ما أكثر الأسئلة ؟ فأين الأجوبة الصحيحة؟
بقلم : نازك ضمرة
سؤال مفيد لو أمكن الإجابة عليه بثقة ودعائم، ويتمنى كل إنسان في هذا العالم أن يعرف مصلحة أي بلد في أي انتخابات تجري فيه، وخاصة ونحن العرب نفتقد في الغالب المعنى الحقيقي والعملي للانتخابات الديمقراطية، فرداء الديمقراطية واسع، ويستوعب أي اتجاه أو فكر أو تخطيط أو تسلط، ففي بلد مثل العراق ولما يزل تحت تأثير الاحتلال الفعلي والملموس فسؤال كهذا يثير الكثير من الشجون، مع أن العرب بحاجة لبحث أمور أكثر أهمية ولها علاقة بمصير الوطن العربي ككل، وفي نظري لا أخشى على العراق، ففيه كم هائل من المثقفين والواعين، وخاصة ممن يسيرون على نهج العلمانية واليسارية، وحتى الوسط واليمينيون والنفعيون يعرفون أن مصلحتهم هي أن يكون العراق بشخصية متميزة مستقراً ولو بحرية أقل من الحد الأدنى.
ليس هذا فحسب، بل إن إجابة أي كاتب أو شاهد أو مشاهد أو قارئ أو حريص ستكون ناقصة حتماً، والسبب أننا ليس لدينا العلم الكافي بالأرضية والخلفية لمجريات الكواليس، والتي يقوم بها الأحزاب والشلل والأفراد والرواد والقادة والزعماء والمتدخلون والمتطفلون، فلو أمكن لنا أن نكون شاهدين على كل ما تم أو جرى فعله أو قوله لكان لإجابتنا أثر فاعل، وقريب من نتائج البحث العلمي المعقولة، والتي تجري على مدار العام في مختلف بقاع الأرض، فمثل هذه الابحاث والاستفتاءات هي سلطة غير مرئية وتعادل سلطة الصحافة والسلطة المدعومة بالقوة أو بالقانون، ولكن لأننا أفراد أو فئات مشتتة وجهودها مبعثرة، فستكون إجاباتنا كفرد يذهب لصيد السمك في بحر لجيّ، وليس لديه خبرة في الصيد، نعم إن ذاك الصياد لن يعود صفر اليدين إلى أهله، لكن شبكته ستصطاد أي نوع من حيوانات البحر، وقد يكون الصيد ساماً، أو مؤذياً وضاراً لصحته ولبيته ولمن خاف مقام ربه، وأقترح أن نكتب لأهل العراق عن نتائج متوقعة بعد أبحاث علمية وعملية ، أو نفكر وننبه المتزعمين أن يعوا النتائج القريبة والبعيدة لأي تصرف سلطوي، تشريعي أو تنفيذي، فالزمن لا يتحمل الأخطاء كما كان الحال في الماضي، ولكن النتائج تكون عادة مدمرة بعد أي تصرف أو قانون خاطئ أو جائر أو ضار، ولنأخذ وعد بلفور مثلاً، فهل توقع أي عربي أو حتى أي شخصية عالمية ماهي الآلام التي ستنجم عن وعد شخص واحد لجمع غير موجود على الخريطة العالمية ككيان وله استقلالية، على حساب من له كيان ويطمح في الاستقلالية؟ وقدروا معي المليارات والجهود التي أنفقت للتسلح والجيوش على حساب التنمية المحلية وفي جميع الأقطار العربية، وما نتج عن ذلك من تمركز للسلطة وبفكر أبوي! !
nazekdhamra1@hotmail.com