نابلس / شاركت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في تشييع جثمان الشهيد حافظ ابو زنط ووارت جثمانه الثرى في المقبرة الغربية للمدينة الواقعة بين جبلي نابلس، بعد 35 عاما من رقوده في مقبرة “الأرقام” الإسرائيلية داخل الخط الأخضر، يحمل رقما بدل اسمه، بناء على تعليمات سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
وانطلق موكب تشييع الجثمان من أمام مستشفى رفيديا الحكومي غربي نابلس بحضور عدد من كبار المسؤولين في نابلس، على رأسهم اللواء جبرين البكري محافظ نابلس وتيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وجمال زحالقه على رأس وفد من داخل الخط الأخضر ووزراء ونواب من حركتي فتح وحماس بنابلس.
وحمل الجثمان على الأكتاف أفراد من قوات الامن الوطني في جنازة عسكرية مهيبة باتجاه دوار الشهداء وسط المدينة حيث اقميت صلاة الجنازة على روح الشهيد بجانب خيمة الاعتصام التي أقيمت للتضامن مع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وبكلمته قال عماد الين اشتيوي سكرتير الجبهة بمحافظة نابلس ها هم الشهداء يعودون ، متوجين بالغار وآيات المجد والخلود ، مرفوعي الهامة وقاهرين لقاتلهم المحتل ،ها نحن اليوم وبعد انتظار طويل ، يعود ألينا الشهيد حافظ أبو زنط بعد اعتقال جثمانه الطاهر فيما يسمى بمقابر الأرقام على مدار خمسة وثلاثين عاما من القهر والانتظار ، فلقد أبى شهيدنا حافظ أن يظل مجرد رقم في مقابر الاحتلال ، فله اسم وله عائلة وله نابلس مدينته التي أحبها وأحبته ، نابلس التي انتظرته طويلا لتشيع جثمانه بوقار وكبرياء لشهيدها الذي طال انتظاره .
وأضاف اشتيوي إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني والى جانب رفاقنا في الجبهة الديمقراطية وكافة قوانا وفصائلنا المناضلة وقد انتظرنا هذه اللحظة التاريخية لعودة رفاة شهدائنا ، فإننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى مطالبون بان تكون قضية الشهداء المحتجزة جثامينهم في ما يسمى بمقابر الأرقام على رأس سلم أولوياتنا حتى تحرير كافة الجثامين من براثن الاحتلال المجرم وعودتها إلينا لتدفن هنا بالأرض الطاهرة التي قاتلوا واستشهدوا من اجل حريتها وكرامة شعبها .
وتابع نعم الشهداء يعودون ، بالأمس عاد مشهور العاروري وها هو اليوم يلتحق به رفيقه حافظ أبو زنط بانتظار عودة كل الشهداء وتحرير كافة الأسيرات والأسرى من سجون ومعتقلات ومدافن الاحتلال، إننا نعتز بتضحيات الشهداء وقد قدموا رواحهم فداء للأرض والوطن وللقضية الفلسطينية حتى تحقيق أهداف وتطلعات شعبنا ، نعتز ونفتخر بتضحيات الأسرى البواسل وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء بإضرابهم المفتوح عن الطعام ومعركتهم المشرفة – معركة الأمعاء الخاوية – في كافة السجون والمعتقلات .
مؤكدا هذه إرادة الفلسطينيين دائما ، لن تقهر ولن تنكسر ،سيبقى شعبنا مقاوما ومكافحا ومناضلا حتى الخلاص من الاحتلال وتحرير فلسطين وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعودة جثامين شهدائنا من مقابر الاحتلال وتحقيق الحرية الناجزة لأسرانا وأسيراتنا ، مانديلات فلسطين الأحرار ، وعودة لاجئينا إلى الأرض والديار رغم انف الاحتلال ، ومن هنا فلا بد من زخم النضال ومقاومة الاحتلال ورفضه ومجابهة مخططاته ومؤامراته التدميرية ، ولنتوحد جميعا بمختلف أطيافنا وشرائحنا الاجتماعية من اجل تحقيق مشروعنا الوطني التحرري بالحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وعندها سيفرح الشهداء .
واختتم اشتيوي قائلا: الشهداء أكرم منا جميعا ، فتهانينا لرفاق وعائلة الشهيد حافظ أبو زنط بعودته بعد خمسة وثلاثين عاما ليوارى الثرى على ارض نابلس جبل النار ، وهل ننسى أن العملية الفدائية التي نفذها كانت تحمل اسم فتاة نابلس ” لينا النابلسي ” ولنا موعد مع عودة شهدائنا المحتجزة جثامينهم ومع أسرانا وقد كسروا أغلال وقيد السجان ، ولنا مع الفجر لقاء.