يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل
يا جماهير أمتنا المجيدة
اليوم الثلاثين من آذار – ذكرى يوم الأرض الفلسطينية هذا اليوم الذي أكد فيه شعبنا العربي الفلسطيني تمسكه بأرضه وحقوقه التاريخية عبر تصديه لمحاولات قوات الاحتلال الرامية إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية ومنع أهلها واصحابها الشرعيين من امتلاكها والحفاظ عليها.
هذا اليوم الذي خرج فيه شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين عن بكرة أبيه- بل وشعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الوطن والشتات وشعوب الأمة العربية- لتقول لا لمصادرة الأرض الفلسطينية نعم لحق الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية.
هذه المناسبة التي قدم فيها شعبنا رسالة إلى العالم – يقول فيها أن شعب فلسطين لن يتنازل عن حقوقه- ولن يستكين لقهر الاحتلال وقمعه ولن يرضخ لمشاريعه التصفوية للشعب والقضية- ولن يسمح للمشروع الإسرائيلي أن يمر على حساب حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة.
يا جماهير شعبنا – العظيم
يا جماهير أمتنا
تأتي الخطوات الإسرائيلية المتلاحقة والمتسارعة التي يمارسها جيش الاحتلال ضد شعبنا من حصار وتجويع وقتل بدم بارد وتجريف للأراضي والمزروعات كبداية للتنفيذ الفعلي للخطة الأحادية الجانب التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون والهادفة إلى ضم ما يزيد على 60% من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 إلى دولة إسرائيل مدعما هذه الخطة بإقامته لجدار الفصل العنصري الذي يلف أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية ويحول المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية إلى باندستونات خاضعة للسيطرة لقوات الاحتلال- وتكثيف الاستيطان في أراضي الضفة الغربية- وتهويد القدس وعزلها عن الأراضي الفلسطينية.
وكانت الخطوة الإجرامية الأخيرة التي قام بها الاحتلال وبإشراف مباشر من شارون باغتيال الشيخ أحمد ياسين معبرة عن مدى الشراسة التي يواجه بها الاحتلال شعب فلسطين- موجها بهذه العملية الإجرامية- رسائل متعددة الأطراف إلى الشعب الفلسطيني وإلى العرب والعالم. مؤكدا من خلالها على عدم التزامه بالقرارات الدولية- وضربها بعرض الحائط- معتبرا إسرائيل دولة فوق القانون. وبكل أسف بدعم مباشر وصلف وأحمق من الإدارة الأمريكية- والتي كان آخرها قرار الفيتو الذي اتخذته الولايات المتحدة- ضد دول العالم أجمع- بإدانة جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني
يا جماهير الأمة
ومع كل هذه التطورات يأتي فشل انعقاد مؤتمر القمة العربية الذي كان مقرارا في تونس 29-30 آذار ليشكل منعطفا وعملا غير مسبوق يدلل على مدى الضغط الأمريكي وفعاليته في المنطقة. هدف إلى منع القمة العربية من اتخاذ قرارات سيادية برفض المشروع الأمريكي (الشرق الأوسط الكبير) ومساندة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وإدانة خطوات شارون الإجرامية والإرهابية ضد شعبنا.
الأمر الذي يتطلب الرد على محاولة الإفشال هذه- بالإسراع في عقدها- والاستجابة لنداء الرئيس حسني مبارك بعقدها في القاهرة في 16 نيسان وقيام الدول العربية حكومات وشعوبا بالإرتقاء إلى مستوى التحدي واتخاذ قرارات كفيلة بتأكيد استقلالية القرار العربي- والدعم الفاعل للشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة وانتفاضته الشعبية، والرد على مشروع شارون وخطته أحادية الجانب وممارساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني ومعالجة الموضوع العراقي- برفض الاحتلال الأنجلو أمريكي للعراق والضغط من أجل انسحابه منها- ودعم المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال. ودعم سوريا في مواجهة الضغط الأمريكي عليها وإفشال قانون محاسبتها.
والتأكيد على رفض مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تروج له الولايات المتحدة وإجراء إصلاحات ديمقراطية عربية- نابعة من مصالح الشعوب واحتياجاتها لا من أجندة الولايات المتحدة وإسرائيل وضغوطها على الأمة.
يا جماهير شعبنا- يا جماهير أمتنا
في ذكرى يوم الأرض نحيي شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر هذا الشعب القابض على الجمر محافظا على عروبته وأرضه وهويته الفلسطينية. كما نوجه التحية إلى شعب الانتفاضة المجيدة في أرض فلسطين وإلى شعبنا الفلسطيني الصامد في الشتات.
كما نوجه تحية الإجلال والإكبار لشهدائنا وجرحانا وأسرانا اللذين قدموا التضحيات الغالية دفاعا عن الأرض والوطن. في ذكرى يوم الأرض لا بد لنا من التأكيد على تمسكنا بثوابتنا الوطنية وبحقوقنا الوطنية المشروعة وبانتفاضتنا الشعبية وتعزيزها وتصعيدها لمنع الاحتلال من تنفيذه مشروعه الإجرامي ضد أرضنا وشعبنا.
في يوم الأرض نوجه التحية إلى الشعوب العربية وأحرار العالم. ونطالبهم بالمزيد من الدعم للشعب الفلسطيني ولا نتفاضته الشعبية ونضاله المشروع. كما نطالب الحكومات العربية وحكومات المجتمع الدولي وشعوبهم بممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها قرارات الشرعية الدولية. والكف عن الأعمال الإجرامية ضد شعبنا وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
رام الله 30/3/2004