غزة /ناقش سياسيون وممثلو الفصائل الوطنية والإسلامية السبل الكفيلة بإنهاء حالة الانقسام وإعادة اللحمة للوطن.جاء ذلك خلال لقاء افتتاحي نظمه تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة اليوم الاثنين تحت عنوان قرار مشترك لن نفترق بحضور ممثلي الفصائل الوطنية و الإسلامية و العشرات من الشخصيات المستقلة و عدد من الأكاديميين والمهتمين و ممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني.
وطالب محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بإعطاء المجال للفئات المتضررة من الشعب أن يتحدثوا ويعبروا عن رأيهم في قضية الانقسام، مؤكدا أن المتضرر من الانقسام هم المواطنون العاديون وليس السياسيين.
وأضاف الزق إن إسرائيل قامت على فكرة ارض بدون شعب وأي تحرك إسرائيلي يستهدف المواطن والشعب الفلسطيني وهويته.
وتابع الزق إن أمام الجميع فرصة لاستعادة الوحدة رغم عدم موافقة إسرائيل وأميركا وغيرها من الدول الأخرى ولكن إذا توفرت الإرادة يمكن أن نتحد.
وأكد انه لا يمكن تحقيق اختراق في حلحلة الأمور الداخلية دون التوقيع على الورقة المصرية.
وحمل صلاح أبو ختلة القيادي في حركة فتح في كلمة له حركة حماس المسؤولية عن التأخير وتداعياته على الشعب والقضية برمتها، مؤكدا أن حركة حماس تمتلك طوق النجاة للشعب الفلسطيني كونها الفصيل الوحيد المؤخر والمعطل لعودة الوحدة برفضها التوقيع على الورقة المصرية.
وطالب أبو ختلة حركة حماس بتحمل مسؤوليتها من اجل مصلحة الشعب وليس من اجل حركة فتح، مؤكدا أن الشعب ينتظر من حركة حماس أن تذهب إلى القاهرة لتوقع كما وقعت حركة فتح، مشيرا إلى أن لحركة فتح ملاحظات اكبر وأكثر بكثير من ملاحظات حركة حماس ووقعت على الاتفاقية من منطلق مسؤوليتها الوطنية التي تقتضي التنازل في سبيل تحقيق الوحدة لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية.
وأكد أبو ختلة إن استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام يجسد أولوية بالنسبة لحركة فتح جسدتها التغيرات الدولية والإقليمية والرغبة العربية في إنهاء هذا الملف الشائك.
بدوره قال إسماعيل رضوان القيادي بحركة حماس في كلمة له ان حركة حماس مع المصالحة الوطنية الحقيقية التي تدوم، مؤكدا في الوقت ذاته على ملاحظات حركة حماس على الورقة المصرية.
وقال إن ملاحظات حركة حماس هي مشروعة وليست مبتعدة كون أن العديد من القضايا التي تم الاتفاق عليها حذفت وأخرى لم يتم الاتفاق عليها وأخرى تحتاج إلى نقاش.
كما أكد رضوان على أن المصالحة هي خيار استراتيجي ولا محيد عنه كما أكد على الجهد المصري المبذول للمصالحة واعتبر التوقيع على الورقة وسيلة وليس وننظر لما بعد التوقيع.
وقال رضوان إن الحل يحدث بالحوار والجلوس وإلا لن يتم أي حل، مقترحا أن يتم اتخاذ إجراءات تخفف عن المواطنين وتخفف حالة الاحتقان من حلال الجلوس والتفاهم على قضايا معينة مثلا كقضية معبر رفح وتفعيل المجلس التشريعي والاتفاق على آلية إعادة الأعمار ووقف الاعتقالات وإعطاء هامش الحرية ولكن ليس بديلا عن المصالحة ولكنها تهيئ الظرف لإتمام المصالحة.
من جانبه عبر خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خشيته من نفاد صبر الشعب لأنه في محنة صعبة يتجاهلها الكثيرون، محذرا من تداعيات ذلك على بنية الشعب الفلسطيني.
وأكد انه بإعادة الوحدة يمكن أن يحيا الشعب وتحيا قضيته، باستمرار الانقسام نحن متجهون نحو كارثة، مشيرا إلى أن الانقسام داخل الحركة الوطنية الفلسطينية قبل 1948 كان السبب في النكبة وهذا الانقسام لو استمر سيكرر النكبة.
وقال حبيب إن الأرض الفلسطينية يوميا تنحسر من خلال نهب الأراضي والاستيطان وبكل تأكيد ستكبر المشكلة، مشددا على ضرورة أن ينتهي الانقسام.
أما تيسير محيسن عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فقال إن الأولوية أمام الفلسطينيين تتمثل في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ولكن المهم كيف يمكن الخطو بهذه الخطوة.
وقال محيسن إن المدخل الطبيعي لاستعادة الوحدة هي تبني استراتيحية وطنية موحدة والتركيز على التصدي لمخططات الاحتلال التي تتصاعد يوميا ويمكن أن تعيد للفلسطينيين الوحدة.
ودعا محيسن إلى تبني الزيارات الثنائية والفردية والجماعية يمكن أن تفتح الباب أمام خطوات عملية على الأرض أمام إجراءات ايجابية على الأرض.ويمكن التفكير باتخاذ خطوات على مستوى المجتمع المدني مع التركيز على أن بقاء الانقسام يريح الاحتلال.
بدوره أكد عدنان غريب القيادي في جبهة التحرير الفلسطينية أن هذه المرحلة هي مرحلة الحوار والتوقيع على الورقة هي البوابة التي تخرجنا من هذه الحالة السيئة وإنهاء كافة التداعيات السلبية.
بدوره قال يسري درويش عضو المكتب السياسي لحزب فدا واضح للشعب الفلسطيني إن الورقة المصرية عرضت للتوقيع ووقعت فتح وبقت حركة حماس ، مؤكدا أن التوقيع على الورقة يمثل طوق نجاة للشعب الفلسطيني وهذا الطوق تمتلكه حماس.
وقال درويش إن التوقيع على الورقة ليس نهاية المطاف وإنما يبقى الكثير لاتجاه ولكنها ستضعنا على الطريق صحيح، مستعرضا العديد من لملاحظات للفصائل الأخرى على الوثيقة.
بدوره قال إبراهيم الزعانين القيادي جبهة التحرير العربية إن الورقة المصرية تختلف عن اتفاق مكة لان فيها ضمانات وراعين، مؤكدا أن التوقيع مدخل والكثير الكثير يحتاج إلى جهد مكثف لحل الإشكالات العالقة في كل الجوانب.
وقال إن الفصائل لا تمثل كل الشعب لكن يوجد الغالبية من المواطنين متضررين ويجب أن نرعاهم في أي حوار والمصالحة لن تتم إلا بهذه الآلية لان المصريين يريدون ذلك.
فيما قال رمزي رباح القيادي في الجبهة الديمقراطية إن ما توصلت إليه في اجتماع الفصائل أول من أمس اظهر جوانب من حجم المشكلة، وان إنهاء الانقسام أصبح ضرورة ملحة لان المفاوضات والمقاومة في طريق مسدود.
وأضاف لا بديل عن الجهد المصري مع الترحيب بجهد عربي مساند، مؤكدا انه بالمزيد من خلق المناخات الايجابية يمكن أن نصل إلى حل و إقناع بالتوقيع على الورقة المصرية.
واقترح أن يذهب الجميع إلى القاهرة للتوقيع على الورقة ويجري حوار ليومين حول القضايا الخلافية ومن ثم التوقيع على الورقة بغض النظر عن الاتفاق أم لا على الملاحظات ومن ثم البحث أثناء آلية التنفيذ.
وقال رباح إن الخلاف والصراع لا يدير على قضايا سياسية والخلاف يدور على قضايا له علاقة بالسلطة.
من جانبه قال صلاح أبو ركبة عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية إن الورقة المصرية لم تأت من فراغ وإنما من خلال جهد وحوارات كثيرة كبيرة ومن خلال لقاءات ثنائية وجماعية.
بدوره قال عبد الله أبو العطا القيادي في المبادرة الوطنية إن الكل يريد إنهاء الانقسام والمهم أن يكون ناتج عن قناعات ويمثل إستراتيجية وطنية وليس مناورات فبدون المصالحة لا يمكن لأحد أن يتقدم وخاصة أن الطرفين متصارعين على السلطة.
ودعا إلى مساعدة الطرفين في إيجاد مخارج للتوقيع على الورقة المصرية، مؤكدا على حق الجميع أن يطلب ضمانات بما يضمن عدم تعثر التنفيذ بما لا يؤثر على الورقة المصرية.