نابلس : شاركت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وبفعالية في المسيرات التي دعت لها لجنة التنسيق الفصائلي في كل من نابلس وبيت لحم ، حيث ندد آلاف المواطنين اليوم الخميس، باستخدام الولايات المتحدة الأمريكية، التي استخدمت الفيتو لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي.
وهتف المتظاهرون ضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية واعتبروا أن استخدامها للفيتو هو انحياز واضح للاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل اعتداءاته وأنشطته الاستيطانية.
وبكلمته بالمسيرة الجماهيرية في محافظة نابلس قال عماد اشتيوي سكرتير الجبهة في الوقت الذي تمعن فيه حكومة الاحتلال في إجراءات مخططة ومتسارعة بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وخاصة عبر تكريس الفصل السياسي الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والاستمرار في تهويد مدينة القدس، بالاستيطان، والتضييق على المقدسيين لطردهم، بما يشبه التطهير العرقي الممنهج. فضلا عن استمرار الاحتلال في مصادرة الأراضي، والاستيطان، وبناء جدار الضم والتوسع، وإصدار المزيد من القوانين العنصرية والاتجاه نحو العنصرية والتطرف والفاشية ،وبالموازاة مع كل ذلك تكافئها الإدارة الأمريكية باستخدامها لحق النقض ‘الفيتو’ ضد مشروع يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية، لتكشف عن حقيقة الموقف الأميركي الحقيقي وانحيازه الكامل لحكومة الاحتلال، فلا تستطيع هذه الإدارة أن تفطم ابنتها الرضيعة إسرائيل بل تسعى لتزويدها مزيدا من الوقاحة السياسية والتمرد على إرادة المجتمع الدولي .
وتابع اشتيوي في ظل ذلك وفي خضم معاركنا المفتوحة مع دولة الاحتلال ، تستمر حالة الانقسام السياسي الفلسطيني، والتشرذم، والتصلب في المواقف السياسية من البعض الذي ما زال يراهن على قوى إقليمية ، ويحاول الاستفادة من التغييرات التي قادتها شعوب وشباب المنطقة ليكرس الانقسام ،مما يشكل إدارة الظهر أو تعاميا أو حتى حالة من اللامسؤولية تجاه قضايا شعبنا ، وحقوقه ويضر بمصلحتنا الوطنية .
مؤكداً بات لزاما علينا أن نرفع صوتنا لنتساءل:أما آن الأوان لإنهاء حالة الانقسام، والعودة إلى الوحدة الوطنية، وتوحيد الصف الفلسطيني للنضال ضد هذه المخططات العدوانية التي تستهدف وجودنا؟كيف لنا كفلسطينيين مواجهة سياسات الاحتلال، وحالة الانقسام السياسي قد حرفت بوصلتنا عن الأخطار الحقيقية التي تهددنا؟ألا تستحق فلسطين منا أن نكف عن مصالحنا الضيقة، ألا يستحق منا مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين والجرحى، ملايين من اللاجئين داخل الوطن والشتات، أن نتنبه لما يجري على الأرض، وأن نقف صفا واحدا، للدفاع عن أرضنا وشعبنا ووجودنا وحقوقنا؟ألم يكفينا بعد، أن شبابا فلسطينيا تورط في صراع داخلي لا طائل منه، وأن مئات الآلاف حرموا من العمل والتنقل والعيش بأمان نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة؟ ألا يحق لشباب فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة أن نوفر لهم إمكانيات لمستقبل أفضل؟وأي تاريخ عن قضيتنا وصراعنا الداخلي سنعلمه لأطفالنا وشبابنا؟
وأضاف من هنا، نناشد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية، والفصائل السياسية، وقيادة المؤسسات الأهلية والمجتمعية والنقابية، وجميع أصحاب الضمائر الحية، أن نتحرك بشكل عاجل وطارئ لوقف حالة الانقسام، والعودة للوحدة الوطنية، وأن يبذل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك، وأن نتخلى عن مصالحنا الفصائلية أو الذاتية أو أيا كانت لصالح قضيتنا وشعبنا.
وطالب اشتيوي العمل على استعادة القرار الأممي رقم 2379 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1975 الذي اعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العرقي والذي تم إلغاؤه بالقرار 46/86 عام 1991م، وكذلك تفعيل نتائج مؤتمر دوربان في جنوب أفريقيا عام 2001 ،ومؤتمر دوربان في سويسرا عام 2009 ،والذي طالبت فيه نحو ثلاث آلاف منظمة غير حكومية بوقف العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ،واعتبرت العنصرية الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية .
وختم بالتأكيد على مواصلة المعركة الدبلوماسية الفلسطينية وفي كافة المحافل الدولية وحشد الطاقات وتوحيد كافة الجهود للعمل على استعادة القرار الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية عبر طرحه على الجمعية العامة للام المتحدة ، كما أنها تدعو لمتابعة الجهود مع كافة الأطراف الدولية المعنية، ولن يرهبنا الفيتو الأمريكي وسنرفع شعرنا نعم للجوع ولا للركوع .