الخليل-الحياة الجديدة -آية السيد احمد-يعاني قطاع التعليم العالي الفلسطيني من صعوبات كثيرة في ظل الحرب المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، تتراوح بين امكانيات الطلبة والوضع البيئي الصعب والأبنية المدمرة وركام الجامعات وفقدان الموارد البشرية والعقول الفذة من ابناء الجامعات واستاتذة وموظفي الجامعات في قطاع غزة. حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدها قطاع التعليم العالي في غزة كبير جدا، لكن المطلوب حالياً هو 300 مليون دولار كمساعدات إغاثية لهذا القطاع.
وكان المؤتمر السنوي الثالث لجمعية صندوق الطالب الفلسطيني PSSF الذي نظمته جامعة بوليتكنك فلسطين بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الخليل هدف إلى تعزيز روح التعاون والمسؤولية بين الجامعات والقطاعات العامة والخاصة وجمعية PSSF لدعم طلبة الجامعات الفلسطينية في كافة أماكن تواجدهم.
وبين الدكتور محمد أبو طه – مدير المؤتمر:” ان المؤتمر هذا العام تحت عقد تحت شعار (النهوض بانفسنا ممكن وواجب )، فقد سلط المؤتمر الضوء على قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والحفاظ على رأس المال الفلسطيني وكنزه المتمثل بالكوادر الشابة والمتعلمة، والوضع التعليمي الصعب الذي يعيشه طلبة قطاع غزة الحبيب.
كما تطرق المؤتمر إلى الشراكة بين القطاع الخاص والجامعات وجميعة صندوق الطالب الفلسطيني لتوفير الدعم اللازم لتنمية قدرات الطلبة العلمية والابداعية، كما تم دعم العديد من المبادرات الريادية للطلبة، ودعا المؤتمر كافة الجهات ورجال الأعمال والقطاع الخاص أن يكرسوا كل جهدهم وامكانياتهم لدعم شبابنا الفلسطيني.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمننظمة التحرير الفلسطينية ورئيس مجلس أمناء جامعة بوليتكنك فلسطين احمد سعيد التميمي إنه من منطلق الواجب الوطني ودور الجامعات المتكامل بين الضفة الغربية وقطاع غزة نفذت بعض الجامعات الفلسطينية مبادرة تدريس طلبة الجامعات في قطاع غزة إلكترونيا، وبدأت فعلا الجامعات بالضفة بتنظيم فصل أكاديمي الكتروني لطلبة قطاع غزة حيث صرح رئيس جامعة بوليتكنك فلسطين الدكتور مصطفى أبو الصفا :” انها فكرة انطلقت لدى الجامعة من تساؤلات الاساتذة والطلبة عن اية حلول اكاديمية لتقديمها للجامعات والزملاء في جامعات غزة، فكان أول التحديات ما يجب أن يتم مساعدة قطاع غزة وخاصة الطلبة، هنا وردت فكرة التعليم الإلكتروني لطلاب غزة من خلال توفير امكانيات الجامعة لذلك، فتم دراسة جودة الاتصال الالكتروني ودراسة البيئة التعليمية للجامعة وبدأت الجامعات تسجل الطلبة رغم قطع شو كبير في الفصل الثاني.
واما عن مبادرة جامعة النجاح فبينت الدكتورة سائدة عفونة مساعد رئيس الجامعة لشؤون مبادرة الدعم التعليمي الفني لطلبة التعليم العالي أنه تم استقبال 60% من الطلبة من الاناث من كل الجامعات بالقطاع ولدينا متطوعون بالمرحلة الأولى بالجامعات العربية والاوروبية.
أما جامعة الخليل فأوضحت رئيسة الجامعة الدكتورة رغد دويك: “ السؤال هو المضي بالمبادرة لجميع المدرسين بغزة فيجب تفعيلهم بهذه المبادرة، المطلوب هو تفعيل التعليم المدمج بالاضافة لما هو متوفر بالبيئة الفلسطينية،” مشيرة إلى أن في نظام الجامعة يدمج الطالب القديم والمستمع، كما تم قبول طالبة ماجستير من غزة لمناقشة رسالتها بالجامعة، وفي الفصل القادم الصيفي ستدرس الجامعة من هم في أمسّ الحاجة للمساعدة حسب الأولويات، وما هي طبيعة المساقات التي يجب طرحها من مساقات الجامعة مع احتياجات الطلبة غزة”.
وبين وزير التعليم والتعليم العالي الدكتور امجد برهم أن هناك الكثير من القرارات التي تم أخذها في الاجتماعات التي تعقدها الوزراة سواء كانت على مستوى الجامعات أو مجلس الوزراء حيث قال:” تم فتح مناصات تعليمية في الجامعات وتم عقد اجتماع لعمداء القبول والتسجيل وأخذ البيانات لكافة الطلبة في كافة الجامعات بقطاع غزة من اجل الا يكون هناك ازدواجية بالتسجيل وايضا تم تنظيم لقاء مع رؤساء الجامعات واطلاق العملية التعليمية بشكل منظم وكان هناك مجموعات من الضفة تستقبل طلاباً من غزة حسب التخصصات والمساقات المطروحة مع مساقات الجامعات في الضفة ”.
