القدس/ توقع عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني فضل طهبوب بحدوث مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة تسعى إليها إسرائيل من خلال توريط قوى إقليمية ودولية لمواجهة الصعود الإيراني الذي تزعم أنه بات يشكل خطرا مباشرا على وجودها.
وأوضح طهبوب في لقاء الأربعاء لنادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين الفلسطينيين بإدارة رئيسه محمد زحايكة الذي يعقد في مقهى الكتاب الثقافي- المكتبة العلمية برعاية مجموعة حمودة الاستثمارية ، أن هذه المواجهة ستندلع في ربيع 2012 إلا إذا حدثت تطورات تستدعي التبكير بها .
وقال طهبوب إن من يتابع المشهد السياسي الإسرائيلي في السنوات الأخيرة يلحظ بوضوح انحراف المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف ، لأن التركيبة الداخلية في هذا الكيان هي التي تدفع باتجاه اتخاذ القرارات العليا .
وتابع طهبوب والمثير للاستهجان إن الانحراف اليميني عنيف وكبير وعنصري يستند على عقائد دينية مغرقة في التخلف والرجعية، ولا شك أن هذه التحولات تؤثر على المجتمع الإسرائيلي وتعبر عن نفسها بفظاظة في إدارة السياسة الإسرائيلية، وأن الأمر لا يقتصر على المؤسسة السياسية بل يتعداه إلى الجيش الإسرائيلي المؤسسة الأكبر يميل هو الأخر إلى العنصرية والتطرف وتنخرط في صفوفه قيادات دينية متطرفة كارهة للمحيط والعالم إلى حد وصل ببعض “جنرالات هذا الجيش” إبعاد المجندات عن الاحتفالات المختلطة والجلوس في مؤخرات الحافلات ، هذا الجيش الذي يصهر كل المجتمع الإسرائيلي والذي كان لا يعرف إلا الحروب بات يتدخل في مسائل من هذا النوع .
وأوضح طهبوب إن هذا التوجه العقائدي ينعكس على التوجه السياسي للدولة العبرية حيث رأينا كيف يخطب قادة حكومة إسرائيل ود الحاخام المتطرف عوفاديا يوسيف لمباركة أية حرب تشن ضد غيران قد تحصل في المنطقة، وأن الجيش الإسرائيلي دون دعم المتدينين الذين كانوا خارجه سابقا لن يكون له مستقبل ..!
عزلة.. ولكن
ورأى طهبوب إن إسرائيل الآن في حالة من العزلة ولكن من جهة أخرى فان ما يدور من تحولات في المنطقة العربية هو لمصلحتها مؤقتا، فالدول العربية في حالة إعادة تشكل وخاصة مصر وسوريا اللتين تمران في مخاض عسير في حين أن الدور العراقي قد انتهى والأردن إمكانياتها محدودة ودول الخليج ولاؤها أمريكي.، والدور المصري رغم حالة الغليان الشعبي ضد إسرائيل الذي تبدى بمهاجمة السفارة الإسرائيلية وضرب أنبوب الغاز حوالي تسع مرات محكوم بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ويصعب عليه الفكاك منها في المرحلة القريبة القادمة على الأقل.. وسوريا في حالة صراع داخلي ،مما يمهد المسرح الإقليمي لشن حرب عدوانية تشمل الرأس الإيراني والسوري والأطراف حزب الله في لبنان وحماس في غزة او الاستفراد بكل حالة على حده إن استطاعت..!
وتابع فإسرائيل ترى في هذه القوى خصوصا بعد حرب لبنان 2006 خطرا حقيقيا لأن قوة الردع التي حافظت عليها إسرائيل طوال تاريخها العسكري قد تضررت وأصبح الإسرائيلي يخشى من أية حرب قادمة .. لصعوبة نقل الحرب إلى أراضي الدول العربية وحشد وتجميع قوات الاحتياط بسبب حرب الصواريخ الذي سيكلف خسائر باهظة ،حيث لا نقطة آمنة في إسرائيل فأجواء إسرائيل مخترقة وتم تحييد سلاح الطيران إلى حد كبير ولا ننسى أن لدى سوريا قوة صاروخية كبيرة وهذا أوجد عملية ردع متبادل.. ووفقا للحسابات الإسرائيلية فان قرابة مليون إسرائيلي سيضطرون للنزول إلى الملاجئ في أية مواجهة قادمة..
