القدس ستبقى عربية
بقلم الرفيق: مناضل حنني
أن ممارسات حكومة الاحتلال منذ زمن بعيد تهدف من جملة أهدافها تغيير معالم القدس وتفريغها من أهلها العرب الفلسطينيين، وبناء أحياء استيطانية وإسكان اليهود فيها، وذلك بشكل ممنهج سرا وعلانية وما سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلا خير دليل على ذلك.
فكانت المخططات الاستيطانية والبناء المتسارع في القدس العربية وأحيائها وطرد الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين ،وهدم بيوتهم بحجج مختلفة .
إن العالم أجمع يعرف ذلك، ويعرف أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف تغيير معالم القدس العربية وتفريغها من سكانها، وخلق حالة من الأمر الواقع استعدادا لأي مفاوضات قادمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والاحتلال الإسرائيلي يسابق الزمن منذ العام 1967 ، وبوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة ، لفرض سياسة الأمر الواقع في القدس الشرقية المحتلة وذلك لتحقيق هدفين استراتيجيين يتعارضان تماما مع الثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية ، وهما أولا ، ضمان أغلبية يهودية في المدينة ، وثانيا منع أية عملية تقسيم لها في أطار أية تسوية محتملة .من أجل تحقيق هذه الأهداف تنفذ إسرائيل خططا جهنمية تستهدف الأرض والإنسان والمقدسات على حد سواء ، حيث تصرف في سبيل ذلك ميزانيات بلا حدود ، كما وتوزع الأدوار بينها وبين منظمات يهودية متطرفة منعا لإحراجات دولية وتسريعا لأعمال التهويد ، متجاهلة القانون والشرعية الدولية ، ومستغلة عجز الأمة العربية والإسلامية أنظمة وشعوبا ، ونفاق المجتمع الدولي الذي لا يخرج في اعتراضه على انتهاكات إسرائيل الصارخة في المدينة عن الشجب والاستنكار الخجول ، إلى الفعل الحقيقي الذي يوقف التدهور ويمنع التهديد الذي تشكله هذه السياسات الإسرائيلية على الأمن والاستقرار الدوليين، وتسريع خطوات تهويد القدس العربية بالتزامن مع تشجيع المتطرفين اليهود على تكرار الهجمات على المسجد الأقصى المبارك، تمهيداً لهدمه وإقامة ما يسمى “بهيكل داود” مكانه، ما سيؤدي حتماً إلى انفجار الأوضاع ليس في القدس وفلسطين المحتلة فحسب بل في العالم العربي والإسلامي وعلى امتداد العالم كله ،وهنا بيت القصيد مما يدفعنا لإطلاق نواقيس الخطر والتحذير من هذه المؤامرة الخبيثة التي ستشعل نار الأحقاد وتمتد إلى المنطقة بأسرها.
وربما تشعل نار حرب دينية كبرى تحرق الأخضر واليابس في العالم كله كل وهذه الحقائق تدعو إلى أقصى درجات القلق ،لأن إسرائيل في عهد تحالف الليكود والمتطرفين وصلت إلى المرحلة الأخيرة من مخطط التهويد وفرض واقع خطير.
نأمل أن يتنبه له العالم كما أن الرئيس أوباما نفسه معني بهذا الأمر لأن أي خلل أو نسف لعملية السلام سيؤدي إلى إفشاله وبالتالي مواجهة حالة عداء لا مثيل لها وزيادة حدة الأزمة المالية العالمية، وهذا يتطلب منه مواجهة التحدي بالضغط على إسرائيل لردعها وحملها على الرضوخ لإرادة السلام المتمثلة في المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، ومن أجل حماية المصالح الأميركية المعرّضة للتهديد الأكيد في حال تنفيذ المؤامرة والمخطط الإسرائيلي .
ولكن لن يتكمن أحد من تغيير الحقيقة الساطعة بأن القدس عربية رغم كل الظروف الحالية الصعبة وسوف يدافع عنها أهلها وشعبها وأمتها حتى تستعيد عروبتها وفلسطينيتها، وتكون عاصمة للدولة الفلسطينية وهذا يتطلب توحيد كل الجهود الفلسطينية أولا واستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام ثانيا من أجل لجم إسرائيل ووقف سياساتها ومخططاتها العدوانية في القدس والأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة .
مناضل حنني
عضو اللجنة المركزية للجبهة