فلسطين ..المفترى عليها
بقلم الرفيق :حمدان الجعدي
لسنا نعرف للنظام العربي من ميزات تتيح لبعض العرب التمايز عن بقية إخوانهم الفلسطينيين ، بحيث يسمح كل أحمق موهوم لنفسه ،بان يلقن الفلسطيني درسا في الديمقراطية أو الشفافية أو الحكم الراشد أوحماية وصون الوحدة الوطنية ،خاصة وان واقع الحال ينبئ بأن العرب كلهم سواسية في كل هذه القضايا الشائكة التي مازالت مستعصية عن الحل في أوطان العرب ومجتمعاتهم.
وإذا كان لا بد من فرز وتمييز، فالملاحظ أن الواقع الفلسطيني هو الأقل فسادا في وضع عربي فاسد أصلا إلى درجة التعفن ،والمجتمع الفلسطيني يتمتع بنسبة مرتفعة في مجالي التربية والتعليم وترويج المعرفة كما ونوعا ،لم تبلغه أية دولة عربية على الإطلاق ،ولولا تضامن أفراد الشعب الفلسطيني وتماسكهم وحرصهم على قضيتهم ،ما بقي لهم اثر في يومنا هذا بالنظر إلى الهجمة الشرسة المحبكة التي تحاصرهم من كل جانب ،بما فيها الجانب العربي تحديدا.
على أن هذه الحقائق لا تنفي تداعيات النكبة التي حلّت بفلسطين وأهلها منذ كارثة التقسيم ،ثم التهجير والتشريد ومحاولات الإبادة والإفناء التي يتعرض لها الفلسطيني مرارا وتكرارا في كل أيام السنة ،على أيدي عدو عنصري إرهابي تؤطره المنظمة الصهيونية العالمية وترعاه اكبر القوى الاستعمارية المهيمنة على وجه الأرض.
فمن كان صادقا في تضامنه ودعمه لقضية الشعب الفلسطيني فالطريق لتحقيق غايته واضح لا يحتاج إلى إشارة أو دليل ،ومن كان يريد مجرد البروز والتمظهر بالتنظير الممل عبر مؤسسات إعلامية معدّة لنشر التضليل والغباء بقدر استعدادها لترويج البهتان والافتراء ،فتلك ليست السبيل إلى البطولة ،وأية بطولة هذه التي يسعى إليها كاتب مدّع يريد طعن فلسطين في الصدر والظهر عبر المزايدة على مناضليها و على أهلها ،وعبر الترويج لادعاءات لا تمت للواقع بصلة، ؟
مدّع لا يعرف عن فلسطين ،غير ما تردده إذاعات السلطان وأبواقه المشرعة على الضغينة والتشويه المباح لصالح أدوات الصحوة الأصولية ،التي جاءت متأخرة عن زمن انحطاطها بألف عام وعام ،قضتها في جمع وترميم رفاتها ،فلما بلغت مأساة فلسطين عشرا من العقود استفاقت الغربان من سهدها واعتلت صهوة الجهاد في أوج صحوة موهومة لم تبزغ شمسها.