بروكسل / أكد الدكتور أحمد مجدلاني وزير العمل الفلسطيني ، إن قطاع العمل في فلسطين يعاني مشاكل كبيرة بسبب إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية،حيث تمضي حكومة الاحتلال بالتنكر لكافة المواثيق والأعراف الدولية، وذلك من خلال بناء المستوطنات على الأرض الفلسطينية وإقامة الحواجز على الطرق الفلسطينية مما يقوض حركة العمال ويقسم سوق العمل ويعرقل انتقال السلع والبضائع داخل الأرض الفلسطينية. وقد توجت إسرائيل ممارساتها القمعية بإقامة جدار الفصل العنصري داخل الأراضي الفلسطينية مما حاصر الفلسطينيين داخل معازل وكنتونات صغيرة يصعب الحركة فيما بينها.
وأضاف الدكتور مجدلاني خلال كلمته أمام مؤتمر وزراء الأورو متوسط للتشغيل في بروكسل أن الإحصاءات الرسمية الفلسطينية تشير إلى أن نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية تصل إلى 30% وهي الأعلى عالميا.
موضحاً د. مجدلاني أن عدد الداخلين لسوق العمل الفلسطيني 40 ألف عامل وعاملة سنويا، وتشير التقديرات إلى أنه في حال إستمرار السياسة الإسرائيلية بتقييد حركة العمال والبضائع داخل الأراضي الفلسطينية وتقييد التجارة الخارجية، فإن نسبة البطالة ستزيد خلال العام القادم.
وأكد د. مجدلاني أن الحكومة الفلسطينية ووزارة العمل الفلسطينية ، وفي إطار ترجمة برنامج الحكومة الفلسطينية إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة،نعمل على تطوير قطاع العمل انطلاقا من رؤية إستراتيجية تستجيب لاحتياجات الحاضر ومتطلبات المستقبل، بما في ذلك إعادة هيكلة الوزارة والتوجه نحو إنشاء هيئات متخصصة، مستقلة، وشبه حكومية تأخذ على عاتقها استنهاض القطاعات التي تعمل بها وفق سياسات وتوجيهات الحكومة، وهذه الهيئات هي: الهيئة العامة للتدريب المهني والتقني، والهيئة العامة للتشغيل، والهيئة العامة للتعاون.
وتقدم د. مجدلاني بجزيل الشكر للرئاسة البلجيكية للإتحاد الأوروبي على دعوتهم فلسطين للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر الهام الذي يناقش قضايا التشغيل والعمل ضمن برنامج الشراكة الأوروبية المتوسطية.
قائلاً “إننا ننظر بإهتمام كبير، لهذا الموضوع نحو بناء شراكة حقيقية بين فلسطين والدول الشريكة الأوروبية والمتوسطية، وإننا نرى في هذا المنتدى، المكان المناسب لمناقشة كافة القضايا ذات الإهتمام المشترك، ونتطلع لتفهم أكبر من كافة الدول المشاركة للظروف الصعبة التي نمر بها في فلسطين وخاصة بعد إنغلاق كافة السبل لإستئناف المفاوضات في ظل التعنت الإسرائيلي ورفضه لكافة المطالب الدولية لوقف الإستيطان في الأراضي الفلسطينية وفي مقدمة ذلك، القدس”.
وأختتم د. مجدلاني مؤكداً إن انعقاد هذا المؤتمر والقضايا المطروح نقاشها على جدول الأعمال ، والآفاق التي يوفرها كإطار للتعاون الإقليمي ما بين البلدان المشاركة يدفعنا لنتطلع لدعمكم ومساندتكم لدعم برنامج حكومتنا إنهاء الإحتلال طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومن ثم لدعمكم سواء في إطار متعدد، أم ثنائي لترجمة رؤيتنا الإستراتيجية لتطوير قطاع العمل في فلسطين، باعتباره احد الوسائل الأساسية والملموسة لمعالجة قضيتي الفقر والبطالة المتفشية بالمجتمع الفلسطيني