السيد الرئيس محمود عباس لا تذهب إلى قطاع غزة …….. بقلم : رشيد شاهين

2011/03/19
Updated 2011/03/19 at 1:15 مساءً

 

السيد الرئيس محمود عباس لا تذهب إلى قطاع غزة 

رشيد شاهين

 

قد يبدو هذا العنوان “الرأي” غير صحيح للكثيرين، وقد ينظر إليه من ينظر وكأنه وقفة ضد المصالحة، أو محاولة للاستثارة، أو ضد هذا التيار الجارف الذي يقوده عشرات الآلاف من شباب فلسطين، الذين خرجوا إلى شوارع المدن الرئيسية في الضفة الغربية وقطاع غزة منددين بالانقسام ومطالبين بالعودة إلى الوحدة بين شطري الوطن.

 

لا يمكن لمخلص أو غيور على القضية الفلسطينية، وعلى ما قدمته قوى المقاومة والشعب عبر عشرات السنين من تضحيات، أن يقف ضد الوحدة الوطنية وعودة “المياه” إلى مجاريها كما يقال بين الفصيلين، الذين تسببا في كل هذا الاندحار للقضية الفلسطينية، وبالضرورة فإن من الطبيعي أن يرحب الجميع بمثل هذه المبادرة التي أعلن عنها السيد الرئيس محمود عباس، ومن أنه سوف يذهب إلى قطاع غزة، ردا على دعوة الأستاذ إسماعيل هنية.

 

إن التقاط اللحظة أو الدعوة أو المناسبة، كان باهرا إذا ما أريد لنا أن نقيم ذلك، لكن يجب أن نأخذ بالحسبان جميع المحاذير التي قد تحدث خلال هذه الزيارة، خاصة في ظل الموقف الإسرائيلي الذي تم الإعلان عنه، والذي يعبر عن حالة من الغضب والتحريض ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها ومن أنه يحاول ترويج حماس “الإرهابية” وتلميعها.

 

هذه ليست دعوة للاستجابة للضغوط الإسرائيلية، بقدر ما هي دعوة للبقاء في أعلى مستويات الحذر من دور إسرائيلي “مغامر ومجنون ومؤامرة” قد يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني ثمنا غاليا، وقد تكون هذه الزيارة سببا جديدا لتعميق حالة الانقسام.

 

لا شك أن هنالك حالة من البغضاء “والعداوة” استحكمت بين الفصيلين، خاصة إذا ما تذكرنا كم هو حجم الدماء الذي سال في الساحة الفلسطينية جراء هذا الانقسام، وهنالك في الصدور لما يزل الكثير من “الحقد” والضغينة، ما لا يمكن لأحد أن ينكره، ولا يمكن لأحد أن يعرف مداه، ولا إلى أين سيقود.

 

الساحة الفلسطينية مليئة بالخلافات “والتناقضات” التي عملت إسرائيل وغيرها على تعميقها من أجل الوصول إلى حالة اللاعودة، وهي “إسرائيل” لن تتردد في اللعب على هذه الخلافات، ويمكن أن تقوم بأي شيء من أجل إفشال أية محاولات للمصالحة حتى لو لجأت إلى تدبير محاولة لاغتيال أبو مازن بطريقة أو بأخرى من أجل أن يتم توجيه التهم إلى عناصر فلسطينية متطرفة من هذا الفصيل أو ذاك، أو توجيه التهم إلى الخلافات الداخلية التي عصفت خلال الفترة القريبة الماضية بحركة فتح والتي أصبحت معروفة للقاصي والداني.

 

لسنا هنا ضد المصالحة، ولا توقيتها ولا العمل على تحقيقها، ولقد دعونا من خلال العديد من المقالات إلى إنهاء الانقسام منذ البداية، نحن ضد المكان، الذي نعتقد بأنه ليس آمنا، بغض النظر عما يقال، وبصراحة شديدة، لن يكون مستغربا إذا ما حاول احدهم أن يغتال السيد عباس بطلقة مجنونة،وهذا ما لا نتمناه.

 

هذه الزيارة بالضرورة ستمكن السيدان عباس وهنية “للقاء مميز ونادر” يمكن أن يجمع بينهما من أجل مناقشة قضية الانقسام، وقد يتم التوصل إلى حل لجميع الخلافات، وربما تنتهي هذه الحالة المزرية التي سيطرت على الساحة الفلسطينية بشكل لم يسبق له مثيل. لكن “ارض الله واسعة” ويمكن أن يكون اللقاء في أي مكان في العالم إذا ما خلصت النوايا. إن زيارة القطاع في مثل هذه الظروف، وفي ظل موقف إسرائيلي “مجنون” يمكن أن يقود إلى كارثة لن تنتهي في وقت قريب، ومن هنا فإننا ندعو السيد الرئيس إلى لقاء إسماعيل هنية في أي مكان في العالم، لكن ليس في غزة.

 

 

 

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً