هي فلسطن ….. ينهش لحمها بقلم :حمدان الجعدي

2010/02/25
Updated 2010/02/25 at 7:39 صباحًا

 

هي فلسطين… ينهش لحمها

بقلم :حمدان الجعدي

 

القضية الفلسطينية تواجه تصفية محكمة، بعد أن بات الاعتداء عليها يصبّ في خانة البطولة العروبية، ويطمح المعتدي لأن ينال شرف قيادة الحملة على فلسطين ورموزها، بدل الشعور بعار تخاذله وانكساره، وفضيحة ارتداده على أعقابه.

 

هناك من يريد الإيحاء بأنه أعاد اكتشاف البارود، وهو يجتر ما نشرته وسائل الدعاية الصهيونية، بشأن الفساد المستشري في أوصال السلطة المتمترسة  بمقاطعة رام الله في الضفة الفلسطينية المحتلة.

 

على أن الواقعة السياسية، تقتضي النظر بموضوعية، إلى هذا الملف العربي بامتياز، كونه سلوكًا دارجًا في كل أطراف ومكونات النظام العربي، بحيث يصبح من الظلم الإشارة إلى شجرة الفساد في السلطة الفلسطينية، مع إغفال غابة المفسدين في الواقع العربي القائم… فما سلطة رام الله إلا انعكاسًا لسلوكيات النظام العربي الفاسد والمفسد في آنٍ معًا.

 

هناك أيضا، من تناول الموضوع بأنيابه ومخالبه، يريد بذلك نهش اللحم  الفلسطيني، الأمر الذي لا يمت بصلة، لضرورة نقد وإصلاح التجربة الفلسطينية الفتية، خاصة لجهة إدارة سلطة مكلّفة برعاية شعب واقع تحت نير الاحتلال الصهيوني الاستيطاني. يستحيل أن يقع أي إنسان عاقل في مطب الاعتقاد، بأن مجموعة تمسك بالسلطة، ولا تسلك على درب الفساد، بمثل ما قيل ويقال حول التجاوزات المدانة، لبعض رموز السلطة الفلسطينية، فالأرض يملأها الفساد الذي عادة ما يتخذ من النظام الممسك بالسلطة، عرينا له ومعقلاً، والواقع الفلسطيني ليس استثناء في الحالة العربية، التي أنجبت  نظامًا يصلح نموذجًا لأفظع حالات الفساد على وجه الأرض.

 

”من كان بلا خطيئة فليرمها بحجر”، مقولة تنسب لابن فلسطين النبي عيسى عليه السلام، ألقى بها في وسط يهود، كانوا على وشك رجم امرأة متهمة بالزّنا،  سرعان ما أمسكوا أيديهم عنها، بعد أن صدمت أسماعهم الحكمة الواردة في مقولة نبي الله.

 

عصر النبوة، قد ولّى، لكن الحكمة مازال صداها يتردد، عسى أن يأخذ بها من حباه الله، بسمع و… بصيرة، ويبعد أنيابه ومخالبه عن القضية الفلسطينية، التي كانت يومًا، القضية العربية المركزية…

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً