فلسطين و… قلعتها
بقلم الرفيق :حمدان الجعدي
أصداء الملتقى العربي والدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني الذي احتضنته الجزائر ،كان طيلة الاسبوع المنصرم ، الحدث المهيمن على الأجواء السياسية والإعلامية بالعاصمة الجزائرية ،هيمنة خالية من كل مظاهر التشنج الايديولوجي والحدّية الحزبية المعتادة في كل تظاهرة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية الى درجة مثيرة للريبة والاستغراب.
ولعل طبيعة الحدث نفسها ،هي التي فرضت على المشاركين في المؤتمر وعلى الحساسيات المحيطة به ،ذلك الشكل من الانضباط والالتزام بجدول اشغال الملتقى وجوهرها هدفا ، نصا وروحا ،غير ان معظم الشخصيات الحاضرة عزت الأمر الى ما يكنّه المشاركون من تقدير واحترام لنظرة الشعب الجزائري الى القضية الفلسطينية ،وتمسكه بان تكون الجزائر،قلعة لدعم النضال الوطني الفلسطيني ،ورفضه المطلق لأن تتحول عاصمة بلاده الى ميدان لتوسيع شقة الخلاف السياسي القائم على الساحة الفلسطينية للأسباب الإيديولوجية المعروفة التي تضر بالقضية بقدر ما تخدم المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري ،الذي لا يكتفي باغتصاب فلسطين بل يستهدف المنطقة العربية برمتها.
وعلى هذا تكون جهود المشاركين ،قد توافقت مع الرغبة الجزائرية في تجاوز عوامل الخلاف والتفرقة ،للخروج بنتائج معبرة عن شعار الملتقى والغاية من انعقاده ،وهذا ما عكسته التوصيات التي انتهى اليها المؤتمر والتي تبقى مجرد نصوص غير ملزمة او حبرا على ورق ،ما لم تسارع الدول الشقيقة والصديقة الى تبنيها والإيعاز لهيئاتها المختصة بإدراجها موضع التنفيذ.
الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال ،الذي لا يفرق بينهم في المعاملة العنصرية الحاقدة ،اتخذوا من وحدة الهدف لنضالهم ،سلاحا لمواجهة الوان التعذيب والتنكيل والوحشية التي يكابدونها بشجاعة تغيظ العدو وتطمئن الأهل والأصدقاء ،ومن خلف قضبان الزنزانات المظلمة ،عبروا عن رغبتهم الملحة في استعادة الوحدة النضالية وإقرار المصالحة الوطنية ،التي أضاعها رفاق دربهم في قيادة العمل الوطني ،ولم يهتدوا الى السبيل لاستعادتها بعد .. وعسى ان يكون ملتقى الجزائر الخاص بنصرتهم خطوة اولى صوب الهدف الأكبر المنشود .