رام الله/ طالبت قوى سياسية وحزبية ومؤسساتية المجموعات الشبابية التي تشكلت بفعل الثورة المصرية والتونسية على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت ، بتشكيل قوى ضاغطة وبأدوات سلمية تهدف إلى مواجهة التحديات وأبرزها انهاءالاحتلال تحقيقا لاستحقاق أيلول في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة .
وجاءت هذه المطالبة في الندوة الفكرية التي عقدها مؤخرا مركز التخطيط الفلسطيني في مقره في رام الله بعنوان ” دور الشباب في تعزيز التنمية المجتمعية وصناعة القرار السياسي “.
وقد افتتح الدكتور احمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس مركز التخطيط الفلسطيني الندوة واستعرض في البداية وبالإحصائيات الموثقة الدالة على أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتى شاب حيث يشكل الشباب ما نسبته ثلثي عدد السكان الأمر الذي يتطلب العمل الدفع باتجاه استصدار التشريعات والقوانين ووضع الآليات والسياسيات التي يجب أن تعكس في برامج وموازنات وخطوات عملية تساهم في إشراك الشباب في صناعة القرار السياسي وما يحقق الديمقراطية في الحياة السياسية الفلسطينية المنشودة .
وأوضح الدكتور مجدلاني الغاية والهدف من عقد هذه الندوة وهو التعرف على خطاب الشباب الفلسطيني الجديد ما بعد الربيع العربي ورؤاهم وخلق حالة من الحوار المشترك بعيدا عن لغة الاملاءات ولغة الوعظ والإرشاد سعيا نحو إحداث التغييرات الايجابية تجاه مطالبهم السياسية .
وشدد مجد قرعان ومجد مهند عبدا لحميد من مجموعة شباب 15 آذار في ورقة العمل على أهمية عقد انتخابات مباشرة للمجلس الوطني الفلسطيني يشمل كافة الفلسطينين أينما تواجدوا سواء في الداخل اوفي الخارج وقال : وبرأيي الشباب فان إصلاح منظمة التحرير لن يكون إلا عبر إجراء انتخابات للمجلس الوطني الذي من شأنه إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ويعمل على تغيير المسار السياسي عبر حشد الحركات والقوى في كافة أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني الأمر الذي من شأنه تحقيق الأهداف الوطنية كافة .
وتساءل قائلا هل نحن نريد إصلاح شكلي أما إصلاح جذري يجعل دور الشباب فعالا في وضع الإستراتجية الفلسطينية .
وأشار مجدعبدالحميد إلى المؤتمر الذي عقد في الأردن وجمع شباب فلسطيني مع عدد من الناشطين الشباب القادمين من دول عربية وخاصة من مصر وتونس واليمن والبحرين ولبنان شارحا الاسباب التي أدت إلى الثورات العربية وإجماع الشباب على سلمية التحركات بعيدا عن العنف مهما بلغت وحشية الأنظمة من قمع منوها إلى وعدا لشباب العربي بمد يد المساعد للشباب الفلسطيني ودعم أي تحرك فلسطيني يهدف لتحقيق الاستقلال والحرية .
وأكدت دينا جبر من مجموعة” شباب يلا ننهي الاحتلال وإنهاء الانقسام” ، إن هذه المبادرة الشبابية لا تمثل أي تيار سياسي وإنها جاءت من روح النجاح الساحق للشباب العربي الذي انتصر على قاهريه بأسلوب النضال السلمي وأشارت إلى أن أهداف هذه المجموعة الشبابية التي نفذت العديد من الفعاليات هي التركيز على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعلى أساس الشرعية الدولية عبر المقاومة السلمية والمعايير التي كفلتها المعايير الدولية في مقاومة الاحتلال وركزت في عرضها على ضعف المشاركة الشبابية في الحياة السياسية الفلسطينية وذلك على حد قولها بسبب فجوة كبيرة بين الشباب والقيادة السياسية وعجز النخبة عن تفهم الجيل الناشئ والارتقاء لطموحاتهم دون التعميم وعزوف الشباب بالمقابل عن المشاركة أيضا .
وأما بيان يوسف الترتوري من مجموعة “كوكب لامور ” التي تشكلت على صفحة التواصل الفيسبوك فقد أكدت على دور الشباب العربي في صناعة التغيير والتطوير والذي تمثل بسلسلة الثورات بدءا من تونس إلى مصر المحررة إلى ليبيا التي ما زالت تصارع من اجل الحرية وسوريا والبحرين والبقية المتبقية مستعرضة أسباب الثورة ودور موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ووسائل التكنولوجيا المعاصرة البارز في ذلك التغيير .
وأوضحت الهدف من إنشاء هذه الصفحة من قبل المربية أماني الجنيدي ومعناه بالعربية كوكب الحب هو تعميق الوعي الثقافي بين جيل الشباب ما يخدم القضية الوطنية .
وتناول إحسان نصر ، سكرتير اتحاد شباب النضال الفلسطيني في ورقة العمل المقدمة نقاط القوة والضعف في المجتمع الفلسطيني تجاه المشاركة السياسية وقنوات المشاركة كما استعرض أسباب وأثار ضعف الثقة لدى الشباب في المشاركة السياسية وفي النهاية استعرض مجموعة من الاقتراحات اللازمة لإعادة بناء ثقة الشباب في المشاركة السياسية وخاصة من جانب الأحزاب التي يتوجب تدعيم ودمج الشباب كمساعدين للقيادة السياسية داخل هذه الأحزاب .
وطالب منظمات المجتمع المدني تحديد أدوات قياس مشاركة الشباب في الأحزاب وتقييم الخطط والبرامج والمشاريع باستمرار ووضع الحلول والمقترحات بشكل استراتجي .
وأثار الشاب عمار هنيني الاختصاصي الاجتماعي في ورقته “نعم لشباب فلسطيني مثقف ” ، أهمية الثقافة كمفهوم وعلاقته بالموروث الثقافي والحضاري الفلسطيني والتأثيرات السلبية والايجابية على المفاهيم الثقافية الاجتماعية عاقدا مقارنة بين الماضي والحاضر مركز على نقطة هامة وهي فقدان الثقة بالقيادات السياسية الحالية وإنها لا تمثل في صيغتها التوجهات الشبابية منتقدا الإلية التي تم بها اختيار أعضاء المجلس الأعلى للشباب الذي يخلو من الشباب ومطالبا في ذات الوقت إلى توجيه المزيد من البرامج الثقافية نحو الشباب المقدسي حفاظا على الهوية الوطنية التي يسعى الاحتلال نحو تذويبها بشتى الطرق والوسائل .
هذا ودار حوار فعال بين هؤلاء الشباب وعدد من القوى السياسية والحزبية والمؤسساتية الذين هؤلاء الشباب بالبناء على ما حققته الحركة الوطنية من انجازات على مدى تاريخ النضال وان يمارسوا قوة ضاغطة على صانعي القرار محذرين من عملية التماهي المتبادل بين الطرف الرسمي الفاقد للقدرة على الإصلاح والحركة الشبابية التي يتوجب عليها ليس المطالبة بل الضغط المتواصل لتحقيق التغيير وان يشكلوا حالة متقدمة تتجاوز ما حققه جيل الثورة الأولى ، حتى ينتهي الاحتلال وتقام الدولة الفلسطينية المستقلة وتعود اللحمة الوطنية والجغرافية للوطن والمواطن وان ذلك لن يتم بدون الشباب الرافعة للتغيير والتطوير