رام الله / اعلنت وزارة الصحة عن وقوع 3 وفيات، وعشرات الاصابات، بشمال الضفة الغربية، جراء مرض (H1N1) والمعروف بانفلونزا الخنازير، منذ بداية موسم الشتاء.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، د. طريف عاشور، واشار الى ان هناك “ثلاث وفيات منذ بداية موسم الشتاء، حيث توفيت صباح اليوم امرأة حامل جراء المرض خلال إجراءات تحويلها إلى احد المشافي الإسرائيلية، وان هناك ما يزيد عن أربعين مصابا تم تشخيصهم بالمرض، تم إدخالهم بعضهم للمستشفيات وعلاجهم وغادر معظمهم المراكز الصحية”.
وافادت مصادر خاصة لـ دوت كوم، ان المراة من مدينة قلقيلية توفيت اثناء نقلها من مستشفى في طولكرم، الى احد المشافي الاسرائيلية، مضيفا المصدر ان الانفلونزا موجودة وما حدث ناتج عن ضعف المناعة لدى المصابين.
ومن جهته قال د. اسعد رملاوي، المدير العام للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة، بوزارة الصحة أن المرض الناتج من هذا الفيروس أصبح من ضمن الأنفلونزا الموسمية، حيث باتت طواقم وزارة الصحة على خبرة عالية بتشخيصها والتعامل معها، منوها أن الأدوية الخاصة لعلاج المرض خاصة دواء (تاميفلو) متوفرة بمرافق وزارة الصحة، وان هذا المرض بحسب قانون الصحة العامة يعتبر من الأمراض المعدية التي تعفى من رسوم التأمين الصحي لأي مواطن.
وأهاب د. رملاوي بجميع الطواقم الطبية التعامل مع الحالات ذات المناعة المتدنية كالمرضى أصحاب الإمراض المزمنة كأمراض القلب الرئتين والسرطان والكلى والدم، كذلك النساء الحوامل والمسنين فوق سن 65 عاما، بعناية خاصة، مطالبا تلك الفئات بالعلاج الفوري من أي أعراض للأنفلونزا والتي تأتي على شكل ارتفاع في درجات الحرارة وآلام في المفاصل والرأس وأحيانا مصاحبة للإسهال والقيء والضعف العام، مطالبا في حالة حدوث مضاعفات كالصعوبة في التنفس ضرورة التوجه فورا إلى المستشفى والبدء بالعلاج حتى ظهور نتيجة الفحص.
ونوه د. رملاوي، ان الإصابات التي وصلت المراكز الصحية المحلية كانت ضمن موجة الأنفلونزا التي تجتاح الإقليم.
ومن اهم علامات الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير، الام الصدر وصعوبة التنفس، وازرقاق في لون الشفتين.
ما هي إنفلونزا الخنازير؟
ـ هي نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا وبالتحديد نوع «إيه»، ويختلف عن فيروس الإنفلونزا الذي يصيب الإنسان في تكوينه، وله القدرة على إصابة الإنسان أحيانا. ولقد تم العثور على إصابات بشرية في الماضي لكنها قليلة جدا وأصابت فقط الأشخاص الذين يعملون أو لهم اتصال مباشر مع الخنازير.أما مرض إنفلونزا الخنازير المتفشي حاليا فيختلف عن السابق، حيث ظهر نوع أو شكل جديد له القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر وأيضا إلى الأشخاص الذين ليس لديهم اتصال مباشر أو غير مباشر مع الخنازير. وتتراوح مدة حضانة فيروس إنفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة أيام، وقد تمتد فترة أكثر لدى الأطفال الصغار.
ما هي أعراض إنفلونزا الخنازير؟
ـ لا تختلف أعراض إنفلونزا الخنازير عن أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة تصحبها كحة وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام. ويصاب بعض الأشخاص بإسهال وقيء (تم رصدهما ببعض الحالات). وتعتبر هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بإنفلونزا الخنازير استنادا إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أم أنها أعراض لأي من حالات أخرى.
كيف تتم العدوى؟
ـ ينتقل هذا الفيروس المعدي جدا بواسطة الرذاذ المنتشر في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطس. ولا تزال استجابة الجسم لهذا الفيروس مجهولة. وقال عالم الفيروسات البريطاني د. جون أكسفورد: «مع أننا لم نشهد هذا الفيروس من قبل، إلا أننا تعرضنا لفيروسات من سلالة «إتش1 إن1» منذ عام 1978». وهو يرى أن جسم الإنسان لديه بالنتيجة، بعض المناعة ضد هذا الفيروس خلافا للفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور «اتش5 إن1» الجديد كليا على الجسم.
في حال الإصابة بالمرض، ماذا ينبغي على المريض فعله؟
ـ في حال الإصابة بأعراض الإنفلونزا لشخص ما دون وجود عوامل خطورة الإصابة بالمرض، ما عليه سوى البقاء في المنزل، ويجب عليه تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال بالمنديل ثم التخلص منه على الفور مع غسل اليدين جيدا في كل مرة، وهذا لوقاية المحيطين به من العدوى. أما إن ظهرت أعراض الإنفلونزا لشخص قادم حديثا من منطقة يتفشي فيها المرض كالمكسيك، أو تعامل مع شخص مصاب بالمرض، حسب توصية إدارة مراكز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركية فيجب التوجه إلى الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة لتشخيص المرض وتأكيد الإصابة.
هل يقي لقاح الإنفلونزا من الإصابة بإنفلونزا الخنازير؟
ـ لا يوجد حتى الآن لقاح يقي من الإصابة بإنفلونزا الخنازير، ولكن من الممكن أن يوفر اللقاح الموسمي للإنفلونزا (flu vaccine) بعض الحماية ضد فيروس إنفلونزا الخنازير من نوع «إتش3 إن2». لكن السلالة التي ظهرت في كاليفورنيا (وهي «اتش1 إن1» مختلفة جدا عن سلالة فيروس الإنفلونزا (اتش1 إن1) الذي يصيب الإنسان، والموجودة في لقاح الإنفلونزا الموسمي. كما أنه ليس من المعلوم حتى الآن إن كانت الإصابة بفيروس الإنفلونزا نوع «أيه ـ إتش1 إن1» البشري (human type A H1N1 flu ) توفر حماية (مناعة) جزئية ضد فيروس إنفلونزا الخنازير نوع «إيه ـ إتش1 إن1» (type A H1N1 swine flu) في ضوء الوباء العالمي الحالي. مع ذلك فقد قامت مراكز مراقبة الأمراض الأميركية باستخلاص الفيروس من شخص مصاب بالمرض كبذرة أو كمنشأ لإنتاج لقاح جديد ضد هذا الفيروس. وسوف يستغرق إنتاج اللقاح بين أربعة إلي ستة أشهر، لكن يبقى التساؤل الكبير حول إمكانية إنتاج هذا اللقاح بكميات وفيرة قبل حلول موسم الإنفلونزا القادم.