د. أحمد سعد ، أيها المناضل العنيد .. وداعا
بقلم الرفيق : محمد علوش
لقد وقع نبأ رحيل الدكتور أحمد سعد ، رئيس تحرير جريدة الاتحاد الحيفاوية ، علينا وقعا شديدا حيث يختطف الموت من بيننا قائدا مناضلا مجربا محبوبا ، صديقا ورفيقا وفيا ، لاجئا في وطنه ، البرناوي ، هذا المناضل الوطني والشيوعي العريق الذي كرس حياته للنضال من اجل شعبه وقضيته والدفاع عن حقوق وكرامة وإنسانية الشعب العربي الفلسطيني داخل الأرض المحتلة من خلال نضالاته المشهودة من خلال حزبه ، الحزب الشيوعي ومن خلال قلمه المتوهج دائما عبر جريدة العمال والكادحين والمثقفين الثوريين ، جريدة الاتحاد التي تولى رئاسة تحريرها مستلهما تجارب القادة العمالقة ممن سبقوه على الدرب توفيق طوبي وإميل توما وتوفيق زياد وإميل حبيبي وفؤاد نصار وغيرهم ممن حفروا تاريخهم وتاريخ شعبهم عبر النضال الشاق والطويل وعبر التضحيات الجسيمة، فكانت ” الاتحاد ” طريق المناضلين وخيارهم في مواجهة الظلم والقهر والاضطهاد .
إن رحيل الرفيق د. احمد سعد الذي تشرفت بمعرفته وصداقته من خلال جريدة الاتحاد قبل سنوات طويلة وقبل سنوات طويلة أيضا من جدار الفصل العنصري الذي يحول دون الوصول إلى هناك ، إلى قلب القلب ، إلى حيفا والناصرة وأبو سنان وشعب وسخنين وشفا عمرو والطيبة وباقة الغربية ، عرفته شجاعا في موقفه ، وفيا لشعبه وقضيته ، مناضلا حتى الموت ، مثقفا ثوريا ، شيوعيا ماركسيا ، وطنيا بكل تجليات الوطن وبوحه وعنفوانه .
سنشتاق إليك كثيرا ، سنفتقدك في كل مناسباتنا الوطنية ، سنحن إلى افتتاحية كل صباح عبر ” الاتحاد ” حيث الرؤية السياسية العميقة والموقف الثابت الذي عرفناك من خلاله يا أبا محمد .
لقد شكل رحيل هذا القائد والمناضل والكاتب المفكر الدكتور احمد سعد خسارة لا تعوض ، خسارة كنز غزير الإنتاج والتجربة ، كاتبا متمرسا في السياسية والفكر والاقتصاد ، تشهد دراساته ومقالاته ومؤلفاته على عمق هذه التجربة التي وظفها لخدمة قضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولتجذير الهوية الوطنية الفلسطينية لجماهير شعبنا في الداخل وتكريس صمودهم وبقاءه على الأرض الآباء والأجداد ، في الوطن الذي لا وطن لنا سواه كما كان يردد دائما .
كل الكلمات تقف عاجزة عن الحديث عن هذا الرجل الشامخ بكبريائه وطيبته وأخلاقه وسجاياه ، كل الكلام ينحني أمام عليائه .
أما وقد اصريت على الرحيل لتتركنا وحيدين في المعركة ، ولكن بالعناد والإصرار على تحقيق الأهداف ، فنقول ورغم الغياب القسري ، أن العودة هي العنوان دائما رغم الغياب .
نعاهدك أن تظل ذكراك حية في قلوبنا ، حية في ضمير كل المناضلين والأحرار وفي ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده فهو الوفي دائما لابناءه ، فرسان قضيته وكرامته وحريته .
سكرتير جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
محافظة – طولكرم