يا جماهير شعبنا العظيم :
يطل علينا الخامس من شهر حزيران ليعيد إلى الأذهان ذكرى مؤلمة ألقت بظلالها القاتمة على الشعب الفلسطيني و قضيته الوطنية ، و تعدت آثارها وتداعياتها الوطن العربي لتشمل المنطقة و العالم بأسره ، فقد أحدثت هزيمة حزيران عام 1967 تحولاً جوهرياً في المنطقة بكاملها ، و زادت من حدة الصراع مع المشروع الصهيوني الإستيطاني ، و أضافت إلى نكبة شعبنا التي بدأت عام 1948 أبعاداً و وقائع جديدة ، و وضعت الشعب الفلسطيني أمام تحديات جديدة استطاع أن يواجهها بقوة عزيمته و صلابة إرادته و بتفجير الثورة الشعبية و تشكيل فصائل العمل الوطني و في طليعهتا جبهة النضال الشعبي الفلسطيني التي جاءت إنطلاقتها في 15/7/1967 كرد طبيعي على هزيمة حزيران .
تأتي ذكرى النكسة هذا العام في ظل ظروف صعبة يمر بها شعبنا و قضيته الوطنية فمن جهة مازال الاحتلال يصعد من عدوانه و يواصل حربه الشاملة على كل ما هو فلسطيني وقد توج الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بارتكاب مجزرة بشعة بحق المتضامنين أعضاء أسطول الحرية الذين جاءوا من شتى بقاع الأرض للتضامن مع شعبنا و لكسر الحصار الظالم المفروض على أهلنا في قطاع غزة , و من جهة أخرى ما زالت حالة الإنقسام الداخلي تنخر في الجسد الفلسطيني و تنهك قواه في وقت فيه شعبنا أحوج ما يكون لتوحيد صفوفه لمواجهة المخاطر و التحديات التي تهدد المشروع الوطني و مستقبل قضيته .
إن وحدة شعبنا داخل الوطن و خارجه هي ضمانة نجاح مهام التحرر الوطني و إنتزاع حقوق شعبنا في العودة و الحرية و الاستقلال و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود الرابع من حزيران و عاصمتها القدس .
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ندعو إلى إعتبار ذكرى عدوان حزيران مناسبة لطي ملف الإنقسام و إستعادة الوحدة الوطنية ، و يوم نجدد فيه العهد على مواصلة النضال و الوفاء لتضحيات الشهداء العظام الذين قضوا دفاعاً عن شعبنا وحقه في العودة لأرضه أرض الآباء و الأجداد، ومناسبة لشحذ الهمم وتوحيد الجهود وحشد الطاقات لمواصلة النضال من أجل الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال دون تمييز .
ليكن يوم الخامس من حزيران يوماً وطنياً للدفاع عن أرضنا وبيوتنا المهددة بالهدم من الاحتلال، ويوماً للوحدة الوطنية
المجد للشهداء … الحرية للأسرى … النصر لنضال شعبنا
دائرة الثقافة والاعلام المركزي
رام الله – فلسطين
5/6/2010