بيروت/ أكد الدكتور أحمد مجدلاني الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وزير العمل خلال لقاء مع نظيره اللبناني وزير العمل بطرس حرب في بيروت على موقف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسيد الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية على جملة من القضايا الرئيسة، أولها أن القيادة الفلسطينية تحترم استقلال وسيادة لبنان وممارسة سيادته على أرضه، وتعتبر أن الأمن في المخيمات هو جزء من منظومة الأمن الوطني العام، وأن القيادة الفلسطينية تلتزم بما يقرره الأخوة في لبنان، وخصوصا مقررات هيئة الحوار الوطني في ما خص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات على ذات الروحية الإيجابية التي تؤكد التعاون والعلاقات الثنائية الأخوية التي تعززت في لجنة الحوار المشتركة التي تأسست في العام 2006 إلى الآن’.
وبحث اللقاء العلاقات الثنائية بين فلسطين ولبنان وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، خلال اجتماع عقد بين الوزيرين في بيروت، شارك فيه عن الجانب اللبناني مدير عام وزارة العمل بالإنابة عبد الله رزوق، وكبار الموظفين في الوزارة إلى جانب ممثلين عن منظمة العمل الدولية.
وجرى خلال الاجتماع البحث في الأوضاع الاجتماعية والإنسانية للفلسطينيين الموجودين في لبنان، إضافة إلى الوضع السياسي العام.
وقال د.المجدلاني، عقب الاجتماع، ‘تشرفت اليوم بلقاء الأخ والصديق العزيز معالي وزير العمل الشيخ بطرس حرب، وتناولنا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك .
وأضاف أن القيادة الفلسطينية ‘ستواصل العمل المشترك مع الأشقاء في لبنان لمعالجة القضايا التي تتعلق بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين اللاجئين على الأراضي اللبنانية’.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية ‘تعتبر اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ضيوفا أعزاء على الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية، وإقامتهم مؤقتة، لكن هذا لا يمنع من أن يحصل الفلسطيني على حقه في العمل اللائق والحياة الحرة والكريمة في إقامته المؤقتة في لبنان، إلى أن يعود إلى أرضه وبلده فلسطين، والقيادة الفلسطينية تعتبر أن موضوع التوطين غير قابل للنقاش لديها، وهي متمسكة بعودة جميع الفلسطينيين إلى بلدهم ووطنهم فلسطين، وتعتبر أن الفلسطينيين ليسوا جزءا من التجاذبات السياسية الداخلية في لبنان، وهي تؤكد ضرورة تجنيب لبنان أية صراعات أو خلافات فلسطينية – فلسطينية’.
واوضح الدكتور مجدلاني : ‘أن القيادة الفلسطينية ملتزمة بما أقرته هيئة الحوار الوطني اللبناني عام 2006 لا سيما ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وما يجمع عليه الأخوة في لبنان نحن نلتزم به وندعمه’.
ومن جانبه رحب الوزير حرب بالدكتور المجدلاني، منوها إلى المواقف التي أعلنها باسم السلطة الوطنية ولا سيما تلك المرتبطة بسيادة لبنان واحترام هذه السيادة، وخضوع الفلسطينيين للقانون اللبناني ومساندتهم للقرارات الصادرة عن طاولة الحوار الوطنين لا سيما في ما يتعلق بالسلاح خارج المخيمات، ومعالجة السلاح في داخل المخيمات، وقال: ‘هذا ما أكده معالي الصديق العزيز في مداخلته أمس في المؤتمر وعاد وأكده في هذا الاجتماع’.
وتابع: ‘طبعا اليوم كان هناك جلسة عمل تطرقت إلى الموضوع الذي ورد في مضمون البيان الوزاري حول ما يتعلق بالحقوق الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لإخواننا الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وكانت مناسبة لتأكيد أن وضوح الموقف الفلسطيني الرسمي حول العلاقة مع لبنان واحترامهم لسيادته تخلق الجو الملائم لتسهيل الحوار حول كيفية التعاطي بروح إيجابية من قبل السلطة اللبنانية مع الشعب الفلسطيني الذي نعتبره شعبا صديقا، شعبا تعرض للاضطهاد واقتلع من أرضه، والشعب اللبناني يقف إلى جانبه لاستعادة حقوقه الوطنية’.
وأشار إلى أنه ‘في هذا الإطار على الصعيد الإنساني والقومي والوطني، نحن نعتبر، كحكومة لبنانية، أنه من واجبنا العناية بأزمة الشعب الفلسطيني في لبنان إن كان متابعة إعادة بناء مخيم نهر البارد، أو كان دراسة المطالب في ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية الاجتماعية والإنسانية، أو كان برفع مستوى الحياة للفلسطينيين مع المحافظة على ما يسمى مع هذا الحد بين أن يعيش الفلسطيني بكرامة في لبنان حتى تحل القضية الفلسطينية، ويعود إلى وطنه وبين ما يسمى محاولة بعض القوى الدولية لتوطين الفلسطينيين في الدول التي لجأوا إليها وهذا ما أكدناه مع إخواننا الفلسطينيين على رفضنا المطلق للتوطين’.
ولفت الوزير اللبناني إلى أن الروح الإيجابية وروح التعاون سادت الاجتماع، وفتحت خلاله صفحة من نوع جديد في العلاقات تسمح بمعالجة القضايا العالقة بروح إيجابية وشفافة تؤمن المصلحة اللبنانية وتحترم السيادة اللبنانية وحق اللبنانيين بالحياة الكريمة، التي في الوقت ذاته تؤمن لإخواننا الفلسطينيين الحياة الكريمة التي يمكن أن يعيشوها في لبنان.