رام الله : اعتبر الدكتور احمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير العمل في السلطة الفلسطينية ،تعديل قانون العمل اللبناني ، وقانون الضمان الاجتماعي ووضعهما حيز التنفيذ بعد التوقيع ومصادقة مجلس شورى الدولة عليهما ، خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لتخفيف المعاناة عن 450 ألف لاجئ يقيم غالبيتهم في مخيمات في ظل ظروف إنسانية صعبة.
وأعرب د. أحمد مجدلاني عن أمله بأن يتواصل العمل المشترك مع كافة الأطياف اللبنانية لمعالجة كافة القضايا الأخرى، قائلا إننا على ثقة من إدراك القيادة اللبنانية لأهمية العمل على إقرار كامل الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان من أجل تأمين عيشهم الكريم إلى جانب أشقائهم اللبنانيين، وأهمية إزالة العقبات التي ما زالت قائمة أمامهم توفير التأمين الصحي للعاملين، والأنظمة التي تحمي الأسرة الفلسطينية اللاجئة مثل إجازة الأمومة، وإتاحة الفرص لهم بالتملك العقاري الذي حرموا منه منذ العام 2001، وذلك من أجل ضمان حياة كريمة لهم طيلة فترة وجودهم المؤقت في لبنان، ريثما تتاح لهم فرصة العودة إلى وطنهم فلسطين.
وأضاف د. مجدلاني نرحب ونثمن هذه الخطوة التي جاءت بعد عدة لقاءات وتواصل شخصي مع وزير العمل اللبناني بطرس حرب ومع ” لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني ” ، مؤكداً أن الوجود الفلسطيني في لبنان هو مؤقت، وأن أيّة حقوق اجتماعية واقتصادية وإنسانية، يحصل عليها الفلسطيني لا تدخل في إطار النقاش السياسي، فيما يتعلق بموضوع توطين الفلسطينيين والمخاوف التي تثار بين آونة وآخرى حول هذا الموضوع.
وأوضح د. مجدلاني أن مصادقة مجلس النواب اللبناني في جلسته على تعديل المادة “59” من قانون العمل اللبناني، لتعديل المادة 59″ والمتعلقة بإجازة العمل للاجئين الفلسطينيين والقاضية بمنح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إجازات عمل تسهل لهم ممارسة بعض المهن والحرف فوق الأراضي اللبنانية من تلك التي كانوا محرومين منها خلال العقود الماضية، التزاما من لبنان بما أقره مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد من 9-13 أيلول عام 1965 في مؤتمر كزابلانكا، والذي أكدت عليه القمة العربية بذات التاريخ، من تمتع اللاجئين الفلسطينيين بالحقوق في البلدان المقيمين فيها، وأيضاً من ” اتفاقية جنيف ” التي نظمت وضع اللاجئين عام 1956، والتي أيضاً وقّع عليها لبنان ، وكذلك المادة “9”من قانون الضمان الاجتماعي حيث يستفيد العامل الفلسطيني من تقديمات تعويض نهاية الخدمة بالشروط التي يستفيد منها العامل اللبناني .
وأشار د. مجدلاني أن السماح للفلسطيني بحق العمل، من شأنه أن يخفف، إن لم يكن يقضي على ظاهرة البطالة والفقر المتفشية في التجمعات الفلسطينية في لبنان، وأن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية هي أولاً وأخيراً تُسهم في تعزيز الاقتصاد اللبناني، وخاصة أن هناك قوة عمل فلسطينية جاهزة وقادرة ومدربة من الممكن أن تُسهم في تنمية الاقتصاد الوطني اللبناني، ومن الممكن أن تكون بديلاً حياً وملموساً للعمالة الوافدة من الخارج، وهي ليس بأي حالة من الأحوال قوة عمل منافسة لقوة العمل اللبناني.
ودعا د. مجدلاني إلى متابعة هذه الخطوة والبناء عليها باتجاه إقرار رزمة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مما يساهم في تخيف العبء والمعاناة عن اللاجئين الفلسطينيين.
وتوجه د. مجدلاني بالشكر إلى الرئاسات اللبنانية الثلاث الجمهورية والنيابية ومجلس الوزراء ولكافة القوى والأحزاب والشخصيات اللبنانية والى الشعب اللبناني الشقيق مؤكدا على عمق العلاقة الأخوية التاريخية التي تجمع الشعبين الفلسطيني واللبناني.