رام الله / شاركت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بالمهرجان التأبيني الذي اقامه الرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين للشهيد مشهور العاروري في قرية عاروة بمحافظة رام الله ،ومثل الجبهة الرفيق الامين العام الدكتور أحمد مجدلاني ،وعضوي المكتب السياسي للجبهة الرفيقين عوني أبو غوش والدكتور خالد القاسم ،وفدا من لتحاد شباب النضال الفلسطيني .
وأجمع خطباء ومتحدثون رفيعو المستوى وبينهم ممثل الرئيس محمود عباس، والدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ونايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، وممثلو الكتل البرلمانية على ضرورة، مواصلة الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء الأسرى المحتجزين في “مقابر الأرقام”، وتصعيد الحملة على المستويين المحلي والدولي لإرغام إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي،
واعتبر المتحدثون في مهرجان التأبين الذي نظمته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء لمناسبة الإفراج عن جثمان الشهيد مشهور العاروري ودفنه في بلدته ومسقط راسه عارورة، أن هذه الخطوة تمثل إنجازا للجهود الشعبية المتواصلة لحل هذه القضية الوطنية والإنسانية، وفرصة لتشديد النضال للإفراج عن جثامين أكثر من 320 شهيدا فلسطينيا لا تزال إسرائيل تحتجز جثامينهم منذ عشرات السنين في مخالفة سافرة لكل الشرائع الدينية والأخلاقية.
وقد تحول مهرجان التأبين الذي أقيم في ساحات مدرسة مسقط الثانوية في بلدة عارورة شمال غرب رام الله، إلى عرس وطني مهيب ترددت فيه الدعوات لنبذ الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والوفاء لرسالة الشهداء، وحضر المهرجان والدا الشهيد وصف عريض من قيادات العمل الوطني يتقدمهم عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وممثل الرئيس محمود عباس، وقادة الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، وهشام أبوغوش والوزيرة ماجدة المصري وأعضاء اللجنة المركزية للجبهة، والدكتور أحمد المجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والدكتور محمود الرمحي أمين سر المجلس التشريعي، وعبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية، والنائب بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب، وصالح رأفت الأمين العام لحزب فداء وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ، والدكتور واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، وجميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، وزياد أبو عين وكيل وزارة الأسرى، فضلا عن ممثلي الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء ومركز القدس للمساعدة القانونية، ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمحلية، وقادة الأجهزة الأمنية، وممثلي المنظمات والاتحادات الشعبية وآلاف المواطنين وبخاصة من كوادر وأعضاء الجبهة الديمقراطية الذين توافدوا من مختلف أرجاء الضفة بما فيها القدس.
وبدأ المهرجان بترحيب من عريفي المهرجان رسمي عبد الغني ( أبو فراس) عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية والصحفي ربحي العاروري شقيق الشهيد العقيد مشهور، ثم وقف الجميع دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، ورددوا النشيد الوطني الفلسطيني.
عباس زكي
وألقى عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كلمة نقل فيها تحيات الرئيس محمود عباس مثمنا الإنجاز الذي حققته الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.
وقال أن هذا الانجاز يؤكد أن الإرادة والمثابرة يمكنها كسر إرادة أكثر الحكومات تطرفا في إسرائيل بقيادة نتنياهو، كما جدد تهنئته للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيادة وقواعد، حيث أنها تعبر بهذا المنجز المهم حرصها على منتسبي الجبهة وتطوير اوضاعهم سواء كانوا في إطار السلطة أو في المعتقلات الإسرائيلية أو في مقابر الأرقام وهذا استحقاق للقيادة التي تمثل استجابة إلى كل ما يدور في فلكها.
وأضاف أن شعبنا بأسره كان بحاجة إلى مثل هذا الانجاز ليؤكد انه مهما كان الموقف الإسرائيلي فان إرادة الشعب الفلسطيني هي أقوى، ويمكننا بها تحقيق المستحيل.
وتحدث عن ضغوط تمارس على القيادة الفلسطينية للاستجابة لمحاولات إضفاء الشرعية على نتنياهو وحكومته وجرائمه، وما يقوم به من انتهاكات ومخططات لتهويد القدس، ومصادرة الأراضي والاستيطان وجدار الفصل العنصري، مشيرا إلى أن هذا الضغط الأميركي يأتي نتيجة احتياجاتهم للانتخابات النصفية، وعلى الرغم من موقف اوباما الذي يريد ان يصنع شيئا لكنه محكوم بالكونغرس وباللوبي الصهيوني والايباك، وتابع زكي: إننا نقول أننا قدمنا للسلام كل شيء ولا يمكن أن نعطي الشرعية لنتنياهو، وسنمضي بتمسكنا بثوابتنا وفيما قررناه ان العودة للمفاوضات المباشرة يتطلب أولا وقف الاستيطان وبرقابة دولية، ومرجعية الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 خالية من الاستيطان، وكل هذه القضايا للحل النهائي ينبغي أن تطرح على طاولة المفاوضات.
نايف حواتمة
وخاطب نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية الحضور والشعب الفلسطيني بكلمة تلاها نيابة عنه عضو اللجنة المركزية للجبهة نهاد ابوغوش، قال فيها أن الشهيد العقيد مشهور ورفيقاه الشهيدان حافظ أبو زنط وأحمد الزغارنة (خالد ابو زياد) قدوا الرد والبرنامج الوطني البديل لعار هزيمة الأنظمة العربية في حزيران 1967، وهم إلى جانب عشرات آلاف الشهداء رووا تراب الوطن بالدم الطهور لتزهر اشجار الحرية والاستقلال، أعمدة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.
وتابع حواتمة “أن مسيرة الشهداء تعلمنا أن لا سياسة ظافرة من دون مقاومة، ولا مقاومة راشدة من دون سياسة وطنية موحدة تحت سقف البرنامج الوطني الفلسطيني برنامج الدولة وتقرير المصير والعودة، ودعا شعبنا وقيادته وقواه وفصائله إلى التمسك بقرارات المجلس المركزي والصمود في وجه الضغوط الأميركية والإسرائيلية التي تتراكم للانتقال إلى المفاوضات المباشرة بدون مرجعية الشرعية الدولية، ومن دون الوقف الكامل للاستيطان وبدون رقابة دولية وسقف زمني.
وأكد حواتمة أن الانقسام المدمر هو الذي يقف وراء عربدة حكومة نتنياهو ليبرمان، مشددا على ضرورة إنهاء الانقسام والعودة إلى رحاب الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني، وثيقة الأسرى، كما دعا الجميع إلى الابتعاد عن الحسابات والمصالح الفئوية الضيقة ونبذ صراعات السلطة والنفوذ وتغليب المصلحة الوطنية العليا والعودة إلى الانفتاح على الشعب عب وإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية وبلدية ونقابية وللمجلس الوطني على أساس التمثيل النسبي الكامل، بما يمكن كل مكونات شعبنا الفلسطيني من أن تكون شريكا جبارا في بناء الوطن والصمود والمقاومة للخلاص من الاحتلال وانتزاع الاستيطان.
الحملة الشعبية
كلمة الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء ألقاها عصام العاروري مدير مركز القدس للمساعدة القانونية فاستعرض الجهود التي بذلت للإفراج عن جثمان الشهيد مشهور العاروري ورفاقه المحتجزين في مقابر الأرقام، وقال أن استعادة جثمان الشهيد مشهور ليدفن في قريته ووسط أهله وأقربائه يفتح ملف باقي شهداء الأرقام لاستعادتهم لكي يحمل كل منهم اسمه الذي يليق به ويوارى في ضريح يزوره أهله وأحباؤه وأبناء شعبه.
وقال انه لا توجد دولة في العالم مثل دولة الاحتلال الإسرائيلي تعذب الشهداء بعد موتهم، وتطرق إلى قصة الشهيد أنيس الدولة احد قيادات الجبهة الديمقراطية الذي لا زالت دولة إسرائيل تحتفظ بجثمانه بعد ثلاثين عاما من استشهاده في إضراب الأسرى عام 1980، ودعا العاروري إلى مساندة الرئيس محمود عباس والحكومة والفصائل لجهود الحملة الشعبية، وتفعيل قرار مجلس الوزراء وخصوصا في مجال دور السفارات والممثليات والبعثات الفلسطينية في الخارج، ومساعدة الحملة في استكمال عمليات التوثيق.
الدكتور احمد مجدلاني
بدوره قال الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية أن الشهيد مشهور مضى وهو ينظر للأمام، لاستعادة الوطن من اجل الدولة وتحقيق المصير، وأضاف أن عودة مشهور هي تجسيد للرواية الفلسطينية، رواية العائد الذي يقبض عل سلاحه، المدرك لطريق الوطن. وتابع “عاد مشهور و خلفه العديد من الشهداء يتألمون في قبورهم، يودعون مشهور وهم يطالبونا بفتح ملف هذه المقابر والكشف عن المفقودين”.
ودعا اللجنة الوطنية والقوى الوطنية للإسهام والاستفادة من قرار الجامعة العربية والمطالب بلجنة تقصي حقائق ضد قيادة العصابات الرسمية والشعبية الإسرائيلية ومقاضاتها ضد السرقات التي تعرضت لها جثامين الشهداء.
محمود الرمحي
وقال النائب محمود الرمحي سكرتير المجلس التشريعي أن الشهيد مشهور العاروري علمنا معنى الحياة، ففي العام 67 عندما كان الوضع في أصعب حالاته وجد مشهور بندقيته طريقا لعودته، وها هو يعود من جديد ليعلمنا الوحدة من خلال تأبينه. وقال الرمحي ” آن الأوان لإنهاء الانقسام والعودة لوحدة الشعب فلا أمل للتحرر إلا بالوحدة والمقاومة والصبر”، وحيا المتحدث جهود الحملة الشعبية وبارك لأهالي عارورة وللجبهة الديمقراطية عودة الشهيد مشهور العاروري الذي وحد فلسطين بعودة جثمانه كما وحدها عند استشهاده.
عبد الرحيم ملوح
وقال عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عودة الشهيد مشهور العاروري تبلغنا رسالتين، الأولى هي البندقية التي شرعها لاسترداد وطنه، والرسالة الثانية نضال أهالي عارورة واللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء فالرسالتان تقولان لنا “أن لا أمل إلا بالنضال ضد الاحتلال، فلا المفاوضات ولا الانقسام يعيد الوطن، ويجب التمسك بالرسالتين للوصول للدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين لديارهم وتقرير المصير”.
بسام الصالحي
وعبر النائب بسام الصالحي عن اعتزازه بهذا الانجاز الذي تحقق والذي يعد من حيث الشكل انجازا بسيطا وطبيعيا، لكنه انجاز كبير بصفته ثمرة نضالية للجماهير التي بادرت من بين الأهالي ونشطاء اللجان الحقوقية.
ودعا إلى إيجاد توافق ومواءمة ما بين الإرادة الشعبية والقيادة الفلسطينية لتحقيق المكاسب، وهذا ما يؤكد زيف مظاهر الإحباط، فالشعب الفلسطينييثبت أن له القدرة على كسب المعارك مهما صغرت. وأكد على ضرورة العمل على شن حملة دولية لمقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين من مجرمي أسطول الحرية ومجرمي شهداء الأرقام والأسرى.
صالح رأفت
وقدم صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمين العام لحزب فدا التهاني لأهالي قرية عارورة، وعموم أبناء شعبنا الفلسطيني باسترداد جثمان الشهيد، وهذه هي الخطوة الأولى التي جاءت نتيجة جهود اللجان الشعبية التي تعمل لاسترداد جثامين باقي الشهداء، وأكد دعمه لهذه الحملة وجهودها وعملها.
كما عاهد أرواح الشهداء والأسرى على العمل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وحدة الشعب ووحدة السلطة، داعيا إلى التوقيع على الورقة المصرية لمواجهة كافة الضغوطات الإسرائيلية والأميركية والاستمرار بالنضال.
د. واصل أبو يوسف
وقال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة النضال، فهكذا نحرر فلسطين وهذه هي رسالة مشهور ورفاقه الذين ضحوا من اجلنا. والإرادة الفلسطينية عندما تمضي في دروب النضال حتما ستنتصر، وأضاف أن إبقاء مشهور ورفاقه في مقابر الأرقام يعد استهتارا من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي بكافة القوانين والأعراف الدولية التي تعنى بالحقوق الإنسانية.
جميل شحادة
من جانبه قال ألأمن العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة أن خير ما نقدمه للشهداء هو ان نأخذ على عاتقنا خطوة لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، فها هي غزة تعاني، والضفة تعاني أيضا، والاحتلال يحاول أن يجبر القيادة الفلسطينية على العودة للمفاوضات بالرضوخ للمطالب الإسرائيلية مع عدم الاكتراث لكافة القرارات التي حددها المجلس المركزي الفلسطيني.
المحامي شاهر العاروري
وقال المحامي شاهر العاروري في كلمة باسم عائلة الشهيد أن شعبنا ما زال حيا ومثابرا لتحقيق حقوقه الوطنية في مختلف ميادين النضال رغم الاختلافات السياسية والحزبية. كما أكد على ضرورة دعم الحركة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، مطالبا باستعادة الوحدة وتوحيد برامج نضالنا ونعمل على استرجاع جثامين الأسرى الشهداء. وقدم شكره لكل من ساهم في إنجاح مهرجان التأبين الذي مثل بحق مهرجانا للوحدة الوطنية والوفاء للشهداء ورسالتهم النبيلة.