و قد أدانت الجبهة بشدة الجريمة الإسرائيلية التي ارتكبتها قوات الاحتلال و قيامها بالقصف المدفعي، و فتح نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المتظاهرين العزل، الذين أرادوا اليوم التعبير عن معاناتهم في مخيمات اللجوء و الشتات، و مرارة التشريد في المنافي بعيداً عن أرض الوطن الذي اغتصبه الاحتلال و طردهم منه قسراً قبل 63 عاماً.
و قال أنور جمعة الناطق الإعلامي للجبهة إن دماء الشهداء و الجرحى التي سالت اليوم على حدود الوطن و على كل بقعة من ثراه الغالي، تؤكد للقاصي و الداني أن قضية اللاجئين جوهر القضية الفلسطينية، و ستظل المحرك الأساسي للنضال الوطني، و إن كل المحاولات للالتفاف على قضية اللاجئين أو الانتقاص من حقوقهم ستبوء بالفشل، كما فشلت كل مشاريع التوطين و المبادرات السياسية المشبوهة، التي كانت تهدف إلي حرمان شعبنا من حقه في العودة وفق القرار الدولي 194.
و دعا جمعة صناع القرار السياسي إلى استيعاب الرسائل التي بعث بها اللاجئون الفلسطينيون اليوم، و خطوها بدمائهم الزكية، و أولها الموجهة للاحتلال، و التي تؤكد أن إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل لن يثني شعبنا عن مواصلة نضاله الوطني التحرري، و أن حق العودة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، و لا يملك أحد التنازل عنه، كما أن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يتحمل مسئؤلياته تجاه اللاجئين، و العمل على إنهاء معاناتهم و إجبار دولة الإحتلال على الالتزام بتنفيذ القوانين و المواثيق الدولية، و تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية، و دعا جمعة وكالة الغوث الدولية إلى تحمل مسئؤلياتها و الاستجابة لمطالب اللاجئين في المخيمات بوقف سياسة التقليص المتبعة في بعض البرامج و العمل على تحسين خدماتها المقدمة للاجئين.
على الصعيد الفلسطيني طالب جمعة إلى الشروع الفوري في تطبيق اتفاق المصالحة و توحيد الجهود و رص الصفوف و تعزيز الوحدة الوطنية و وضع قضية اللاجئين و همومهم في سلم الأولويات و تفعيل دائرة شئون اللاجئين و دعم و مساندة اللجان الشعبية في المخيمات.