رام الله / بحث وزير العمل د. مجدلاني وممثل المملكة المغربية لدى السلطة الوطنية محمد الحمزاوي عددا من القضايا الفنية والسياسية التي تهم البلدين، كما التقى وفدا المؤسسة الفلسطينية للتعليم من أجل التوظيف برئاسة م. مازن سنقرط، وجاك بيتشر ،وذلك بمكتبه صباح اليوم بلقائين منفصلين .
واطلع د.مجدلاني الممثل المغربي على نتائج زيارته التي قام بها في شهر تموز الماضي إلى المملكة المغربية، والتي تكللت بتوقيع مذكرة تفاهم مع وزير التشغيل والتكوين المهني المغربي جمال اغماني للتعاون المشترك في مجالات التشغيل والتكوين المهني والعمل والحماية الاجتماعية للعمال، والتي أتت انطلاقا من العلاقات الأخوية والمتميزة بين الشعبين الشقيقين الفلسطينيين والمغربي وتوثيقا لأواصر الأخوة ما بين السلطة الوطنية والمملكة المغربية، وتحقيقا لرغبة الطرفين في تنمية التعاون في مجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب د. مجدلاني عن إعجابه بالتجربة المغربية في مجال تطوير التكوين المهني واليات التطوير في شتى المجالات والتي تأتي وفقا للإستراتيجية والرؤية الثاقبة لجلالة ملك المغرب محمد السادس والتي انعكست بشكل ايجابي وملموس على البنية التحتية ومستوى الحياة في المغرب خلال السنوات العشر الفائتة. وكذلك حرصه التام على الاستفادة منها.
وأضاف د.مجدلاني أن هناك تجارب مهمة لدى الدول العربية الشقيقة تشكل نموذجا يمكن الاستفادة منه والعمل على تطويره بما يخدم الاحتياجات الفلسطينية الأمر الذي يؤكد أهمية التواصل المستمر ما بين الوزارات المختصة.
وأشاد الوزير بالدعم السياسي والمادي الذي يقدمه العاهل المغربي الملك محمد السادس للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والذي يقدره كل فلسطيني، مضيفا: إن المغرب يضطلع بدور هام وناجع في إطار الاتصالات السياسية التي تساعد أيضا في تذليل كثير من العقبات.
من جهته أعرب الحمزاوي عن تمنياته بنجاح تنفيذ مذكرة التفاهم المبرمة على أرض الواقع بما يتلاءم مع الاحتياجات الفلسطينية خاصة وأن له اهتمام خاص بما يجري في فلسطين وفي مجال التدريب المهني وكيفية نقل النقلة العلمية التي تحققت في المغرب إلى فلسطين، والتي من شأنها تحدد مستقبل الشباب الفلسطيني، متمنيا أن يرى مبتعثين فلسطينيين في مجال التدريب المهني للاستفادة من الخبرة والتجربة المغربية.
وأكد الممثل أن الملك محمد السادس يدعم القضية الفلسطينية بقوة في كافة المحافل واللقاءات التي تجري على أعلى المستويات، ويتبنى موقفا راسخا إزاء مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وضرورة إقامة دولته المستقلة. كما يتابع شخصيا وعن كثب العملية السلمية بأدق تفاصيلها.
كما التقى وزير العمل وفدا من المؤسسة الفلسطينية للتعليم من أجل التوظيف برئاسة م. مازن سنقرط، وجاك بيتشر من مؤسسة South Star Management وبحث مع الوفد واقع التدريب المهني في فلسطين، وخطط الوزارة ورؤيتها للارتقاء به وتطويره ليفي باحتياجات سوق العمل.
وأشار د.مجدلاني إلى وجود أربع مشاكل تواجه الوزارة في مجال التدريب المهني تتعلق بالمناهج التي ورثناها عن الاحتلال الإسرائيلي ومخصصه للتدريب على المهن التقليدية فقط، مبينا أنه يتم التدريب على 17 مهنه في مراكز التدريب التابعة للوزارة.
كما تطرق لمشكلة مراكز التدريب القديمة التي تحاول الوزارة تجديدها أو بناء مراكز جديدة، ولمشكلة المعدات التدريبية القديمة التي تصل مدتها إلى 20 عاما خلت ومشكلة المدربين القدامى.
وكشف د. مجدلاني عن وجود استراتيجية للتدريب المهني والتقني في فلسطين بين وزارة العمل والتربية والتعليم العالي لردم الفجوة بين التعليم المهني والتقني ومعالجة مشكلة البطالة في المجتمع الفلسطيني.
وبين الوزير أن التدريب المهني يفتح آفاقا أوسع لفرص عمل جديدة وخاصة أن معدلات البطالة مرتفعة، لذلك تعمل الوزارة على المدى القصير على توفير تدريب على مهن غير تقليديه وتطوير مناهج التدريب وتدريب مدربين جدد وتعيين مهندسين وخريجين، وتسعى إلى تعاون إقليمي لنقل الخبرات في مجال التدريب المهني.
وأوضح وجود 5 اتفاقيات تعاون مع ETF, GTZ والأردن وتونس والمغرب، إضافة لتبادل خبرات واتفاق لإرسال طلاب للدراسة في مراكز تدريب وإعداد مدربين.
وأكد الوزير نية الوزارة إنشاء مؤسسة مستقلة للتدريب المهني، وإخراج التدريب من الوزارة إلى مؤسسة مستقلة متخصصة يشارك في مجلس إدارتها مؤسسات القطاع الخاص، والمجتمع المدني والأهلي لإشراكهم في حل المشاكل.
وقال: إن رؤيتنا تتمثل بان تقوم المؤسسة بوضع السياسات وفقا للاستراتيجية المقرة من الحكومة ونريد أن نجعل قطاع التدريب المهني مهما للاستثمار للقطاع الخاص ونزيد من مستوى الاهتمام به ونطور علاقات التعاون ما بيننا وبين الانروا والقطاع المدني الذي من الممكن أن يقوم بأشكال تدريب مهني أخرى.
واضاف الوزير: في مجال التدريب المهني تعتبر التجربة الأوروبية هي أكثر التجارب قربا لنا خاصة أننا نسعى لتطوير هذا المجال في إطار التدريب التقني، حيث عرضنا على ألمانيا وفرنسا وUSAID فكرة إنشاء مركز تدريب مهني متعدد الأغراض ومخصص للتدريب على صيانة المنتجات الصناعية لهذه الدول، مما يرفع من مستوى التدريب والتأهيل ومستوى التبادل التجاري.