القائد والمناضل النقابي العربي حسن جمام .. وداعا
بقلم : محمد علوش
برحيل القائد والمناضل النقابي العربي الكبير حسن جمام ، الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب خسرت الحركة النقابية العربية والعالمية رمزا من رمزها، وفارسا من فرسانها، وعلما من أعلامها المعروفين، الذين كان لهم دوما الباع الطويل في العمل النقابي دفاعا عن حقوق ومصالح العمال العرب في كل مكان ، وكان هذا واضحا وجليا في كافة المواقع والمهام التي شغلها المناضل حسن جمام والتي كان من أهمها من موقعه كأمين عام لاتحاد العمال العرب على مدى عقدين من الزمن .
كان لنا شرف التعرف عليه والعمل معه من خلال موقع الاتحاد العام لعمال فلسطين في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، ولقاءاتنا معه في المؤتمرات والندوات القومية وفي اجتماعات اللجان الدستورية ، حيث كان له حضوره الدافئ والمتميز ، له صولاته وجولاته في كافة الميادين ، قائدا حكيما ومثقفا ثوريا ، شجاعا ومقداما في دفاعه ومناصرته لحقوق أبناء الطبقة العاملة العربية، وفي القلب منهم عمال فلسطين الذين آزرهم دوما فاضحا ممارسات الاحتلال بحقهم من على كافة المنابر في العالم ، نبراسا للعمال والشغيلة والكادحين وصغار الكسبة ، مؤمنا بدورهم ومكانتهم ولهذا خاض معارك ضارية من اجل أقرار القوانين والتشريعات التي تصون حقوقهم وبما يعزز الحقوق والحريات النقابية في الوطن العربي .
برحيل المناضل حسن جمام ، حيث فجعنا بنبأ رحيله المفاجأ مع زحمة العيد ، نفتقد مناضلا من الطراز الرفيع جمع بين النضال النقابي من خلال اتحاد العمال العرب وقبلها في اتحاد العمال الجزائريين وبين النضال السياسي والقومي من خلال موقعه عضوا في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني الجزائرية ، فمثل هذا الرجل الذي كرس حياته للنضال والكفاح والدفاع عن حقوق ومصالح الأمة العربية والقضية الفلسطينية التي شغلت هاجسا وشانا يوميا بالنسبة له ، وكانت حاضرة دوما على رأس سلم أولوياته ونضالاته ، حرص دائما على التمثيل الفلسطيني في مختلف الهيئات واللجان وفي مقدمتها الأمانة العامة للاتحاد الدولي ، كما حرص على أحياء كافة المناسبات والفعاليات المتعلقة بفلسطين وشعبها وعمالها ، وفيا لما يناضل من اجله ، متمسكا برؤية التغيير الدائم إلى جانب الثبات على المبادئ والقيم التي تأسس من اجلها اتحاد العمال العرب ليكون مظلة ومرجعية وممثلا شرعيا ووحيدا لكل العمال العرب ومنظماتهم النقابية في كل الأقطار العربية .
إننا نعتز بالدور الريادي الذي لعبه المناضل جمام في مختلف المواقع التي تبوئها والتي كان من ضمنها أيضا عضويته في ( البرلمان ) مجلس الشعب الجزائري ، الأمر الذي ينبغي للقيادات النقابية العربية أن تحذو حذو هذا القائد في الوصول إلى كافة المواقع وتمثيل العمال في مراكز صنع القرار وتحقيق الانجازات ومراكمتها وتوحيد كل الجهود وشحذ الهمم لحماية وحدة العمال العرب وإطارهم الجامع ، الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب – في ظل ما يواجهه من إشكالات ومعيقات ، تتطلب توحيد الصف العمالي والنقابي العربي باعتبار هذا الاتحاد تجسيدا للعمال المشترك والنضال المشترك في وجه الهيمنة والاستغلال والتدخلات الخارجية وكونه يجسد الوحدة العربية العمالية .
سنفتقد حسن جمام ومكانته المشهودة ومواقفه الشامخة ، سنفتقد هذا الفارس المقدام ، ولكننا وكما حفظنا العهد دائما لمن رحلوا من القادة العظام والفرسان الاصلاء ، فإننا سنصون العهد بأن تبقى ذكرى حسن جمام وسيرته الحافلة بالنضال والعطاء والتضحيات حيّة في ضمائرنا ، ودليلا لنا في طريق النضال ، فمثل هؤلاء العظماء لا تموت ذكرياتهم وأعمالهم الخالدة أبدا .
نتقدم بتعازينا الحارة من كافة العمال العرب ومن الأمين العام الأخ رجب معتوق والأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومجلسه المركزي برئاسة الأخ محمد شعبان عزوز ومن صديقه ورفيق دربه الوفيّ الأخ حيدر إبراهيم ، الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين ، ومن زوجة وأبناء المناضل جمام ومن عموم الأشقاء في الجزائر والى كل أحبائه ومعارفه ، لهم منا جميعا أصدق مشاعر المواساة والتعازي بهذا الفقدان والمصاب الجلل الذي أصاب الحركة النقابية العربية .
الأمين العام المساعد للاتحاد العام لعمال فلسطين