الجزائر/المناضل الفلسطيني خالد العزة أبو الوليد، رحل إلى الأبد ظهيرة يوم أمس الأحد بعد صراع مرير مع المرض والتعب وتكاليف سنوات طويلة من الكفاح والنضال في سبيل قضيته الفلسطينية العادلة.
أبو الوليد الذي أسلم الروح بأحد مستشفيات مدينة بيت لحم الفلسطينية، كانت له علاقات نضالية متينة مع العديد من المناضلين الشرفاء على الساحتين الفلسطينية والعربية، حيث تولّى مسؤوليات كبيرة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كعضو ناشط في المجلس الوطني والمجلس المركزي للمنظمة، وفي قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني كعضو بارز في مكتبها السياسي، وكممثل لها في عواصم بعض البلدان العربية، ومنها الجزائر التي احتفظ فيها بصداقات قوية مع كبار الفاعلين والناشطين على المستوى السياسي والإعلامي.
وكانت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني قد أصدرت بيانا ظهر يوم أمس من مقر قيادتها في رام اللّه، نعت فيه المناضل أبو الوليد: ..بقلوب يعتصرها الحزن والألم، تنعي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى الشعب الفلسطيني، وإلى أمتنا العربية، وإلى كل أحرار العالم، المناضل والقائد الوطني الكبير خالد عبد الفتاح العزة ”أبو الوليد العزة” عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.. كان شهيدنا العزة أحد أركان الجبهة وأحد مناضليها الكبار المشهود لهم بالتجربة الكفاحية والنضالية الثرية والعلاقات الوطنية الوطيدة مع مختلف القوى والفصائل والعلاقات الوثيقة مع عدد كبير من الأحزاب العربية القومية والأحزاب الاشتراكية واليسارية ومع السفراء والقناصل المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بحكم ترؤسه لدائرة العلاقات العربية والدولية لعدة سنوات..”.
وانتهى البيان إلى الإشادة بخصال الشهيد ومعاهدته على مواصلة المسيرة التي كرّس حياته للدفاع عن أهدافها: ”.. وهو من أوائل المناضلين الذين التحقوا بصفوف الثورة الفلسطينية في إطار جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عام 1968م، إلى جانب القائد الفارس الدكتور سمير غوشة، شارك في جميع معارك الدفاع عن الثورة في كافة الساحات.. كان على الدوام مناضلاً صلباً في مواجهة الاحتلال… كان ممثلاً للجبهة في ليبيا، ثم في الجزائر… عاد إلى أرض الوطن في عام 1994م، وعمل مديراً عاماً في وزارة الحكم المحلي لمحافظة القدس، ثم لمحافظة بيت لحم، كان من أبرز القيادات والنشطاء في مقاومة الاستيطان والجدار في مختلف محافظات الوطن.
إن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تعاهد شعبنا وشهيدنا، وملهم مسيرتها أن تواصل المسيرة والنضال والكفاح على خطاه، وعلى نهجه، بعناد الثوريين وإرادة الأحرار حتى العودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس…”.
كان المناضل أبو الوليد يكنّ محبة خالصة للجزائر وشعبها، فكان يداوم على زيارتها وزيارة أصدقائه بها، وكان يخصّ جريدة «الأحداث» وأسرة تحريرها بصداقة مميزة، ويزور مقرها كلما نزل ضيفا على الجزائر أو قادته مهامه الرسمية إليها.
رحم اللّه المناضل الفلسطيني الكبير وأسكنه فسيح جناته