سيناريو غزة..
وأضاف طهبوب إن هذا الوضع يشجع إسرائيل على ضرب قطاع غزة ولبنان وهناك دعوات صريحة لاجتياح غزة لان متلقي الضربة الأولى سوف يخسر 25% من قوته العسكرية ، لذلك تحاول إسرائيل الهروب إلى الأمام حتى من مشاكلها الداخلية نحو الاجتياح والحرب .
مشيراً أن العقلية الحربية العدوانية هي المتحكمة في جميع تصرفات إسرائيل وهي اليوم تعتقد ، أنها تفتقد إلى قادة ذوي كاريزما كما كان الحال مع بن غوريون الذي أقام دولة إسرائيل وفرض نظام التجنيد الإجباري أو مناحيم بيغن الذي دمر المفاعل النووي العراقي وحمى إسرائيل من خطر داهم ..!
في حين يتصف نتنياهو بنوع من التعالي والعظمة الكاذبة .. ويحاول عمل شيء مستقبلي لإسرائيل واهم شيء ألان هو امتلاك إيران سلاح نووي حتى إن – فلنائي- دعا إلى الهجوم الفوري على إيران مهما كان الثمن الحالي استباقا لدفع ثمن اكبر إذا تم تأخير الضربة إلى ما بعد حصولها على هذا السلاح.. فالعقلية العسكرية العدوانية في إسرائيل لا تقبل بأن يمتلك أي طرف في المنطقة قوة ما، وبما إنها جزء من إستراتيجية الهيمنة الأمريكية في المنطقة تسعى لتكون مهيمنة إقليميا على الدول العربية والإقليمية لذلك لن تتخلى عن هدفها بضرب إيران والأطراف – الأصابع- المتحالفة معها في المنطقة وهي تعمل عليها ليل نهار والمرجح أن تدوي صفارة الحرب في الربيع القادم وربما تكون في موعد اقرب في حال سقوط سوريا . وهي تريد إزالة هذا الخطر بأي سبيل لإدراكها أن الولايات المتحدة في حالة عجز وتردد عن دخول حرب مباشرة كما حصل في أفغانستان والعراق بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وقوة إيران العسكرية والاقتصادية المتصاعدة.
تحصين البيت الفلسطيني
وطالبت الصحفية نضال رافع أن يكون البيت الفلسطيني جاهزا ومحصنا ضد أي احتمال وان تتم المصالحة والوحدة الوطنية بسرعة لمواجهة السيناريو الفظيع القادم وتساءل الإعلامي حاتم خويص عن الدور التركي المتذبذب والغامض وعن طبيعة التحالفات في المنطقة في حالة حصول مواجهة والكاتب محمد موسى سويلم عن الثورات العربية وإمكانية ظهور قائد عربي يمتلك كاريزما يمكن أن يواجه إسرائيل في المرحلة المقبلة واستبعد المهتم بالشأن الثقافي عماد منى إن تبادر إسرائيل إلى خوض حرب في المنطقة لان الأمور تسير لغاية الآن لمصلحتها إلا إنها تعمل على تجييش الآخرين لخوض حرب بالنيابة عنها في الواقع ونوه خالد الغول إلى طبيعة التحولات في المنطقة فيما قال عارف ناصر الدين إننا شعب عاطفي يطيش على شبر ماء وان هناك أيدي خفية وراء كل ما يحدث..!
أطماع إسرائيل
وأكد طهبوب في رده على إن طبيعة القيادة الإسرائيلية الحالية طبيعة عنصرية لا قيمة للإنسان عندها في سبيل تحقيق أطماع إسرائيل الكبرى وان تظاهرت بغير ذلك وان البيت الفلسطيني للأسف غير محصن أو مهيأ للتعامل مع أي سيناريو ولكن أية حرب قادمة سوف تضعف إسرائيل مما يفتح الطريق أمام بروز مقاومة من نوع مختلف يمكنها من تحقيق انجازات على الأرض وان الدور التركي يمكن فهمه من خلال كون تركيا عضو في حلف الناتو بزعامة ماما أمريكا وان الثورات العربية على المدى البعيد هي لصالح الشعوب وهي تشكل نهضة عربية مهمة وقودها وعقلها الجماهير ووعيها العالي وان ما يحدث من تفاهم غير معلن بين أمريكا وتيارات إسلامية هو في إطار سياسة تلاقي المصالح .