تقديرا لجبهة النضال الشعبي بقلم : د. طريف عاشور
لم التق بالوزير المجدلاني يوما ، اللهم في مناسبات عامة ولم ابادله الحديث مطلقا ، ولكني اعلم انه حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من بلغاريا وعمل سفيرا لفلسطين في رومانيا ومستشارا للشهيد الراحل ابو عمار لمدة خمسة اعوام ، وكان وزيرا لشوؤن الاستيطان قبل ان يعين وزيرا للعمل ، كما واختير امينا عاما لجبهة النضال الشعبي بعد وفاة طبيب الاسنان المناضل المرحوم سمير غوشة الذي استقال من الحكومة الفلسطينية في العام 1998 للاسباب سياسية تتعلق بالتفاوض واخرى تتعلق بمعالجة الحكومة انذاك لتقرير الفساد الذي قدم العام 1997 .
جبهة النضال الشعبي لها قيمة خاصة في قلب كل فلسطيني وحر ، فرجالها كانوا من اوائل رواد معركة الكرامة واستشهد لهم فيها قادة ابطال كفايز حمدان (الرائد خالد) وكان للجبهة ايضا مجموعات عملت على حماية الرادار المصري في منطقة الشوبك الأردنية قرب الكرك، ذلك الرادار الذي كان يؤمن تغطية للطيران المصري أثناء عملياته فوق شمال شرق سيناء وجنوب فلسطين حيث شكل مقاتلو جبهة النضال طوقاً من الحماية الأرضية المحيطة بالرادار تحسباً من عملية إنزال إسرائيلية متوقعة ، كما ولعبت جبهة النضال دوراً فاعلاً في تنفيذ عملية تدمير السفينة الإسرائيلية إيلات عام 1969 عندما عملت الجبهة على توفير عمليات الاستطلاع الدائم عبر مجموعات تابعة لها، وفي تأمين الإقامة لمجموعة الضفادع البشرية المصرية في إحدى قواعدها جنوب الأردن، وفي المرحلة التالية بإيصال أعضاء المجموعة حتى شاطىء الازدلاف في خليج العقبة ، كما تعد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من اوائل التنظيمات التي نجحت في تحرير أسرى فلسطينيين، ففي تموز من العام 1970 قام ستة مناضلين من الجبهة بخطف إحدى طائرات شركة الخطوط اليونانية المتجهة من بيروت إلى أثينا واحتجزوا أفراد الطاقم والركاب رهائن وطالبوا بالإفراج عن سبعة فدائيين أسرى في اليونان، وبعد عملية تفاوض عبر الصليب الأحمر تكللت العملية بالنجاح وأطلق سراح الجميع.
كذلك ومن عمليات الجبهة التي استهدفت تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي’ عملية المطلة’ تموز – يوليو 1975، حيث اقتحمت مجموعة الشهيد يوسف كلوسة من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، المنطقة الغربية من مستعمرة المطلة في الجليل الأعلى، وتمكنت من أخذ عدد من الرهائن، ووزعت في شوارع المستعمرة منشورات باللغة العربية والإنجليزية والعبرية، تطالب فيها بإطلاق سراح عشرين معتقلا فلسطينياً، وتمكن مناضلو الجبهة من الانسحاب مع الرهائن، إلى البساتين خارج المستعمرة في انتظار موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على مطالبهم إلا أن العدو ماطلهم، ثم دفع بعدد من قواته المدعومة بالطائرات لمحاصرتهم ودارت معركة انتهت باستشهاد الفدائيين الثلاثة، ووقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الرهائن والقوات الإسرائيلية.
جبهة النضال مكون اساسي من منظمة التحرير ، رضي ان يدخل الحكومة الفلسطينية ولم نشهد لاي ممثل له قضية فساد او اختلاس او تبديد للمال العام ، فهو فصيل مناضل يحترم نفسه ، ويقف مع الخط الوطني ، خط منظمة التحرير ، لذا نجد رجال هذا التنظيم في المقدمة دوما دفاعا عن القضايا الوطنية .
لكل ما سبق ، الا يدعو ان نتجاوز للرجل هذا الخطأ ، او الخطيئة ، ونصفح عن ما حصل طالما ان الرجل اعتذر بشكل رجولي ، بل واجزم انه غير راض شخصيا عن نفسه مما بدر عنه ، كيف ولا وفور انتهاء الحلقة اصيب بوعكة صحية ادت الى دخوله المستشفى في مجمع فلسطين الطبي برام الله .
قال تعالى في الاية 99 من سورة الاعراف ‘ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ‘ ولنا في رسول الله القدوه الحسنة الذي وفي جل حياته اعطانا دروسا في كيفية التعامل مع خصومه او من اساء له ، ولنعلم ان معركتنا الكبيرة الرئيسية هي مع الاحتلال ، الذي وان عفونا عنه في اوسلو وصافحناه ورفعنا اغصان الزيتون على دورياته العسكرية ، كعادته لم يلتزم بالعهود ولا زال يقتل شعبنا ويهود ارضنا بشكل ممنهج ،
واخيرا اقول لكل واحد منا من لم يكن منكم بلا خطيئة ، فليرجم المجدلاني بحجر ، بل وحجر كبير