خلال ترؤسه لإجتماع قيادي موسع
د.مجدلاني حكومة الاحتلال تواجه مأزقاً سياسياً وتصدر أزمتها بالاغتيالات والاستيطان لفك عزلتها الدولية
التحرك باتجاه مجلس الامن لاستصدار قرار حول وقف الاستيطان خطوة اولى لانتزاع الاعتراف بالدولة
نرحب بدعوة الاتحاد الاوربي بعقد مؤتمر المانحين وندعو للخروج من دوره التقليدي والاعتراف بالدولة
الانقسام يضرب المناعة الوطنية ويشتت الجهد الفلسطيني الذي يجب أن يكون موجها ضد الاحتلال
البعض يتبنى المقاومة شكلاً وبدون التدقيق في استخدام الأشكال الأنجع وبدون تبني برنامج سياسي وطني
يمكنها هي والشعب الفلسطيني حمله مما يوصل شعبنا وقضيته لطريق مسدود
رام الله / اعتبر الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن التصعيد الاسرائيلي الخطير في الضفة الغربية ،والتصريحات المتتالية لحكومة الاحتلال حول توجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة ،يأتي في سياق سياسة الاحتلال الهادفة إلى التهرب من استحقاقات العملية السلمية،وفك عزلتها الدولية،وصرف انظار الاسرائيلين عن ما تواجه حكومة نتنياهو من مأزق سياسي .
وأضاف د. مجدلاني خلال ترأسه لإجتماع قيادي موسع ضم أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية لدائرتي الضفة الغربية وقطاع غزة ،لمناقشة أخر التطورات السياسية والتنظيمية، إن التحرك الفلسطيني باتجاه مجلس الأمن للوصول الى تصويت على مشروع قرار حول وقف الاستيطان الاسرائيلي في الارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، هو استمراراً للجهود الفلسطينية لفضح حكومة الاحتلال وخطوة أولى نحو التوجه لمجلس الامن الدولي لانتزاع قرار ملزم بإقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال .
ودعا د. مجدلاني الاتحاد الاوروبي إلى الخروج من دوره التقليدي بتقديم الدعم المالي فقط ،حيث رحب بهذا الاتجاه بإعلان الممثلية العليا للأمن والسياسية الخارجية بالاتحاد عن استضافة مؤتمر للمانحين خلال الربيع المقبل من أجل دعم السلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكداًعلى الدور السياسي الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الاوربي بامتلاك الشجاعة السياسية واعتراف دول الاتحاد بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م .
وأوضح د. مجدلاني لقد حدثت تغييرات في تركيبة المجتمع الإسرائيلي، فقد هاجر إليه مليون وربع المليون يهودي من الدول التي كان يتكون منها الإتحاد السوفييتي سابقا، وتحمل الغالبية الساحقة من هؤلاء المهاجرين أفكارا وآراء سياسية يمينية متطرفة ومعادية بشدة للعرب عامة وللفلسطينيين خاصة، والغالبية العظمى من هؤلاء المهاجرين ينتخبون أحزاب اليمين المتطرف واليمين، مما يتطلب وضع خطة فلسطينية على الصعيد الوطني العام لمواجهة هكذا تركيبة عنصرية متطرفة .
وتابع د. مجدلاني تنطلق استراتيجية حكومة الاحتلال تجاه المفاوضات والعملية السلمية ، من منطلقات القوة والحرب والصراع وموازين القوى وخلق الأمر الواقع، وهي تسعى إلى تحقيق أهدافها وفرض الحل الذي ترتأيه على الشعب الفلسطيني ،و حشد المجتمع الإسرائيلي من خلال عملية “الديمقراطية الإسرائيلية” القائمة على “مقدسات” أيديولوجية وسياسية وأمنية تتمحور حول قدسية الدولة اليهودية والأمن.
وأكد د. مجدلاني أن تعزيز ودعم صمود المواطن الفلسطيني على أرضه يشكل المرتكز الاساس لمواجهة الاحتلال حيث أن استراتيجتها تجاه المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، تقوم على نظام الأبارتهايد،والذي يشكل الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد مدينة القدس الأداة الأساسية في يد إسرائيل لخلق واقع ديمغرافي وسياسي جديد وفرضه على الفلسطينيين، حيث يقترب عدد المستوطنين في الضفة من نصف مليون مستوطن، 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية المحتلة عام 1967 و 290 ألف مستوطن في باقي أنحاء الضفة الفلسطينية وهناك 210 آلاف مستوطن في مجموعة كتل استيطانية في الضفة تقع غربي جدار الفصل و80 ألف مستوطن في مستوطنات شرقي جدار الفصل العنصري.
وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني أوضح د. مجدلاني أن عملية الاغتيال وبدم بارد للمواطن القواسمي بالخليل كشفت وبشكل واضح اثر الانقسام والذي يقدم الهدايا المجانية للاحتلال ، ويضرب المناعة الوطنية الفلسطينية ويشتت الجهد الفلسطيني الذي يجب أن يكون موجهاً ضد حكومة الاحتلال .
وأشار د. مجدلاني إلى أهمية العمل على وضع استراتيجية وطنية موحدة تحدد الهدف الذي يناضل من أجله شعبنا وتحدد وسائل النضال،ومن حق شعبنا إستعمال مختلف وسائل النضال من أجل التحرر الوطني ولكنه يختار وسائل النضال الأكثر مناسبة التي تتلاءم مع طاقاته والظروف المحيطة به اقليمياً ودولياً، سواء كانت تلك سياسية أو جماهيرية أو عسكرية أو تفاوضية، ولكن كل ذلك في اطار استراتيجية عمل وطني تحرري.
وقال د. مجدلاني البعض يتبنى المقاومة بدون إخضاعها للمصلحة الوطنية ولحسابات إمكانيات القدرة على استمرارها ولحسابات موازين القوى المحلية والإقليمية والدولية، وبدون التدقيق في استخدام الأشكال الأنجع في المقاومة وبدون تبني برنامج سياسي وطني يمكنها هي والشعب الفلسطيني حمله،مما يوصلنا لطريق مسدود.
موضحاً أنه عدى ذلك فإن تكريس واستمرار الانقسام في الساحة الفلسطينية لفترة طويلة يقود إلى مزيد من الصراع الداخلي الفلسطيني الأمر الذي يضرب النضال والمناعة الوطنية الفلسطينية في الصميم، ويقود إلى إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية برمتها، ويسهل على إسرائيل تحقيق سياستها، وفرض حل الأبارتهايد وفق رؤيتها ووفق مشروعها الاستيطاني .