أعلنت المديرية العامة للأمن العام عن إجراءات جديدة ستطبق في شأن وجود النازحين الفلسطينيين من سوريا «بعد توافد عشرات الآلاف منهم إلى لبنان، وبعد استفسار المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان – شاهد، عن الوضع القانوني لهم». وتمنح الإجراءات الجديدة «الفلسطيني اللاجئ من سوريا سمة مرور صالحة لمدة أسبوع، ويُستوفَى منه رسم 25 ألف ليرة لبنانية».
وأوضحت المديرية في بيان أمس، أنّه «عندما تتعدى إقامة اللاجئ الفلسطيني مهلة 15 يوما يجب تحويل سمة المرور إلى سمة إقامة لمدة ثلاثة أشهر مجاناً». ويُسمح لـ«الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، بسبب الظروف الراهنة، وكذلك للذين دخلوا لبنان وخالفوا نظام الإقامة، بتسوية أوضاعهم عند المغادرة لدى المراكز دون تدريكهم رسوما إضافية شرط أن لا يتعدى ذلك السنة من تاريخ دخولهم». وطالبت المديرية «اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، بمراجعة مراكز الأمن العام في أماكن وجودهم في لبنان لتسوية أوضاعهم بهذا الخصوص».
إلى ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي تعزيز عمل «الأونروا»، وفي إطار «برنامج الدعم الإقليمي للشعوب المتأثرة بالأزمة في سوريا»، في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان، عبر توقيع اتفاقية مساهمة مع الوكالة بقيمة 2.5 مليون يورو، ستخصّص لتوفير مساعدة طارئة لتأمين مأوى للنازحين الفلسطينيين. وتشكل الرزمة الجديدة للبنان مساهمة ملموسة في الأولويات المحددة في خطة الاستجابة للحكومة اللبنانية المقدمة في 3 كانون الأول الماضي، وترفع إلى 43.5 مليون يورو قيمة التمويل الذي يخصصه الاتحاد الأوروبي للبنان لتلبية احتياجات النازحين السوريين ومستضيفيهم اللبنانيين. ويلبي التمويل، وفق بيان الاتحاد الأوروبي، الاحتياجات المحددة في خطة الحكومة اللبنانية وخطة الاستجابة الإقليمية للأمم المتحدة التي أُطلقت في جنيف في 19 كانون الأول الماضي.
وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا أيخهورست «لا نرغب في مساعدة الأفراد المتأثرين بالأزمة السورية فحسب، بل أيضاً الجماعات التي تستضيفهم والسلطات اللبنانية. ويؤكد هذا التدبير الجديد الدعم الكامل الذي يوفره الاتحاد للأونروا». وتشكل المساهمة المخصصة للبنان جزءاً من مبلغ إجمالي قيمته 7.5 ملايين يورو لـ«الأونروا» لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الأكثر ضعفاً في سوريا واللاجئين الذين فروا من سوريا إلى لبنان. وسيصل عدد المستفيدين في لبنان وسوريا إلى 80 ألف لاجئ.
وأشار بيان الأمم المتحدة، إلى أنّه «بعد 22 شهراً من العنف المتزايد في سوريا، فرّ أكثر من 790.000 سوري إلى البلدان المجاورة، وما زال هذا الرقم يسجل ارتفاعاً. وقد فرّ نحو 65.7 في المئة منهم إلى الأردن ولبنان، علماً أن أكثر من نصفهم هم ما دون 18 عاماً».
وتشير تقديرات «الأونروا» إلى أنه «منذ بدء النزاع، فإن أكثر من 300 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا من أصل عدد إجمالي يبلغ 500 ألف، يحتاجون إلى مساعدة طارئة». وحتى تاريخه، بلغت القيمة الإجمالية للأموال التي خصصها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لمواجهة تداعيات الأزمة السورية في سوريا وبلدان الجوار نحو 400 مليون يورو.
وزارت المستشارة السياسية للمنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان نيكولا دفيس صيدا أمس، حيث اطّلعت على أوضاع النازحين الفلسطينيين والسوريين إلى المدينة ومخيماتها.
والتقت دفيس كلا من رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري بحضور رئيس «تجمع المؤسسات الأهلية» في صيدا ماجد حمتو، والمسؤول السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في الجنوب بسام حمود.
وأكدت «الجماعة الإسلامية» في بيان عقب الزيارة أن «أوضاع النازحين من سوريا أخذت حيزاً كبيراً من النقاش مع دفيس، بسبب تقصير الأمم المتحدة والدولة اللبنانية بالقيام بواجبهما تجاه النازحين مع التركيز على القضايا التي تدخل في صلب عمل الأمم المتحدة والهيئات والوكالات التابعة لها، ولا سيما وكالة الأونروا، في ظل التلكؤ في تقديم الخدمات التي من أجلها أنشأت هذه الوكالات».
إلى ذلك، قام وفد من «الهيئة النسائية الشعبية» في صيدا برئاسة إيمان أسامة سعد، وبالتنسيق مع «التنظيم الشعبي الناصري»، بتوزيع عشرات البطانيات على النازحين السوريين والفلسطينيين من سوريا في «مركز زكاة وصدقات» التابع لمسجد النور في مخيم عين الحلوة.
وأكدت سعد أن هذه الخطوة جاءت في إطار مساندة إخوتنا النازحين من سوريا، وقــــالت: «إن النازحين هم إخوة لنا، وواجبنا الوقــــوف إلى جانبهم ودعمهم، خصوصاً بعد تهجيرهم من بيوتهم».
كذلك، افتتـــحت في صيدا أمس حملة «قديم بالنـــسبة إلـــك، لكنّه جديد إلن»، والتي تهدف إلى جــــمع المــلابس القديمة، لمصلحة النازحين في صيدا.
وأكد أمين «اتحاد المؤسسات الإغاثية» في صيدا والجوار كامل كزبر أنّ «الذي استدعى فتح هذه الحملة هو الحال التي وصلنا إليها بعد المساعدات الضئيلة التي حصلنا عليها، في وقت استمر تدفق النازحين، وقد بلغ عدد العائلات النازحة إلى صيدا نحـــو 3500 عائلة». وأشـــار إلى أن الملابس ستُجمَع في المراكز المحـــددة، ثـــم توزّع علــى العائلات النازحة في المناطق.
السفير اللبنانية.