رام الله / أكد وزير العمل د. أحمد مجدلاني، في تصريح خاص لـ»الحياة الجديدة» أن القيادة الفلسطينية تدرس خيارات أخرى خلال الشهر الحالي، الاساس فيها هو الاعتماد على قرارات الشرعية الدولية وكذلك المجتمع الدولي، وان هذه الخيارات هي موضع فحص ودراسة من لجان قانونية وسياسية.
وقال ان اللجنة السياسية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية سوف تناقش هذه الخيارات والبدائل والتي تبدأ من خيار التوجه لمجلس الامن لطلب الوصاية الدولية على شعبنا، أو تحديد حدود الدولة الفلسطينية طبقا لقراري مجلس الامن 242 و338، أو طبقا الى العودة لمبدأ التبادلية في الاتفاقيات الموقعة ومبدأ عدم جواز الاجراءات أحادية الجانب.
وتابع: انطلاقا من هذين المبدأين سوف نتعامل مع كل الاتفاقيات اللاحقة، نافيا نفيا قطعيا ما تتناقله بعض الاشاعات حول حل السلطة الوطنية نفسها.
ووصف مجدلاني ما أشيع عن نية الرئيس الاستقالة والسكن في الاردن بالتشويه وغير اللائق بحق الرئيس، فالقيادة الفلسطينية وهي قيادة حقيقية وجادة والى جانب وفي وسط شعبها.
جاء ذلك على هامش لقاء وزير العمل، أمس، بوفد نقابي يمثل كافة عمال العالم يقوم بزيارة فلسطين ويمثل الاتحاد الدولي لنقابات العمال في العالم، وبرئاسة السكرتير العام للكونفدرالية الدولية لنقابات العمال شانن برو، وذلك في قاعة الاجتماعات في وزارة العمل برام الله، بحضور رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، ووكيل الوزارة د. حسن الخطيب، وعدد من النقابيين وكادر الوزارة.
ورحب د. مجدلاني بوفد الاتحاد الدولي لنقابات العمال في العالم، معربا عن سعادته بزيارة الوفد، معتبرا الزيارة شكلا من أشكال التضامن مع عمالنا وشعبنا، وللاطلاع على أوضاع ومعاناة شعبنا وعمالنا وشكلا من أشكال الرسالة الأممية التي سينقلونها الى اتحادهم الذي تربطنا به علاقات قوية ومتينة.
وقال: أحد مصادر قوة شعبنا هو اصراره وارادته وتمسكه بحقوقه الوطنية، لكن أيضا قوة الدعم التي يتلقاها من أصدقائه وحلفائه واحدة من عوامل تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال، مشيدا باهتمام الوفد بالتطورات الحاصلة في عملية السلام، لانه دون نجاح هذه العملية يظل الامن والاستقرار في هذه المنطقة مهددا.
وتابع: القيادة الفلسطينية قدمت كل ما لديها من مرونة ودعم لانجاح الجهود الدولية والاميركية لاستئناف عملية السلام، لكنه أعرب عن أسفه لاننا نواجه بحكومة اسرائيلية بتركيبتها وبرنامجها ليست شريكة في صنع السلام. فهذه الحكومة اختارت الاستيطان بديلا للسلام، وأوصلت العملية السياسية الى طريق مسدود.
وقال: لا يمكن الحديث عن عمل لائق في ظل الاحتلال لان شعبنا الفلسطيني كله يعيش في ظروف غير لائقة أساسا، وبالتالي الحديث عن عمل لائق في ظل ظروف وشروط الاحتلال شكل من أشكال الترف الفكري، لانه بالأساس يجب أن يتوفر العمل ومن ثم نبحث عن عمل لائق، ومع ذلك نحن نبذل جهودا في حدود امكانياتنا والسلطات التي نستطيع أن نتمتع بها، وفي حدود السيادة الجغرافية على أرضنا وشعبنا لتوفير أفضل ما يمكن من أشكال العمل اللائق لابناء شعبنا، معتبرين هذه مسؤوليتنا، ودون شراكة اجتماعية حقيقية ودون حوار اجتماعي حقيقي لا يمكن ان نضمن السلم الاهلي والمجتمعي ولا يمكن أن نضمن انتاجية وكفاءة أفضل في العمل، وفي اطار هذا الحوار الاجتماعي نضمن نسيجا اجتماعيا وطنيا ممكنا يساعدنا في مواجهة الاحتلال والاستيطان.
وتابع: في اطار التعاون والشراكة الحقيقية مع منظمة العمل الدولية لدينا مشروع الان تحت الاعداد في اطار برنامج العمل اللائق في فلسطين، والذي سيتناول أربعة مسارات رئيسية هي علاقات العمل والحوار الاجتماعي، ونحن الآن بصدد الاعداد لمؤتمر وطني للحوار الاجتماعي وهو لأول مرة في تاريخ فلسطين، ولاول مرة في فلسطين يتمأسس الحوار الاجتماعي وتتبلور لدينا أجندة وطنية للحوار الاجتماعي.
والمسار الاخر هو تطوير تفتيش العمل والصحة والسلامة المهنية، وتطوير العمل التعاوني، والمسار الرابع تطوير فرص العمل في فلسطين ، من خلال تفعيل صندوق التشغيل الفلسطيني، ولدينا في 15/تشرين الثاني القادم مؤتمر للمانحين في جنيف لدعم برنامج العمل اللائق في فلسطين.
وقال: لدينا مشروع تنظيم العمل النقابي في فلسطين الذي يقوم على مبدأين رئيسيين المبدأ الاول احترام الحريات النقابية وفق معايير العمل الدولية والامر الثاني يقوم على أساس التعددية النقابية، ولدينا أيضا مشروع قانون سيطرحه مجلس الوزراء لانشاء الوكالة الوطنية للتشغيل، ومشروع آخر لانشاء مؤسسة للتدريب المهني، وانتهينا من قانون تنظيم العمل التعاوني.
وأضاف: في اطار تطوير التشريعات نسعى الى تطوير الحماية الاجتماعية للعمال، ونعمل مع شركائنا لوضع اطار قانوني للحماية الاجتماعية وللضمان الاجتماعي.
بدورها قالت السكرتير العام للكونفدرالية الدولية لنقابات العالم شانن برو: جئنا في زيارة تضامنية مع عمال فلسطين ودعم السلام والعمل اللائق في فلسطين، والتأكد من مشروع منظمة العمل الدولية للعمل اللائق وعقدنا اجتماعات حول عدم قانونية المستوطنات وأضافت: صدمنا من الحصار على غزة وندعم بقوة حل الدولتين.