كتب محمد علوش / بكل الفخر والاعتزاز تدخل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عامها الرابع والأربعين ، مجددة شبابها وعنفوانها ، متمسكة بمبادئها الأصيلة ، ماضية على ذات الدرب ، على نهج قائدها المؤسس الخالد أبداَ الدكتور سمير غوشة .
هاهي جبهة النضال تستمر وتتواصل وتتجذر أكثر وأكثر بكل إصرار وعزيمة ، شريك أساسي في العملية الوطنية والنضالية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية وحركتها الوطنية ، متمسكة بالحقوق والثوابت الوطنية ، واثقة الخطى دائمة نحو البوصلة الأساس ، فلسطين وقضيتها الوطنية .
44 عاما من عمر الجبهة ، سنتين عل رحيل القائد المؤسس د. سمير غوشة ، وكأن القدر الذي ربط الجبهة بسمير غوشة وربط سمير غوشة بالجبهة منذ انطلاقتها ، يأبى إلا أن يظل الحبل السري ممتدا في هذه العلاقة الجدلية بينهما ، حتى بعد الرحيل ، تتزامن المناسبتان ، فقد تماهى الرجل مع الرجال كما تماهى الرجال مع الرجل .
بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا ونحن نوقد شعلة الانطلاقة المجيدة ونستذكر الشهداء والمناضلين ونجدد العهد على مواصلة طريق النضال ، أكثر اصرارأ على تحقيق أهداف وتطلعات شعبنا ، وخاصة ونحن نخوض معركة سياسية كبرى ، معركة تقرير المصير وانتزاع الحقوق العادلة والمشروعة لشعبنا وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، نجدد العهد لكل مناضلة ومناضل مهدوا الطريق لهذه الانطلاقة وأطلقوا شعلتها الوقادة في الزمن الصعب ، فإليهم جميعا كل المحبة والتقدير والعرفان ، ستبقى بصماتهم وتضحياتهم وعذاباتهم هاديا لنا لمواصلة الدرب حتى تحقيق أحلامهم وأمالهم وتحقيق العدل والسيادة لشعبنا المناضل .
مع بزوغ فجر يوم الخامس عشر من شهر تموز/ يوليو تستقبل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عاماً جديداُ من عمرها وهي أكثر إصراراً على مواصلة نضالها ، وأشد تمسكاً بالمبادئ والأهداف الوطنية التي انطلقت من أجلها منذ العام 1967م من قلب مدينة القدس ، رداً على الهزيمة التي خيمت على المنطقة بأسرها ، فأعلنت الجبهة استقلال النضال الوطني التحرري الفلسطيني واستقلال الإرادة الوطنية الحّرة من اجل الخلاص من الاحتلال وتجسيد سيادة الشعب الفلسطيني الوطنية فوق أرضه ، وأشعلت شرارة العمل المقاوم للاحتلال ومشاريعه التصفوية ، لتبدأ مسيرة النضال الشعبي المثابرة من أجل تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
وفي الوقت الذي يحيي فيه شعبنا وأحرار العالم انطلاقة الجبهة كتنظيم وطني ديمقراطي ومكون أساسي من مكونات منظمة التحرير الفلسطينية ، يستذكر الجميع قائدها ومؤسسها الشهيد الخالد الدكتور سمير غوشة الذي جسد بنضاله وكفاحه دوراً مميزاً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ، فبقى حاضرا في وعي وضمير ووجدان كل الأحرار والمناضلين من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، وهذا تعبير واضح عن صدق الرؤية الفكرية والسياسية والنضالية التي حملها القائد المناضل الدكتور سمير غوشة وجسدتها جبهة النضال الشعبي قولاَ وعملاَ ، متحدية كل الصعاب ، فمن كان عنوانه الصدق والوفاء والنضال لا يمت أبداَ.
ذكرى الانطلاقة ، محطة تقييم ومراجعة ، محطة استذكار من رسموا الطريق لمعالم هذه الانطلاقة من قلب العتمة ، من أزقة القدس القديمة ، ومن مخيمات اللاجئين ومن بين صفوف العمال والكادحين والمثقفين ، حيث بلورة الجبهة موقفها وفكرها وقرارها المستقل ، وجسدت عنوانا للإباء والإصرار والبذل في سبيل فلسطين ، نسجت علاقات متميزة مع القوى والأحزاب والأصدقاء في العالم رافعة لواء الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية ، كانت وستبقى دائما وفية لهذا الإرث الكبير الذي تركه الشهداء والقادة المؤسسون وسيحمل هذه الأمانة رفاق النضال جيلاَ بعد جيل .
عاشت الذكرى ، عاش الوطن وعاشت فلسطين سيّدة الأرض ورمز نضالنا الخالد ، وتحية لكم أيها المناضلون وانتم تحيون ذكرى الانطلاقة بفعاليات ونشاطات متنوعة وبمواقف ثابتة امتازت بها الجبهة منذ الخامس عشر من تموز الأول لانطلاقتها .. عاشت الذكرى وعاش الوطن وعاشت الثورة .
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني