على هذه الأرض ما يستحق أن نتحد
بقلم الرفيق : أنور جمعة
يحيي شعبنا العربي الفلسطيني في الثلاثين من شهر آذار كل عام ذكرى يوم الأرض الخالد ، هذا اليوم الذي أضحى رمزاً للتعبير عن التمسك بالأرض و الدفاع عنها ، فالأرض جوهر القضية الفلسطينية ، و هي ركن أساسي من الأركان الثلاثة التي تقوم عليها أية دولة ، و من أجلها بذل شعبنا التضحيات الجسام من شهداء و أسرى و جرحى و ما زال .
إن الأرض الفلسطينية كانت و مازالت جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني ، لقد إختلقت الحركة الصهيونية الأكاذيب ونشرت الخزعبلات للترويج لمشروعها الإستيطاني و ردد زعماء الصهاينة خرافة ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) فكان رد جماهير شعبنا الفلسطيني بالتشبث الأرض و الاستبسال في الدفاع عنها و الإستشهاد من أجلها .
واليوم و بعد مرور نحو 62عاماً على نكبة فلسطين و 34 عاماً على ذكرى يوم الخالد ما زال الصراع محتدماً حيث السرطان الصهيوني الاستيطاني يحاول الانتشار و التمدد على كامل الأرض الفلسطيني للقضاء على آمال و تطلعات الشعب الفلسطيني وتصفية وجوده و قتل حلمه في الحرية و العودة و الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس .
إن ما تتعرض له الأرض و القضية الفلسطينية اليوم يعد من أخطر ما مر بها منذ عقود طويلة ، فالاحتلال الإسرائيلي يشن حرباً شاملة و ممنهجة على الشعب الفلسطيني و بلا هوادة ، حيث تتخذ هذه الحرب أشكالاً مختلفة و متعددة من قتل للمدنيين الفلسطينيين، واغتيال للقادة و اعتقال للمناضلين، وحصا وإغلاق للمعابر والحدود و تجريف و تدمير للمزارع و الحقول و هدم للمنازل و المنشئات المدنية و تهجير للسكان و نهب و مصادرة للأرض و الاستيطان و الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري و مخططات تهويد القدس، و الإعتداء على المقدسات الدينية ، و من جهة أخرى يعاني شعبنا الفلسطيني إنقساماً داخلياً شتت قواه و ألحق أضراراً جسيمة بقضيته و ألقى بظلاله القاتمة على كافة نواحي الحياة في المجتمع الفلسطيني ، و كل ذلك في ظل واقع إقليمي و دولي مرير منقسم على نفسه بين صامت و عاجز و متواطئ وبين من يحاول تغذية الانقسام و استثمار المعاناة الفلسطينية لخدمة أجندته الخاصة ، و لا مجال للشك في أن المستفيد الأول من استمرار حالة الإنقسام و الفرقة الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر له الانقسام الأجواء المناسبة لممارسة عدوانه و جرائمه و توفر له الفرصة للهروب من تنفيذ إلتزاماته و تطبيق القوانين و المواثيق التي أقرتها الشرعية الدولية .
أمام هذا الواقع و ما تتعرض له القضية و الأرض الفلسطينية التي تعتبر أساس الوجود الفلسطيني و سر بقائه و التي لم تبخل يوماً في العطاء لأبنائها نقول لجميع أبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف فئاته و قطاعاته و قواه ،أن على هذه الأرض ما يستحق أن نتحد و ننبذ الفرقة و الإنقسام لإستعادة و حدتنا الوطنية لنتمكن من توحيد جهودنا و حشد كافة طاقاتنا و إمكانتنا في مواجهة الاحتلال البغيض الذي يحتل أرضنا و يسلب حقوقنا و الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني دون أي تمييز .
إن ذكرى يوم الأرض الخالد و دماء شهداء الأرض الفلسطينية تستدعي تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية و الفئوية الضيقة و ما يتطلبه ذلك من الشروع الفوري في إغلاق ملف الإنقسام دون أي تأجيل أو مماطلة و لنتحمل مسئولياتنا جميعاً فعلى هذه الأرض ما يستحق أن نتحد .
ولكل عشاق الأرض أهدي كلمات الشهيد الشاعر محمود درويش :
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض سيدة الأرض
أم البدايات
أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين
سيدتي أستحق لأنك سيدتي
أستحق الحياة
عضو اللجنة المركزية
لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني