فاليتا (مالطا) / قال الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الخلاف والصراع بين الحضارات هو نتاج لمراحل الاستعمار المختلفة التي ألقت بظلالها على الشعوب التي عانت من هذا الاستعمار.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مجدلاني باسم فلسطين اليوم الثلاثاء، أمام الاجتماع الوزاري الإقليمي الأول لدول حوض المتوسط لتحالف الحضارات في دولة مالطا.
وقدم د. مجدلاني ، نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. سلام فياض، الشكر لدولة مالطا حكومة وشعبا، على مواقفها الثابتة الداعمة لنضال شعبنا الفلسطيني.
وأوضح أن استحضار اللغة الدينية في الخطابات السياسية، سواء في العالم الإسلامي أو في العالمين المسيحي واليهودي، يدعونا إلى عدم التخلي عن ممارسة النقد التاريخي والوضعي للخطابات الدينية.
وأضاف أن الثقافة والحضارة الإسلامية أثرت الثقافة الإنسانية في مختلف مجالات الإبداع العمراني والعلمي والأدبي والفلسفي وغيره، ولكن هناك خطأ في فهم وقراءة ثقافة كل منا للآخر، ولا بد أن نتعرف بعمق على ثقافات وحضارات بعضنا البعض، وهناك إمكانية لإزالة سوء الفهم في قضايا عديدة عن طريق تعديل النظرة الغربية السطحية للآخر المسلم، التي تؤدي لازدواجيات خاطئة، وذلك من خلال التعمق في دراسة التاريخ والفنون والحضارات المختلفة.
وأكد د.مجدلاني ضرورة نبذ العنف والتطرف الديني والسياسي المنافي للطبيعة البشرية والأديان السماوية. كما أكد أن ما تروج له إسرائيل من يهودية الدولة إنما يصب في بوتقة التطرف الديني، ويتناقض مع ما يدعو له العالم أجمع من تقريب الثقافات والحضارات بين الشعوب المختلفة.
وحذر د. مجدلاني من مغبة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية، الذي يهدف إلى طمس الطابع الإسلامي والمسيحي لفلسطين، خاصة في القدس المحتلة بما ينسجم مع الفكر الاحتلالي الذي يؤمن بالإقصاء والإلغاء وعدم الاعتراف بالآخر.
وأكد إيمان شعبنا الفلسطيني بالسلام والتعايش السلمي مع جيراننا من خلال سلام عادل وشامل يعيد لنا حقوقنا وأرضنا، سلام مبني على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وخطة خارطة الطريق، وإيماننا بتوافر إرادة دولية قادرة على حمل إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها لإنجاح مسيرة السلام.
وفي نهاية كلمته طلب الدكتور مجدلاني من هذا اللقاء الإقليمي، أن يوجه بوصلته إلى إنهاء معاناة الشعوب التي تعاني من القمع والتعسف، والتي تحلم بحياة أساسها الحرية والكرامة.
يذكر أن وفد فلسطين الذي ترأسه مجدلاني ضم كلا من: سفير فلسطين لدى مالطا جبران طويل، وأيمن الحيلة وجمال حيدر.