الرباط / أكد الرفيق الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، في حوار خص به جريدة ” الاتحاد الاشتراكي ” بالرباط ، أن حصار إسرائيل لقطاع غزة عقاب ليس فقط لمنظمة حماس ، وإنما للشعب الفلسطيني ككل ، فإسرائيل تخطط جيدا لإذكاء الانقسام واستمراره لأنها هي الرابح الأول من ذلك ، وهذا الواقع المرير لا يدعونا للتخلي عن شعبنا في قطاع غزة .
موضحا في السياق ذاته أن الانقسام وضع في صالح إسرائيل 100 في المائة ، مضيفا أن الحكومة الفلسطينية تخصص ما يقدر ب 58 في المائة لتغطية مصاريف قطاع غزة ، علما بأن سكان غزة يشكل 38 في المائة من تعداد السكان الفلسطينيين ، وهناك 71 ألف موظف يتقاضون أجورهم ، وإجمالا فمجموع ما يصرف على قطاع غزة من طرف السلطة الوطنية الفلسطينية يصل إلى حوالي 124 مليون دولار .
وأضاف د. أحمد مجدلاني « هناك جزء من الوطن فيه نمو سلبي وجزء من الوطن يتحمل الوطن الآخر» ، معتبرا حالة الانقسام الحاصل الآن بمثابة صفحة سوداء في تاريخ شعبنا وذريعة يتذرع بها الاحتلال الإسرائيلي لعدم إحلال السلام ، مشيرا في السياق ذاته إلى « أننا كوطنيين فلسطينيين معنيون بإنهاء الانقسام وإذا كان بالأمس أفضل من يوم الغد ، فالانقسام الفلسطيني لم يعد شأنا فلسطينيا بل أصبح مرتبطا بمعادلة إقليمية ودولية ، فحماس جزء من ائتلاف إقليمي تقف على رأسه إيران » .
ولم يخف د. أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن هناك قوات نافذة في حركة حماس لها مصالح اجتماعية واقتصادية والتي تسيطر على تجارة الأنفاق التي تدر ربحا يصل إلى أكثر من 650 مليون دولار سنويا ، فهذه القوات لم يعد من مصلحتها إنهاء الانقسام والعودة إلى الشرعية والاحتكام لصناديق الاقتراع بل بالعكس هذه القوات باتت تعزز هذا الانقسام وتشيع فكرة الإمارة الإسلامية كنموذج للحكم الإسلامي .
و لذلك يرى مجدلاني أنه لم يكن موقف قيادة حركة حماس الرافض للتوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية التي أعدت في القاهرة كنتيجة لحوار فلسطيني فلسطيني دام سنة ونصف مفاجئا لنا ، ونحن نرى أن التوقيع على هذه الورقة يشكل مدخلا وحيدا وأساسيا لإنهاء الانقسام ، لأنه يعالج موضوع الانقسام على قاعدة الديمقراطية وعلى قاعدة الاحتكام لصناديق الاقتراع والعودة للشعب ليقرر من يراه مناسبا في المرحلة القادمة.
وكشف د. مجدلاني أن تحركات نتانياهو الأخيرة في إشارة لزيارته لمصر الأخيرة ، مجرد تحركات لربح الوقت إلى حين إجراء انتخابات للكونغرس الأمريكي القادم ، لأنه يعتقد أن حلفاءه الجمهوريين سيحصلون على أغلبية ومن ثم سيستطيع شل الإرادة والإدارة الأمريكية عن أي دور ضاغط يدفع بعملية السلام والمفاوضات المباشرة إلى الأمام .