طولكرم / أكد الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على اهمية التحرك الدبلوماسي الفلسطيني الفعال ، وعدم التعامل بردات الفعل غير المدروسة والمتعلقة بالرد على القرار الإسرائيلي بالترحيل الجماعي ، مشيرا إلى أن الطريقة السياسية التي تم التعاطي بها مع القرار اقتصرت على التنديد والشجب ، في حين كان يفترض متابعته سياسيا لمعالجة آثاره على كافة المستويات السياسية والحقوقية والقانونية .
مشيرا الى أن هدف حكومة الاحتلال من وراء هذا القرار صرف الأنظار عن الأوضاع الراهنة من اجل مزيد من الخطوات والإجراءات العدوانية إزاء مدينة القدس وتهويدها ، إضافة إلى بناء المزيد من المستوطنات وتوسيعها وبخاصة في ظل الحراك الدولي الذي ضاق ذرعا بالإجراءات والممارسات الاحتلالية .
وجاء ذلك خلال اجتماع موسع عقدته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظات الشمال لكوادرها في بحضور ، وأعضاء المكتب السياسي رزق نمورة وحكم طالب وأعضاء اللجنة المركزية فتحي أبو زيد ومحمد عدوان ومناضل حنني وسكرتيري ولجان فروع طولكرم ونابلس وقلقيلية وطوباس وجنين حيث تناول الاجتماع بحث ومناقشة القضايا السياسية والتنظيمية والنقابية ، بالإضافة إلى استعراض ومناقشة وتقييم الحراك الانتخابي وخطة العمل المتعلقة بمشاركة الجبهة في الانتخابات المحلية للمجلس البلدية والقروية .
ونفى الدكتور مجدلاني كافة المعلومات والتسريبات حول وجود وساطات جديدة بهدف استئناف الحوار موضحا أن مسار المصالحة الوطنية ما زال معطلا ومتعطلا بفعل تعنت حركة حماس وإصرارها على عدم التوقيع على الورقة المصرية قبل إدخال الملاحظات عليها .
وأكد الدكتور احمد مجدلاني خلال الاجتماع التمسك بالموقف الوطني الثابت والأساسي بعدم العودة إلى المفاوضات إلا بالوقف التام للاستيطان بمختلف أشكاله بما فيه ما يسمى بالنمو الطبيعي وبشكل أساسي وقف الهجمة الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة ومحاولات الاحتلال فرض الوقائع الجديد وعزل وتهويد القدس ، وتحديد مرجعية للمفاوضات وفق المبادرة العربية وخطة خارطة الطريق.
مؤكدا انه لا بد من تحديد جدول زمني لعملية المفاوضات والبدء من حيث انتهت ، وطالب د. مجدلاني بأهمية تعزيز الموقف العربي والدولي نحو مزيد من الضغط على حكومة الاحتلال لوقف إجراءاتها وممارساتها على الأرض ومخططاتها الرامية إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين وفق القرار الاستفزازي والعنصري رقم 1650 ومضيها في سياسة أسرلة وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وبناء الجدار العنصري والتوسع الاستيطاني والضغط عليها لتغيير مواقفها والامتثال لقرارات الشرعية الدولية وفق مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ودعا مجدلاني خلال الاجتماع إلى ضرورة تعزيز وتطوير أشكال النضال الشعبي والجماهيري ميدانيا وبلورة إستراتيجية عمل وطنية باتجاه التصدي لإجراءات وممارسات الاحتلال وتوحيد كل الجهود في مواجهة التناقض الرئيسي المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته العنصرية ، وأيضا الاستمرار في عملية التنمية وبناء المؤسسات وتعزيز دورها ومكانتها باعتبار ذلك مرتكزا أساسيا وهاما في تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال وإجراءاته ، وفي هذا الإطار شدد د. مجدلاني على أن الانقسام الداخلي الفلسطيني يشكل عائقا وتحديا كبيرا أمام تحقيق الانجازات الوطنية داعيا حركة حماس إلى توقيع الورقة المصرية وتذليل كل العقبات التي تعترض عملية إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتجاوز كل الخلافات التي لا يستفيد منها سوى الاحتلال
وأشاد د. مجدلاني بتواصل الفعاليات الشعبية المناوئة للاحتلال وتحديدا من خلال ابتكار أساليب نضالية جديدة بمشاركة مختلف القوى والفعاليات في مواجهة ما يسمى بالمنطقة العازلة أو الحزام الأمني في قطاع غزة حيث سقط بالأمس أول شهيد أثناء مشاركته في مسيرة جماهيرية تعبيرا عن رفض الاحتلال وإجراءاته وممارساته .
وحول الانتخابات المقبلة للهيئات المحلية أكد د. مجدلاني أن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تسعى لأوسع ائتلاف وطني والى شراكة حقيقة مع مختلف القوى السياسية والمجتمعية وان الجبهة حريصة كل الحرص على أن تكون هذه الشراكة مجتمعية ووفق معايير ومحددات واضحة كون الانتخابات وإفرازاتها خدماتية والطابع الرئيسي لها هو خدمة المجتمع المحلي ، داعيا كافة القوى والمواطنين بشكل عام إلى المشاركة في الانتخابات يوم السابع عشر من تموز المقبل وممارسة الحق الديمقراطي والدستوري وتعزيز قيم ومفاهيم الموطنة والديمقراطية في مجتمعنا الفلسطيني ، داعيا إلى فتح حوارات معمقة بين مختلف القوى والفصائل والشخصيات المستقلة والاعتبارية من اجل بلورة ائتلاف وطني ديمقراطي لخوض الانتخابات المقبلة تحقيقا لآمال وتطلعات الجمهور الفلسطيني .
وتوجه د. مجدلاني بتحياته إلى عاملات وعمال فلسطين والى الطبقة العاملة الفلسطينية بمناسبة الأول من أيار ، عيد العمال العالمي ، مشيدا بدورها ونضالاتها وتضحياتها ومؤكدا على أهمية تعزيز وتوحيد الجهود التي تحفظ وتصون حقوق عمالنا .