نحن أصحاب مشروع وطني تقوده منظمة التحرير الفلسطينية من أجل قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئيين.
ونعود إلى الوضع في لبنان:
لنهنئ الشعب اللبناني متمنين له كل تقدم وإزدهار بنجاحه في تأليف الحكومة التي يرئسها الشيخ سعد الحريري. وكذلك نهنئ المقاومة الوطنية الإسلامية التي إستعادت زمام المبادرة ونجحت في كسب ثقة الشعب اللبناني والذي أكد مجدداً إحتضان المقاومة وحمايتها.
ونطالب الحكومة الجديدة أن تضع في أولوياتها البدء في الحوار الفلسطيني اللبناني لنواجه معاً كل مشاريع التوطين والتهجير، وكذلك الإلتزام بإعمار مخيم نهرالبارد وإنهاء أية عراقيل تقف بوجه الإسراع في الإعمار وعودة أهله إليه.
وفي الختام، نؤكد لصاحب الذكرى الشهيد القائد ياسر عرفات، بأننا على العهد باقون. وللأسرى والمعتقلين بأن تبقى قضيتهم من أولى إهتماماتنا حتى ينالوا حريتهم والعودة إلى ذويهم. والشفاء العاجل للجرحى، والنصر لفلسطين، والله ولي التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله.