قضية شبابية فلسطينية : المجلس الأعلى عمرا للشباب والرياضة
بقلم : سليم فتحي أبو زيد
حلم أفاق عليه الشباب كان أشبه بكابوس غير منتظر لم يتوقعه أحد ، بل بداية مرحلة تدمير وقتل للروح الشابة التي هي أنقى من أن تكون مدافن اقتصادية لتقتل فلسطين من جديد ، ، فأنا هنا اقصد بأن نستغل طاقة الشباب الفاعلة الحقيقية ولننمي روح شبابنا وطاقتهم التطوعية وخبراتهم لتوظيفها في سبل تساعد على تقوية بناء الدولة المستقبلية لهم ، فبعد جميع النشاطات التي وثقت من قبل الطاقات الشبابية ، نرى كينونية المجلس وبُعده عن طاقة الشباب وإن ترجل فيه بضع الشباب الذين يعدون بالأرقام الصغيرة التي تمثلت بأحجار بشرية لتحسين صورته أهذا ما تمناه الشباب وهذا ما ترنوا إليه ثورة شعبنا وصموده .
عفواً سيدي الرئيس إذا اعتبرت ما حصل في مدينة رام الله هو حال شبابنا في جميع أرجاء الوطن ، أو هم العينة الحقيقية فأسمح لي لأقول لا وألف لا لهذا الحدث الذي عبر عنه بطريقة غير لبقة ووُجه الشباب بصاعقة كهربائية زادت من قوتهم وعزيمتهم وتأملهم للمستقبل الذي لا يراه غير الشباب بعينٍ حقيقية ، فنحن كشباب لا نتغزل بأنفسنا ولا نهوى بها ولكن إن كنا خطاءون فهذا من بناه من هم قبلنا ولم يتذكر أنه هناك شباب فلسطيني حر قادم يمكن أن يروا مستقبلهم بطريقة أخرى والأسوأ من ذلك أنهم مازالوا خطاءون بحقنا وبحق أنفسهم .
فهكذا أصبح الشباب ومجلسه منذ تشكيلته حيث يحوي هذا المجلس خمس وعشرون عضواً هذا حديثاً حيث متوسط أعمارهم تجاوز الخمس وخمسون عاماً ، أهذا ما نبحث عنه نحن الشباب الفلسطيني ، أم هم يريدون عيش زمن غيرهم وتجارب غيرهم في مجتمع نحن الجزء الأكبر منه حيث يشكل الشباب الفلسطيني 70% منه الذي مازال يقاوم بكل ما لديه من قوة من اجل الصمود على أرضنا ، أنتصور المجلس برجالات مشغولة باقتصادها الخاص وما يعطي ازدراء أكبر للمجلس صدور مرسوم رئاسي بذلك أهذا مطلب الشباب أهذا إشراكهم في بناء قضيتنا وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
و عندما قمت بالإطلاع على قانون المجلس الأعلى للشباب والرياضة ، لفت انتباهي مادتين هما الأهم في حفظ حقوق وطاقات الشباب ، “فالباب الثالث” من مادة القانون تتضمن شروط العضوية التي لم يتخللها أي قاعدة تبنى من خلال الشباب الفلسطيني ، ولم يحدد فئة العمر وهذا من أحد الشروط الواجب توافرها في هذه المادة القانونية ، كما أنه موجود في “المادة رقم اثنا عشرط البند الثالث والذي ينوه على قضية مهمة وهي أن يأتي أعضاء هذا المجلس من خلال الأطر التنظيمية ، لا من خلال مكانتهم الاقتصادية والداعمة للسلطة الفلسطينية وذلك للحفاظ على هذا المجلس ليبقى تابعاً لمنظمة التحرير الفلسطينية وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حالياً وهذا ما تم التوصل إليه من خلال هذه المادتين وليكن حل المجلس من خلال هاتين المادتين فالمادة الأولى يستوجب منا أن يكون هنا تحديد للفئات العمرية ولسنٍ أيضا للتخلي عن مهام يسترسل بها شاب جديد لتبقى الطاقة مغذية للمجلس ولتبقى شعلته منارة لجميع شبابنا في الوطن والخارج .
فأرجوا أن نبث موضوعنا بقوتنا حتى لا نرى شبابنا ما بين الواقع والمأمول أي أنهم ضعيفون وحائرون لا يرجون من حياتهم إلا حياة رغيدة هنيئة هادئة يطلبها كل إنسان يحصل من خلالها على كرامته الإنسانية ، لا يتفاضل بها على جنسه البشري ويعد نفسه ليسافر في خيال مستقبله ويتمنى أن يستميت في حلمه ولا يعود ليرى حياته من جديد .
ولكن الواقع شيء آخر لا يماثل الخيال فالشباب طاقته مكبوتة ، وصلاحياته ممنوعة ، وعقله لا يُطلق ليفكر في العنان ، ومحدودية الرد على أسئلة أجوبتها لمن سبقوهم سيطرة في كل مكان وزمان ، وطاقة مندثرة ، وأراء مهمشة ، وعند المطالبة بحقوقنا يقولون من لا يرغبون بالتنازل هل في هذا الوقت أفقتم !! من سباتكم العميق ليعودوا يضربوا العزيمة بنا ويخمدوا محركاتنا ، لكن وفي هذا الوقت حان أن نقول لا لكل من يستميت الشباب ويجعلهم في عالم آخر ، فنتائجكم أيها الكبار لو طبقت بنفس الشباب لأذهلت العالم أجمع وسجلت لكم تاريخٌ يمجدكم به الشباب ولكن الآن حان دورنا لنقول لكم وإن لم تريدوا ذلك لقد انتهت مدتكم ، أفيقوا لا تأخذوا دور غيركم لتجمدوه أو حتى لتعدموه ، أفيقوا من حلمٍ أنكم شباب أنتم الآن إذا أردتم الشباب يحترمكم كونوا مشيرين لهم ولا تكونوا متجهمين ومهمشين لنا ، فإن بقيتم كذلك سيسجل التاريخ لكم أسوأ صفحات حياتكم لأننا لن نسكت ولا نستكين وسؤالي لكم أيها الشباب القوي أترون المستقبل أفضل من ما نحن عليه ؟ وهل سيكون هناك تعديل للمجلس الأعلى ؟ …
وكل هذا التحول نحتاجه لنسموا بقوة الشباب ونفس الشباب وروح الشباب لنعلوا معا وسويا نحو المستقبل نحو دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.