رام الله / كتب حسني شيلو : أيام الشعب الفلسطيني كثيرة فالعديد من مأسي هذا الشعب تحولت إلى أيام وذكريات سنوية يسجل فيها مواقفه ويستذكر قادته المناضلين فجاءت الذكرى السادسة لرحيل الأب الروحي للشعب الفلسطيني الشهيد الرمز ياسر عرفات،وكان يحدونا الأمل بالاحتفال بها بالتوقيع على ورقة المصالحة ،وإنهاء هذا الانقلاب الأسود ،والتفرغ للمهمات الوطنية ،فإذا فرامل حماس المخلب المتقدم لما يوصف “بالممانعة والمقاطعة” طبعاً ممانعة إطلاق الصواريخ “وملاحقة المتمردين ” كما وصفهم القائد الهمام محمود الزهار،ومقاطعة أي حوار ، فإيران ستوقف ملايين الدولارات والمنافس الآخر ينتظر، لأن ورقةحماس ستسقط ،ويجب ملء الفراغ .
في هذا التوقيت طل علينا ” الأمن الداخلي ” ،وبالتأكيد مناضلوا فصائل منظمة التحرير يعرفون جيداً من هم زلم الأمن الداخلي ،بطلب استدعاء للمناضل الرفيق محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ،ليحمل في طياته معاني كثيرة ورسالة واضحة ،ليس لمناضلي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بل لكافة فصائل منظمة التحرير ومناضليها ،تصريحاتكم الصحفية بيانات فصائلكم يجب أن تتوقف وإلا فالأمن الداخلي موجود ،إفلاس سياسي وقاحة سياسية ،تخبط حملة هوجاء تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي الذي تتمتع به مليشيا الانقلاب الأسود .
منطق أبو العبد سيد الموقف بغزة ،وما هو منطق أبو العبد ؟
أبو العبد تقي ورع مواظب على صلاته وصيامه ،كان أهل البلد يحبونه ،يحترمونه، وبعد أن شاخ أبو العبد ،وبلغ من الكبر ما بلغ ،بقي محافظاً على صلاته ،رغم أنه بدأ ينسى بعض ما يحفظ من سور القرآن ،ويخطئ في قراءتها، فيقول ” قل أعوذ برب الناس،إله الناس،ملك الناس،من شر الوناس الخناس”،ويصلحه من يسمعه وهو يصلي فيصر دائماً انه هو الصحيح ،وأن غيره هم المخطئون،حتى بدأ يضرب المثل به وبدأ يعرف بمنطق أبو العبد.
وأضف لذلك منطق الاصطفائية والاستعلاء والحقيقة المطلقة ،فحماس تمتلك الحقيقة المطلقة ودينها هو الذي لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من بين يديه،فهم المؤمنون الذين يسيروا على الطريق المستقيم ،ومن دونهم هم “كفار” ، لدرجة أنهم قاموا بحملة واستغراب واستهجان لقراءة الرئيس محمود عباس القرآن بطائرته وأثناء سفره .منطق أبو العبد!!!!.
لقد حولت حماس قيم الكفاح ومقاومة الاحتلال إلى مجال للارتزاق السياسي، والمهم لدى الحركة هو السلطة ولو بالاحتكام إلى لغة السلاح ،وزيادة قبضتها على الحريات وسد الحوار ،ولا يفوتنا أن أول خلاف إسلامي بدا سياسياً حول الإمامة ،ومبرر بسلطة النص والتأويلات المفسدة للنص الديني المبتورة السياق أيضا ،فأول من عرف الاغتيال السياسي هي الحركات الإسلامية عبر خطاب السيف الإقصائي التدميري الحماسي التهيجي ،فتلك الحركات وحماس واحدة منها ،مقاتلوها يسمون أنفسهم بأسماء الصحابة،ويطلقون على معاركهم مع الآخرين اسماء غزوات الرسول. منطق أبو العبد !!!!.
يبدو أننا في هذا الوطن الجميل، الذي قدمنا من أجله أغلى ما نملك من إخواننا وأبنائنا ،يحاول البعض أن يحرف بوصلتنا ،بخطابه القائم على التكفير للآخر ليخطئ الهدف وليهدر مزيد من دماء الأبرياء ،ويحطم الحياة الاجتماعية والوطنية لأبناء شعبنا،وقد ترسبت في عضلاته روح الاحتكام للقوة ،إن الانغماس بدم الإخوة قد أعماهم عن رؤية عدوهم الحقيقي .
رغم كل التصرفات الحمقاء والتي تدل على مدى الجهل السياسي والعمى الاستعلائي ،لن نرضخ لاستدعاءاتهم ،فعلى من أمر وكتب هذا الاستدعاء للرفيق الزق ” أن ينقعه ويشرب ميته “، فجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ستكون دوماً ضمن النهج الوطني ومع حلفائها في النضال والكفاح مع رفاق الدرب ،وعلى قادة المليشيا أن يقرأوا التاريخ جيداً ،لسنا من أصحاب النفاق السياسي ،ولا
من هواة تجميع الملايين ،وركوب السيارات الفارهة ،فجبهة النضال ستحافظ وتدافع بصلابة عن منظمة التحرير الفلسطينية ،وعن شركاء الدم دون خوف من اعتقالات أو استدعاءات .ومنطق أبو العبد إلى مزبلة التاريخ .