الهروب إلى التصعيد
بقلم الرفيق : مناضل حنني
لا شك أن الأحداث المتسارعة على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة وما تقوم به حكومة الفاشي نتنياهو وأركانها المتطرفين ،هو بمثابة ضرب بعرض الحائط لكل الجهود الدولية والاممية لاستمرار تجميد الاستيطان ،ومواصلة عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي وصلت إلى طريق مسدود قبل أن تبدأ بشكل عملي وحقيقي ،رغم الوساطة الأمريكية المتواصلة، ورغم المرونة التي تبديها القيادة الفلسطينية حتى الان ،إلا أن الجانب الإسرائيلي وكما يبدو يصر على الاستمرار في بناء المستوطنات دون أدنى مراعاة للعالم أجمع.
فالعالم هنا لا يطالب بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ولا قرارات مجلس الأمن فقط. بل تمديد تجميد الاستيطان ورغم ذلك لا حياة لمن تنادي كما يقولون ، لكن المتوقع وكما يبدو على أرض الواقع أن حكومة الإرهابي نتنياهو سوف تهرب من كل الاستحقاقات المترتبة عليها في عملية المفاوضات ،وأهمها وقف تام للاستيطان، والهروب أيضا من كل الضغوط الدولية وحتى العربية منها إلى التصعيد على الأرض عبر مواصلة البناء في المستوطنات والذي بدأ فعلا،أضافة إلى ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر ،وعمليات مصادرة الاراضي، ولن تتوانى حكومة نتنياهو الإرهابية عن اختلاق المبررات لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر وحتى حروب هنا وهناك حتى يرجع العالم ليبكي على أمن إسرائيل بدل من إلزامها بالسلام الذي كما يبدو أصبح من الماضي البعيد وليس القريب .
وأيضا على القيادة الفلسطينية وعلى الأقل في المرحلة الدقيقة الحالية عدم الانجرار وراء التصعيد الإسرائيلي بردود الأفعال، لأن هذا ما تسعى إلية حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وإظهارنا أمام العالم المنحاز أصلا لها ،بأننا إرهابيين وبالتالي تفوز إسرائيل بعد أن غيرت الموقف الدولي لصالحها بردة فعل ضد القيادة الفلسطينية ، لذلك نعتقد أن الدبلوماسية الفلسطينية ناجحة تماما وهذا ما يقلق إسرائيل، وشاهدنا كيف كان الموقف الفلسطيني الواثق والمدرك لخطورة المرحلة ودقتها متماسكا وصبورا رغم كل الاستفزازات الإسرائيلية وحتى الأمريكية منها .
وأخيرا نقول إن وحدة الموقف الفلسطيني هامة جدا وأن عدم الانجرار وراء الاستفزازات الإسرائيلية مهما كانت قاسية علينا فلنبقي نتنياهو وحكومته المتطرفة في الزاوية أمام العالم اجمع، ويجب أن يعي العالم إن الشعب الفلسطيني تواق للحرية والاستقلال، وأنه سوف يحصل على حقوقه رغم كيد الاحتلال ومؤامراته المتواصلة ومهما فعل المحتل من هدم ومصادرة وقتل وأسروتشريد وإحراق فلن يجد فلسطيني واحد يتنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية مهما طال الزمن أو قصر .
عضو اللجنة المركزية
لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني