الرفيق أنور جمعة لوكالة هلا : ساحة النضال الحقيقية هي في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي
والوحدة الوطنية أقصر الطرق لتحقيق أهداف شعبنا في العودة و الحرية و الإستقلال
في حوار خاص أجرته وكالة هلا فلسطين الإعلامية مع الرفيق أنور جمعة عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني.
وفيما يلي نص الحوار :
تحتفل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني هذه الأيام بذكرى إنطلاقتها الثالثة و الأربعين ، ماذا تقولون في هذه المناسبة ؟
نعم ، نحتفل هذه الأيام بمناسبة وطنية عزيزة على قلب كل وطني حر ، مناسبة عظيمة بدلالاتها الوطنية و معانيها النبيلة ، نحتفل بذكرى نشأة تنظيم وطني إنطلق من قلب فلسطين ، من مدينة القدس ، في الخامس عشر من شهر تموز عام 1967م ، رداً على هزيمة حزيران و وقوع باقي أرض فلسطين تحت الإحتلال الإسرائيلي .
لقد شكلت إنطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نقطة تحول كبيرة ، عبر إعادة الإعتبار للدور الوطني للشعب الفلسطيني ، بعد سقوط الرهان على النظام العربي الرسمي آنذاك في عملية التحرير و الخلاص من الإحتلال ، فكانت إنطلاقة جبهة النضال بداية مرحلة جديدة ، تقدم فيها الشعب الفلسطيني الصفوف دفاعاً عن أرضه و حقوقه الوطنية ، و أخذ على عاتقة مهمة تحرير بلاده من دنس الإحتلال ، مستنداً في ذلك إلى الدعم من عمقه العربي و تضامن أحرار العالم معه
فلهذا و لكل ما سبق و للأهداف الوطنية و المبادئ الإنسانية التي انطلقت من أجلها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، و لدورها الوطني المميز خلال عقود طويلة من النضال و الكفاح الوطني ، و للتضحيات الجسام التي بذلتها من شهداء و جرحى و أسرى ، جدير بكل وطني شريف و إنسان حر أن يحرص على إحياء هذه المناسبة الوطنية العظيمة ذكرى إنطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني .
لقد شكل رحيل الدكتور سمير غوشة الأمين العام السابق لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني تحدي كبير و إختبار صعب لكم في الجبهة ، كيف تمكنتم من مواجهة الإستحقاقات التي ترتبت على إستشهاده ؟
أولاً ، لقد شكل استشهاد الرفيق الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الدكتور سمير غوشة خسارة كبيرة ، ليس فقط لأبناء الجبهة وحدها ، بل لأبناء فلسطين عموماً ، و لأحرار العالم جميعاً ، فبإستشهاده فقد الجميع قائداً أممياً و قومياً و وطنياً كبيراً كرس جل حياته في خدمة الشعب و القضية الوطنية الفلسطينية ، و مناضلاً مثابراً من أجل الحرية و الكرامة الإنسانية .
صحيح نحن في الجبهة نشعر بأننا الأكثر خسارة بإستشهاد رمز جبهتنا و قائد مسيرتنا و لكن عزاؤنا أنه ترك فينا من القيم و المبادئ الإنسانية ما يجعلنا قادرين على تجاوز كل الصعاب و التحديات ، فقد كان الشهيد د. سمير غوشة مؤمناً بالعمل الجماعي و بمبدأ القيادة الجماعية فغرس فينا القدرة على إتخاذ القرار و تحمل المسئؤلية ، و كان الشهيد رمزاً للإستقامة و النزاهة و الشفافية و النقاء الثوري فتعلمنا منه مسلكية المناضل الثوري ، و آمن شهيدنا البطل بالنهج الديمقراطي فحرص على تجسيده في الحياة الداخلية للجبهة الأمر الذي انعكس بالإيجاب على كافة جوانب العمل التنظيمي و العلاقات الرفاقية مما ساهم في تماسك الجبهة و صمودها في وجه كل التحديات و الصعاب .
هذا و قد يكون أول إختبار تم مواجهته بعد استشهاد رفيقنا الأمين العام د. سمير غوشة هو إنتخاب أمين عام جديد للجبهة و بالفعل جسدت قيادة الجبهة و أبناء مدرسة الشهيد غوشة النهج الديمقراطي و تم إنتخاب الرفيق المناضل د. أحمد مجدلاني أميناً عاماً لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني و الذي استطاع أن يخطو بالجبهة على درب النضال خطوات واسعة إلى الأمام سجلت فيها الجبهة حضوراً مميزاً في كافة المجالات .
قامت الجبهة بغزة بإحياء ذكرى الإنطلاقة هذا العام بمسيرة شعبية حاشدة إخترقت ” الحزام الأمني الإسرائيلي ” الذي يقيمه الإحتلال على حدود قطاع غزة ،ما هي الرسالة التي أرادت الجبهة إيصالها ؟
نعم ، أحيت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ذكرى انطلاقتها هذا العام ، و الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الأممي و القومي و الوطني الكبير د. سمير غوشة ، بفعل نضالي و عمل وطني كفاحي ، و في خندق متقدم من خنادق المقاومة ، لنقول للجميع أن ساحة النضال الحقيقية في مثل هذا المكان ، في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي الذي يمثل التناقض الرئيس لشعبنا ، و أن كل التناقضات الثانوية يجب أن تتنحى و تتراجع أمام التناقض الرئيس .
لقد أحيت الجبهة إنطلاقتها بغزة بمسيرة شعبية حاشدة و اخترقت المنطقة العازلة أو ما يسمى “بالحزام الأمني الإسرائيلي” الذي يقيمه الإحتلال الإسرائيلي على إمتداد الحدود الشرقية و الشمالية لقطاع غزة و الذي إلتهم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية و دمر المئات من المنشآت المدنية و هدم البيوت و شرد المواطنين من مناطق سكناهم و حرم الكثير من الفلسطينيين من مصادر رزقهم علاوة على العديد من المخاطر السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التي تسبب فيها هذا العمل الإحتلالي العدواني .
نعم لقد أرادت الجبهة في ذكرى إنطلاقتها و من خلال هذا الفعل الوطني الميداني أن توجه بوصلة النضال لوجهتها الحقيقية ، و خاصة بعد أن حدث الإنقسام في الساحة الفلسطينية ، و طغت الصراعات الحزبية و الخلافات الداخلية على السطح ، و تراجع الهم الوطني العام أمام المصالح الفئوية و الحزبية الضيقة ، فكان لابد من أن تقوم الجبهة بدق ناقوس الخطر و أن تقول كفى للإنقسام ، و آن الأوان لإستعادة الوحدة الوطنية ، و تدعو لتوحيد كل الجهود ، و رص الصفوف لمواجهة كل المخاطر و التحديات التي تهدد مستقبل شعبنا و قضيته و مشروعه الوطني .
يعيش شعبنا في قطاع غزة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات حصاراً ظالماً ألحق أضرارً فادحة في كافة مناحي الحياة في المجتمع الفلسطيني ، ما هي سبل الخلاص من هذا الحصار الجائر ؟
الحصار الظالم المفروض على شعبنا و أهلنا في قطاع غزة هو جزء من الحرب الشاملة التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لمعاقبته جماعياً بهدف تركيعه و ابتزازه سياسياً و تصفية قضيته الوطنية ، و إننا نرى أن أي فهم لقضية الحصار خارج هذا السياق ، أو أي محاولة لتبرئة الإحتلال من مسئؤليته عن هذا الحصار لا يخدم المصلحة الوطنية و يضر بشعبنا و قضيته .
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى أن إنهاء الإنقسام و إستعادة الوحدة الوطنية هي اقصر الطرق لفك الحصار و هي السبيل لتحقيق الإنتصار لشعبنا و قضيته الوطنية و هي الخيار الوحيد لدحر الإحتلال و تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا و في مقدمتها حق العودة و الحرية و تقرير المصير و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة و عاصمتها القدس .
كما إننا في الجبهة نرى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي و منظمات حقوق الإنسان مسئؤلياتهما تجاه الشعب الفلسطيني و التحرك الفاعل لوقف عدوان الإحتلال و فك الحصار و فتح جميع المعابر و إلزام الإحتلال بتطبيق المواثيق و القوانين الدولية و العمل على تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب .