خالد العزة شهيداً على درب النضال
بقلم الرفيق :أنور جمعة
و تتوالى قوافل الشهداء ، الشهيد تلو الشهيد ، بالأمس القريب كان الشهيد القائد الوطني و القومي الكبير الدكتور سمير غوشة أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني و عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، و اليوم كان موعد الشهادة مع قائد وطني فلسطيني عرفته ساحات الثورة ، و خبرته ميادين العمل الوطني ، إنه الشهيد خالد عبد الفتاح العزة ” أبو الوليد العزة ” عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني و عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، الذي ارتقى شهيداً و هو على رأس مهامه النضالية .
فباستشهاده فقدت فلسطين و الجبهة و قوى التحرر في العالم مناضلاً صلباً ، و رجلاً من أصدق و أنبل الرجال ، قضى حياته في خدمة شعبنا و قضيته الوطنية ، كان معطاءً بلا حدود ، لم يبخل يوماً على فلسطين بوقته و جهده و بأغلى ما يملك ، كان ابناً باراً لفلسطين ، و كان نعم الرفيق لمناضلي الجبهة و لكافة من عرفه من فصائل العمل الوطني و القوى السياسية الفلسطينية و العربية و الأحزاب الاشتراكية و اليسارية في العالم .
نعم ، هكذا هم رفاق النضال ، هكذا هم رفاق درب الشهيد المؤسس الدكتور سمير غوشة ، هكذا هم رفاق درب قائد مسيرة النضال الدكتور أحمد مجدلاني أمين عام جبهة النضال ، فسيرة الرفيق المناضل الشهيد أبو الوليد و مسيرته النضالية عبر أربعة عقود من السنين تبين حجم الخسارة الكبيرة التي خسرتها فلسطين و الجبهة بإستشهاده ، فقد خسرت فلسطين علماً من أعلامها و رمزاً للنضال و المقاومة .
الشهيد خالد العزة ” ابو الوليد ” كان من أوائل المناضلين الذين التحقوا بصفوف الثورة الفلسطينية في إطار جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عام 1968م ، التحق بعدة دورات عسكرية للجبهة في معسكرات جرش وعجلون ، و شارك في جميع معارك الدفاع عن الثورة في كافة الساحات ، حصل على عدة دورات حزبية وأمنية في بلغاريا ، سخر كل خبراته و إمكاناته في خدمة القضية الوطنية لشعبنا ، تولى مهمة تمثيل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في ليبيا ، ثم في الجزائر ، عاد من المنافي إلى ارض الوطن عام 1994م .
كان الرفيق أبو الوليد على الدوام مناضلاً صلباً في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ، تولى قيادة اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار و الإستيطان في محافظة بيت لحم ، فكان من أبرز القيادات والنشطاء في مقاومة الاستيطان والجدار في مختلف محافظات الوطن حتى أضحى رمزاً للمقاومة الشعبية .
و في ظهيرة يوم الأحد الموافق السادس من شهر يونيو/حزيران كان موعد الرفيق أبو الوليد مع الشهادة ، رحل الرفيق أبو الوليد في وقت نحن بأمس الحاجة لأمثاله من المناضلين ، فقد عرفناه مناضلاً شجاعاً متمسكاً بنهج و برنامج جبهة النضال و متشبثاَ بالثوابت الوطنية لشعبنا الفلسطيني ، مدافعاً مخلصاً عن المشروع الوطني و منظمة التحرير الفلسطينية ، منحازاً دوماً للعمل الوطني المشترك ، داعياً للوحدة الوطنية رافضاً للإنقسام .
هذا هو الشهيد الحي فينا الرفيق المناضل خالد العزة ” أبو الوليد ” ، فنم قرير العين شهيدنا البطل ، فعهداً لك و لكل شهداء الوطن و الجبهة بأن يتواصل النضال و تستمر المقاومة حتى تحقيق الأهداف الوطنية و في مقدمتها حق العودة و الحرية و تقرير المصير و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة و عاصمتها القدس .
عضو اللجنة المركزي
لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني