لن ينالوا من إرادتنا السياسية
بقلم الرفيق: خالد حمادة
بتنا نشعر بالاستياء الشديد ، بل بالخجل ونحن نقترب من إكمال فضائح وانتهاكات إسرائيلية بحق شعبنا من قتل وتهويد وتجريف وجدار فصل عنصري واعتقالات وحواجز من كل هذه لننقل هذه الانتهاكات ونشرها في كل أرجاء المعمورة ليدرك العالم بأن هناك شعبا يتعرض إلى الإبادة على يد المحتل الإسرائيلي بل لطمس الهوية الفلسطينية ، بل إنها عملية اقتلاع الشعب الذي يناضل منذ أكثر من مائة عام من أجل التحرر من نير العبودية والاستعمار الصهيوني ، ولكن الذي حدث دفعنا إلى أن نسجل أن هناك مجموعة من أبناء جلدتنا ومن لحمنا ودمنا أخذت على عاتقها إكمال ما بدأ به العدو الصهيوني .
في بداية الأمر اعتقدنا أنها حركة وطنية فلسطينية تقوم بالتصدي مع باقي فصائل العمل الوطني و الأحزاب الفلسطينية الأخرى في خندق واحد ضد عدو مشترك يتربص بنا جميعا وإذ وجدنا أنفسنا أمام حركة متعطشة للسلطة وللحكم متخذة من المقاومة واجهة لأحلامها وعطشها.. وبدأ ممارستها من اليوم الأول لإعلان النتائج الأولية للانتخابات التشريعية ، حيث تدفق سيل من التصريحات من نواب حركة حماس الفائزين بتصريحات ما أنزل الله بها من سلطان ثم محاولة اختزال التاريخ الفلسطيني متجاهلة نضاله الطويل الذي دام أكثر من مائة عام ولازال حتى يومنا هذا ، ثم بدأت أولا بالتخوين والتكفير ثم بدأت تعزف على أنغام الإصلاح الداخلي ثم اهتمامها بالوظائف والتعيينات الحزبية والإقصاء الوظيفي والمطالبة بالمحاصصة بكل شيء في ظل هذه المناكفات ذهبت عن المشروع الوطني الفلسطيني لتبدأ مشروعها الانقلابي منذ حزيران 2007 عندما انقلبت على الشرعية الوطنية وهي تمارس أبشع جرائم ضد المواطنين وتنتهك المحرمات والقوانين الخاصة بما يتعلق بالحريات الشخصية والعامة ضاربة عرض الحائط والقيم الأخلاقية والسياسية باسم شريعة الإسلام .
وها هي اليوم تستدعي عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الرفيق محمود الزق ” أبو الوليد “ لقمع حرية الرأي والرأي الآخر والتعددية السياسية وهم يدركون جيدا بأن الديمقراطية و التعددية السياسية هي التي أتت بهم إلى سدة الحكم ، وهم يدركون جيدا عندما خرج الرفيق أبو الوليد في صفقة تبادل الأسرى عام 85 ، هم يدركون جيدا بأنهم حينئذ كانوا حركة إخوان مسلمين ولم يولدوا بعد ، وللذي يتعرض لقيادتنا وكوادرنا أيضا لم يولد بعد ، وإذ نستنكر هذا العمل اللاأخلاقي و اللامسؤول في ظل تصاعد الضغوط السياسية على قيادتنا الفلسطينية سواء كان من الأمريكان و الإسرائيليين والدول الإقليمية وبعض الدول العربية وتصاعد وتيرة الاستيطان والقتل والتجريف و قطع أشجار الزيتون وفي ظل حصار طابق على صدور أهلنا في قطاعنا الحبيب، مع كل هذا تأتي حكومة الانقلابيين للاستدعاء والاعتقال ولفرض سلسلة طويلة من القوانين التي لا تمد بصلة إلى الإسلام بالشكل فرضتها قيادة الانقلاب على المواطنين وهي تعكس إصرار تلك القيادة التنكر جملة و تفصيلا للنظام الأساسي على الدستور الفلسطيني المؤكد الذي كفل الحريات الشخصية والاجتماعية لكل المواطنين بغض النظر عن الجنس أو العمر أو اللون أو العرق كما كفل لهم حرية الرأي والتعبير و الانتماء والتفكير والتعددية الحزبية …الخ .
هذا النظام الذي حمل حماس إلى سدة المجلس التشريعي ومنحتهم تشكيل الحكومة العاشرة وحكومة الوحدة الوطنية قبل الانقلاب الأسود ، ها هم اليوم يلفون و يدرون حول توقيع الورقة المصرية ، تارة يقولون هناك بعض الملفات الأمنية وتارة يقولون جولديستون ، تارة يقولون إذا اجتمعنا أين سيجلس خالد مشعل ، وتارة يقولون هناك استدراكات ومحددات ، وأخيرا يتضرعون بالملف الأمني وهل يعقل أن أمن الشعب الفلسطيني يعرض للمساومة سواء من هنا أو من هناك .. وهم في الواقع لا يريدون توقيع الورقة المصرية وحتى لو حركة فتح وافقت على كل مستدركاتهم ومحدداتهم لأنهم يفكرون بعقلهم الانقلابي السيطرة على جناحين الوطن حتى يتسنى لهم السيطرة الكاملة على المشروع الوطني الفلسطيني لاستبداله بمشروع خارجي لا يمت لا لفلسطين ولا للفلسطينيين بصلة .
وها هي اليوم تأتي الذكرى السادسة لرحيل القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات لتمنع حكومة حماس الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة على قلب كل مناضل فلسطيني من أبناء الشعب الفلسطيني ، هذا القائد كان قائدا لكل فلسطيني وليس لهذه الحركة أو ذاك الفصيل ، لتأتي زمرة خارجة عن القانون لتمنع من الاحتفال بهذه الذكرى ، ذكرى رحيل القائد الرمز ياسر عرفات ، وقال من قال :” إن لم تستحي افعل ما شئت ” ، وها هم الانقلابيين لا يخجلون حين يمنعون ذكرى رحيل قائد مثل الرئيس الفلسطيني ، و يكذبون ويتضرعون بأن لو صار هناك احتفالا في قطاع غزة بذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات بان تحصل اغتيالات أو بعض المشاكل الأمنية …. وهناك حديث صحيح عن الرسول عليه الصلاة و السلام عندما سأله أحد الصحابة قال يا رسول الله (عليه الصلاة و السلام) : “المؤمن يسرق ، فقال له الرسول: نعم يسرق ، فعاد و سأله فقال : المؤمن يزني فقال له علية الصلاة و السلام : نعم يزني ، فعاد و سأله : المؤمن يكذب فقال له عليه الصلاة والسلام: ” المؤمن لا يكذب” ، وها هم الانقلابيين يكذبون و يخونون ويكفرون ويتنكرون لمسيرة قائد وطني مثل الرئيس الراحل ياسر عرفات _رحمه الله_
و من يريد المصالحة عليه أولا و قبل كل شيء الولاء لفلسطين وللشعب الفلسطيني أولا وليس الولاء ل……. لملايين التي تأتي عبر أنفاق الموت ، ومن يريد المصالحة عليه التقيد بالنظام السياسي و النظام الديمقراطي والتعددي وبحرية الرأي والرأي الآخر ويسمح للعباد من مختلف القيادات السياسية والاجتماعية أن يعبروا عن رأيهم دون قيود وأن يتحركوا كيف يريدون وأن يتنقلوا بين جناحي الوطن و لا يتعرضوا للاستدعاءات والاعتقالات على أيدي أي قوى أمن فلسطينية سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة ، وليس مسموحا لقيادة الانقلاب الأسود منع المواطنين و المناضلين من فصائل العمل الوطني من السفر من وإلى جناحي الوطن الفلسطيني ، وأخيرا إذ أقول لحركتي فتح وحماس بأن العاصفة تهدم مدينة ولكن العاصفة لا تحل عقدة ، ولا يغالي المرء إذا ما أكد لجميع القوى السياسية و الاجتماعية بأنها ستؤكل جميعا يوم أكل الثور الأبيض إذا ما استمرت في وضع رأسها في الرمال عندئذ لا ينفع الندم و لا بالدعاء بالغيرة على المصلحة الوطنية .
سكرتير كتلة نضال العمال
الإطار النقابي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني / ليبيا