رفح / قال الرفيق أنور جمعة عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الخامس عشر من أيار من العام 1948م شهد العالم أبشع جريمة سياسية و إنسانية حدثت في التاريخ الحديث، فقد تم اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه و طرده من وطنه و تشريده على أيدي العصابات الصهيونية ،التي ارتكبت أفظع المجازر البشرية في القرى و المدن الفلسطينية لتنفيذ مشروعها الاستعماري ،و لتحل بشعبنا نكبة مازال يعيش تداعياتها و يذوق مرارتها رغم مرور ستين عاما عليها.
وأضاف جمعة إن النكبة حولت ثلثي الشعب الفلسطيني إلى لاجئين يعيشون حياة التشرد والترحال والغربة بعيداً عن أرضهم في تسعة وخمسين مخيماً للاجئين تنتشر في الوطن والشتات في ظل ظروف حياتية صعبة، علاوة على فقدانهم للأمن والاستقرار.
وشدد جمعة على أن الذاكرة الفلسطينية ستبقى حية وشاهدة على جرائم الحركة الصهيونية وعمليات التطهير العرقي التي اقترفتها لتنفيذ أخطر مشروع استيطاني عرفه التاريخ الحديث، مؤكداً أن حق العودة مقدس يأبى النسيان وستتوارثه الأجيال المتعاقبة.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة سياسية لمناسبة الذكرى ال 62 للنكبة نظمته اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة برفح في مقر الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني ” فـدا ” وسط المدينة.
وأكدت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة بالندوة السياسية أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين هو حق مقدس لا يسقط بالتقادم ولا يجوز لأحد ولا لأي جهة التنازل عنه،مشددةً على موقفها الثابت بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194 والقاضي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
وشارك في الندوة كلاً من أنور جمعة عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي، وزياد الصرفندي رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم رفح، و د. حسين العطار عضو اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة .
ومن جانبه قال الصرفندي في كلمته ‘إن حق العودة حق شرعي تكفله كل المواثيق والأعراف الدولية، وإن قضية اللاجئين كانت دوماً محرك النضال الفلسطيني، وإن توحيد الجهود وحشد طاقات شعبنا هو الطريق لنيل الحقوق الوطنية، مشدداً على أهمية الوحدة الوطنية، خاصة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، داعياً إلي أن تكون فلسطين والقدس بوصلتنا ووحدة شعبنا أهم المقومات لتحقيق النصر.
واستعرض الصرفندي مواقف الشهيد الخالد ياسر عرفات المتمسكة بالثوابت الوطنية والحقوق غير القابلة للتصرف، وأضاف أن شعبنا سيوجه رسالة للعالم من خلال مشاركته في فعاليات النكبة يؤكد فيها أننا شعب لن يتخلى عن حقوقه الثابتة وسيناضل حتى استعادتها.
وأكد الدكتور العطار أن قضية اللاجئين ليست مجالاً للحديث أو النقاش، فهي صلب القضية الفلسطينية، وأن حق العودة مكفول لكل الفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية ولا تراجع عنه، منوهاً إلى أن الشهيد ياسر عرفات دفع حياته ثمناً للحفاظ على الثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها قضية حق العودة للاجئين، وأن الرئيس محمود عباس الذي حمل الراية بعده يحافظ على العهد ومتمسك بقضية اللاجئين.
ودعا أبو نبيل شعت رئيس لجنة الإصلاح برفح في مداخلته، القوى والفصائل للتوحد ونبذ الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني ليتمكن من مواجهة الاحتلال ومخططاته الاستيطانية وقراراته الظالمة، التي كان آخرها قرار 1650، مطالباً بأن يستفيق الضمير الإنساني لينصف الفلسطينيين بعد ظلم دام أكثر من 62 عاماً.
وأكد أن لا أمن ولا استقرار دون استرداد الحقوق المشروعة لشعبنا.