كتب أنور جمعة : الدكتور سمير غوشة: ثورة وطن و حرية إنسان
تمر بنا هذه الأيام ذكرى رحيل قائد وطني كبير، نذر حياته للنضال من أجل فلسطين شعباً و أرضاً و قضية، فمنذ نعومة أظافره حمل الشهيد الخالد الدكتور سمير غوشة هَمْ الوطن و عبء القضية، فمضى مع كوكبة من عظماء شعبنا، الذين رسموا لنا طريق العزة و الكرامة، و خطوا درب النضال و الثورة ضد الاحتلال، و كل أشكال الظلم و الاضطهاد و الاستغلال.
لقد سطر الشهيد القائد “فارس القدس” خلال مسيرته الكفاحية أروع صفحات النضال و التضحية و الفداء، فجسد نموذجاً نضالياً يحتذي به كل الأحرار، و شكل مدرسةً فكرية و سياسية تنير الطريق لكل الأحرار، فأضحى مرجعاً وطنياً مؤتمناً لكل فلسطيني حر شريف، و كان بحق بارقة الأمل و بصيص النور لكل من عشق فلسطين، ففي ابتسامته كنت تجد الأمل، و في عيناه ترى فلسطين، و في ثباته و تمسكه بحقوق شعبنا ترى جبال فلسطين الشماء، و في تسامحه و علاقاته الوطنية ترى سهول فلسطين الخضراء، و في سخطه على الاحتلال و الظلم و الاضطهاد تجده موجاً هداراً ، و في حكمته و نفاذ بصيرته ترى أغوار فلسطين، و في أصالته و تواضعه ترى النقب، و في نقائه الثوري ترى هواء فلسطين، و في طهارة يده و لسانه ترى مياه فلسطين، و في صدق انتمائه ترى القدس و كل فلسطين.
إن رحيل الدكتور سمير غوشة القائد و المؤسس لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني لم يشكل خسارة للجبهة وحدها، بل شكل خسارة لكل فلسطين و الأمة و أحرار العالم، فقد خسرت فلسطين برحيله قائداً وطنياً وحدوياً، انحاز دوماً للعمل الوطني المشترك، كان يغلب المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، كان مؤمناً بأن الوحدة الوطنية سبيل الانتصار للمشروع الوطني، رفض حالة الانقسام و الفرقة في الساحة الفلسطينية، و كان يردد دوماً: ” لا بديل عن الحوار الوطني لمعالجة كافة الاختلافات الداخلية”، كان مؤمناً بقدرة الشباب على صنع التغيير فكان دائماً داعماً و سنداً لهم، و كان نصيراً للمرأة في نضالها المشروع من اجل انتزاع حقوقها، و كان يرى أن قوى الشعب العامل، من فلاحين وعمال ومثقفين وثوريين وفقراء، هي الطبقة الثورية التقدمية، وهي مادة الثورة الأساسية القادرة على تحقيق الانتصار للمشروع الوطني، و إحداث التغيير الاجتماعي و الديمقراطي بما يحقق كرامة الإنسان و حرية الوطن.
عامان مرا على رحيل القائد الدكتور سمير غوشة و لكن عزاؤنا أنه سيظل حاضراً بيننا، بفكره، و نهجه، و رسالته الوحدوية، و مبادئه الإنسانية ، و إصرار رفاق دربه في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على مواصلة مسيرة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا، و في مقدمتها حق الحرية و العودة و الاستقلال و إقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس.
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني