رام الله / يدفع النجاح ، شبه المؤكد، لليمين الإسرائيلي في الانتخابات التي تجري اليوم ، القيادة الفلسطينية أمام 3 خيارات هي ، أولا بقاء الوضع على ما هو عليه حاليا ضمن حالة اللاحرب واللاسلم وثانيا، أن تدفع باتجاه مواجهة دبلوماسية مع إسرائيل بالسعي للعضوية في المنظمات الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية وثالثا، ما بات يطلق عليه تعبير” تسليم المفاتيح”.
ولا يعول المسؤولون الفلسطينيون على أي مفاوضات جادة مع حكومة إئتلاف يميني إسرائيلي جديدة يترأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصة في ضوء مواقفه المعلنة برفض دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتمسكه باعتراف فلسطين بإسرائيل دولة يهودية قبل أي مفاوضات.
وبالمقابل يعلق الفلسطينيون ومسؤول غربيون آمال على تحرك الولايات المتحدة في الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكي باراك اوباما في محاولة من الرئيس الأمريكي ، كما حاول أسلافه مثل جورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن في ولاياتهم الثانية، لدخول التاريخ كمن نجح في حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ولكن في ظل غياب أي تحرك أمريكي جدي وفي ظل عدم وجود موقف أوروبي موحد بالتدخل بفاعلية في هذا الملف إضافة إلى انشغال العرب بقضاياهم الداخلية فان القيادة الفلسطينية ستجد نفسها أمام 3 خيارات.
أولا، بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه ، أو ما يصطلح عليه حالة اللاحرب واللاسلم، حيث تواصل القيادة انتقاد الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مع استمرار سعيها لمحاولة تحريك المجتمع الدولي في وقت تواصل فيه دعم المقاومة السلمية الشعبية لمجابهه النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية ، إضافة إلى السعي لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
ويخشى من ان الاطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، قد تسعى الى الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بمفاوضات دون وقف الاستيطان او مرجعية واضحة للمفاوضات وهو الخيار الذي أصرت القيادة الفلسطينية على رفضه.
ثانيا، أن تلجا القيادة إلى المواجهة السياسية مع إسرائيل، وربما الولايات المتحدة الأمريكية، عبر الانضمام إلى المؤسسات الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية ،وهو ما يعتقد بأن الحكومة الإسرائيلية سترد عليه بإجراءات صعبة لا تتوقف عند وقف تحويل الأموال المستحقة إلى خزينة السلطة الفلسطينية ، كما يمكن أن يرد عليه الكونغرس الأمريكي بإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ما يعني قطع العلاقات الفلسطينية-الأمريكية.
ومن الممكن أن تسعى القيادة الفلسطينية في الإطار ذاته إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى بحث وقف التنسيق الأمني مع الحكومة الإسرائيلية.
ثالثا، أن تدفع الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية وخطوات اسرائيلية متطرفة ضد القدس والمقدسات فيها واستمرار تجريد السلطة الفلسطينية من صلاحياتها إلى انفجار الأوضاع على ارض الواقع وهو ما قد يقود إلى ما بات يصطلح عليه “تسليم المفاتيح” أو بمعنى أخر حل السلطة الفلسطينية.
وليس هناك أوات مؤيدة لحل السلطة الفلسطينية في أوساط القيادة الفلسطينية كما أن خيار المواجهة المسلحة هو من الخيارات المستبعدة بالنسبة للقيادة.
ومن المنتظر أن تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعات لتقييم الواقع ما بعد الانتخابات الإسرائيلية وتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مهام عملها وتحديد موقفها من مجمل التطورات.
ويجمع الفلسطينيون والأطراف الدولية الفاعلة في عملية السلام على أن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر ، ولكن حقيقة اعتماد الأحزاب الإسرائيلية الكبرى على أصوات اليمين والمستوطنين قد تدفع بالحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى السعي “لإدارة الوضع” وليس” حل الأزمة” وهو ما سيضع القيادة الفلسطينية أمام خياراتها التي يستبعد أن تتخذها بمعزل عن التشاور مع العرب والأطراف الدولية.
القدس .