ويضيف برهم: “قامت الوزارة بالتعاون مع ممثلي الجامعات في غزة بعمل دراسة ميدانية للواقع التكنولوجي في غزة، لتزويد اماكن محددة في قطاع غزة بمعدات وتقنيات للتواصل الاكتروني مع الجامعات المضيفة لطلاب غزة.”
أما عن مبادرة جمعية صندوق الطالب الفلسطيني لدعم التعليم العالي في غزة يقول أمين صندوق PSSF الدكتور خليل خليل: “ بدأت كمؤسسة على مستوى افراد ، واليوم تمكنا من الوصول الى هنا لندعم 12 جامعة في فلسطين وكنا اول من بادر بدعم الجامعات بغزة، وبدأنا بمبادرة 10 ملايين دولار لخمس سنوات قادمة، وتجهيز غرف صفية من اجل ان يلتحق بها طلبة القطاع المسجلين في الجامعات الفلسطينية بالضفة والمساعدة في بناء البنية التحتية بقطاع غزة”.
عمل القطاع الخاص بمختلف قطاعاته ليس سهلا في بيئة بها الكثير من التغيرات والانتكاسات الاقتصادية إلا أن أن الشعب الفلسطيني ينفرد بالتجربة حيث يقول رئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية عبدو ادريس:” تنفرد التجربة الاقتصادية الفلسطينية بخصوصية عالية لكن نتقاطع مع الكثير، ولكن تجربتنا فريده وبالنسبة لنا التعليم شيء مقدس وايماننا مطلق بأهمية التعليم للقضية الفلسطينية، ودعم الطالب الفلسطيني واجب علينا”، مشيراً إلى أن اولوية القطاع الخاص تتمثل بطلاب غزة.
ولفت إلى أن القطاع الخاص الفلسطيني وبشكل دائم مستمر في تبني العديد من الأفكار والابتكارات الطلابية والشبابية التي تقدم الحلول التكنولوجية لكثير من القضايا والصناعات الفلسطينية ، بالاضافة إلى مشروع بناء وتجهيز المنطقة الحرفية للصناعات الحرفية والصناعات الجلدية فهدفنا تطويع التكنولوجيا الاقتصادية”.
يستطيع التعليم الاكتروني أن يسهم في حل المشكلة ولكن كيف سيتم مواجهة الحاجة إلى التدريب الميداني العملي والسريري في بعض التخصصات يبين الدكتور برهم: “ أنه تم فتح قنوات مع الجامعات المصرية والاتفاق على وجود طلبة في مصر وهناك تعاون عربي لتغطية العديد من طلبة غزة من اجل الدراسة، بالاضافة لمجموعة من الدول العربية والاسلامية والاوروبية ستستضيف طلبة من غزة .
كما اتفقت الوزارة مع بعض جامعات غزة للاستعداد تهيئة البيئة التكنولوجية للتدريس عن بعد، كما انه يوجد مدارس افتراضية عن بعد.
اما عن الحلول الأخرى أوضحت الدكتور أبو الصفا:” أن التحدي الكبير يتمثل في الطلاب الذين لديهم مساقات عملية وسريرية في ظل عدم وجود مختبرات علمية، فهناك اقتراح تقني مستخدم في كثير من جامعات العالم هو الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لانقاذ بعض المساقات العملية لطلابنا بالاضافة “ لسفرهم لمصر”.
يوجد تحد جديد امام وزارة التعليم العالي فيقول برهم:” المشكلة هو أن موظفي وأساتذة الجامعات في قطاع غزة رواتبهم تدفع من اقساط الطلبة، ولا يوجد أقساط، لذا الطالب في المبادرة هو طالب مستمع وليس طالبا مسجلا، حتى يبقى ملفه بالجامعة بغزة، ونريد حفظ كرامة موظفي واساتذة الجامعات حتى نتجاوز الأزمة”.
كما أن هناك تحديات تواجه الطلبة ايضا حيث بينت الدكتورة عفونه أن 85 %من الطلبة في غزة و15% بمصر وباقي البلدان ، هوناك صعوبة في وصول الطلبة لمراكز التعليم في غزة إذ قد يحتاج ذلك من الطالب السير على الاقدام لساعتين، الا أن الدافعية لديهم للعمل كبير، وهناك اساتذة من غزة يعملون معنا بهذه المبادرة، ورغم كل الظروف إلا اننا نقدر أن ننجح”.
هناك حاجة ملحة للأخذ بيد الطلبة في قطاع غزة لاجتياز المساقات والتدريبات عملية فالجامعات تطالب القطاع الخاص بتوفير بيئة التعليم الافتراضي لتدريس المساقات العملية التي تحتاج الى تدريب ومختبرات عملية.