رام الله / قالت كتلة نضال الطلبة الذراع الطلابي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ،لم يجف بعد حبر القرار الذي اتخذته حكومة الاحتلال الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة التراث اليهودي، وإمعانً في مخطط تهويد القدس أقدمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبمشاركة المئات من المتطرفين اليهود مساء أمس الاثنين في تدشين “كنيس الخراب” في القدس المحتلة وسط إجراءات احتلالية مشددة، وهو يبعد مسافة عشرات الأمتار عن حائط البراق، بهدف مواصلة تغيير المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وأكدت الكتلة أن السنة الأخيرة كانت الأصعب في تاريخ مدينة القدس التي تعرضت لإجراءات إسرائيلية غير مسبوقة من التهويد والتضييق على المواطنين هناك، وان ما يجري اليوم في محيط المسجد الأقصى هو الأخطر على الإطلاق، بفتح المجال أمام اليهود المتطرفين من مختلف أرجاء العالم لممارسة طقوسهم الدينية في الأماكن الإسلامية، وبناء كنيس يهودي على أرض إسلامية وفوقها.
مشيرة إلى إن القدس وكل ما فيها يتعرض لهجمة غير مسبوقة بما فيها المقدسات والآثار الإسلامية والسكان، وذلك يجري وفق خطة إسرائيلية محكمة بهدف تهويد المدينة، وتدمير الوجود العربي والإسلامي فيها، ومن يتابع الأوضاع على الأرض يتأكد أن إسرائيل تسعى لتغيير الوجه الإسلامي للمدينة، وأن إسرائيل تخطط للاستيلاء على مدينة القدس منذ عشرات السنين ما يعني أن إسرائيل تواصل الاستيطان وتهويد القدس بسياسة ممنهجة.
وأضافت الكتلة إن اعتقاد إسرائيل أنها وعبر هذه الممارسات يمكن أن تجعل الفلسطينيين جزء من الاحتلال فهي واهمة ومخطئة، لأنه لن يكون هناك أي حل أو أي سلام في الشرق الأوسط دون القدس، ولن ينعم أحد بالاستقرار إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني على القدس الشرقية كاملة عاصمة لدولته المستقلة، وإن تلك الممارسات تعبر عن توجه عام لإسرائيل نحو التطرف واستهداف كل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم في المدينة المقدسة.
وتابعت إن تهويد القدس عمل بالغ الخطورة، وهو يستهدف البشر في الدرجة الأولى. وبما أن الوجود العربي في قدسنا مهدد بهذا الشكل، علينا جميعاً القيام بواجبنا في مواجهة هذه الأحوال المتردية. علينا أولاً وقبل كل شيء أن نوّحد مواقفنا. فلا يجوز إطلاقاً أن تكون تنظيماتنا وهيئاتنا على ما هي عليه من الانقسام والتنافر. فإننا في كتلة نضال الطلبة نتوجه إلى جميع أبناء شعبنا البطل ونطالبه برص الصفوف والوحدة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية وتتعرض فيها القدس للتهويد، وندعو إخواننا في حركة حماس إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية من أجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال ومخططاته.
وأكدت الكتلة إن ما يحدث في القدس والخليل وبيت لحم من تهويد واستهداف لمقدسات المسلمين هو استهتار بمشاعر الأمة العربية والإسلامية واستهتار بكل القوانين الدولية وخصوصية الشعوب الثقافية، وإن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية التي تقع عليها مسؤولية حماية المقدسات الإسلامية في فلسطين مطالبة بالوحدة ورص الصفوف في مواجهة هذه الهجمة الصهيونية البشعة، والتي تعكس ثقافة هذا العدو الهمجي التي تستهدف هوية الشعب الفلسطيني وعقيدته بل هوية الأمة الإسلامية، وشعبنا الفلسطيني المحتل والمحاصر لم يقصر يوماً في الدفاع عن المقدسات الإسلامية في وجه الهجمة الصهيونية المستمرة.
ودعت الكتلة الشعوب العربية والإسلامية لتقوم بدورها في حماية المقدسات قبل فوات الأوان لأن الصمت على هذه الجريمة المستمرة مقدمة لتهويدالمسجد الأقصى والإجهاز على هويته الإسلامية وشطب الحق العربي الفلسطيني في القدس وفي كل فلسطين،كما أن الحكومات العربية مطالبة هي الأخرى بوقفة تاريخية إزاء هذه الهجمة وذلك من خلال وضع القرارات الصهيونية بتهويد المقدسات في الخليل وبيت لحم والقدس على رأس جدول الأعمال واتخاذ القرارات الفعلية للدفاع عن المقدسات ودعم الشعب الفلسطيني في القدس وفي فلسطين كلها. ونيات حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي ترفض السلام وترفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية والتي تثير القلاقل والتوترات في المنطقة لم تعد تخفى على احد، وبالتالي فإن الحكومات العربية مطالبة باتخاذ مواقف تستجيب لنبض شعوبها في الرفض القاطع الذي لا يتوقف على الإدانة والشجب لممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد المقدسات الإسلامية، وهي قادرة على حشد الرأي العام الدولي والدول المؤثرة في العالم للضغط من اجل أن يتوقف هذا العبث الإسرائيلي الذي طال كل شيء.