غزة / نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، إحتفالاً لتكريم الصحفيين و الإعلاميين و شهداء الحركة الصحفية و ذلك في إطار فعاليات إحياء الذكرى الثالثة و الأربعين لإنطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني و الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد القائد الوطني و القومي الكبير د. سمير غوشة .
و حضر الحفل الذي تم في قاعة السلام بمدينة غزة أعضاء من المجلس التشريعي و ممثلي القوى السياسية و الفصائل الفلسطينية و حشد من الصحفيين و الإعلاميين و ذوي الشهداء .
وأشار الرفيق أنور جمعة عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي و سكرتير دائرة الثقافة و الإعلام في قطاع غزة للدور الوطني المميز للجبهة على إمتداد ثلاثة و أربعين عاماً من النضال الوطني ،شاركت فيه جنباً إلى جنب مع باقي فصائل العمل الوطني في كافة معارك الثورة الفلسطينية دفاعاً عن شعبنا و حقوقه الوطنية، و دفاعاً عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في شتى أماكن تواجده .
و استذكر جمعة مؤسس الجبهة وقائد مسيرتها الشهيد الخالد الدكتور سمير غوشة، الذي غاب جسداً وبقي حاضراً في وعي وضمير ووجدان شعبٍ وفيٍ لا ينساه .
و أشاد جمعة بالدور الوطني الأصيل و المواقف البطولية التي سجلها الصحفي الفلسطيني على مدار عقود من النضال الوطني قدم خلالها التضحيات الجسام من شهداء و أسرى و جرحى ، و قال أن الصحفي الفلسطيني لعب دوراً مؤثراً و فعالاً في شحذ الهمم ، و غرس روح العزيمة و الإرادة ، في نفوس أبناء شعبنا ، و تعبئتهم للنضال ، و رفع معنوياتهم ، و تعميم فكر المقاومة ، و لم يدخر الصحفي الفلسطيني جهداً في كشف جرائم الإحتلال الإسرائيلي ، و فضح سياساته العدوانية ، مما جعله هدفاً للإغتيال و الإعتقال و الملاحقة .
و أكد جمعة أن الصحفي الفلسطيني كان دوماً في مقدمة الصفوف و قلب الأحداث ، و لم يتوانى رغم كل الصعاب و التحديات عن تأدية واجبه الوطني و المهني ، بنقل الكلمة الصادقة و الصورة المعبرة عن معاناة الشعب الفلسطيني ، و وصف صمود شعبنا و مقاومته و تمسكه بحقوقه الوطنية ، مما ساعد في تعزيز النضال الوطني ، و ساهم في خلق رأياً عاماً عالمياً يؤيد نضال شعبنا ، و يدعم قضيته الوطنية العادلة ، و يساند مقاومته المشروعة ضد الإحتلال .
من جهة أخرى و في كلمة الصحفيين و الإعلاميين دعا طلال عوكل المجتمع الدولي إلى تحمل مسئؤلياته بتوفير الحماية لشعبنا عموماً و للصحفيين خصوصاً .
و طالب عوكل الإتحاد الدولي للصحفيين و الإتحاد العام للصحفيين العرب و نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى توحيد جهودها من أجل العمل و الضغط لحماية الصحفيين في ظل تصاعد الإعتداءات و الانتهاكات و الجرائم التي ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلي .
و دعا عوكل كافة العاملين في حقل الصحافة و الإعلام ، إلى المساهمة الفاعلة في نشر ثقافة الحوار و التسامح ، و تعزيز الوحدة الوطنية، و نبذ الفرقة ، و نبذ كل ما من شأنه توتير الوضع الداخلي و تعميق فجوة الخلاف، و طالب بضرورة إنهاء حالة الإنقسام التي ألحقت أضراراً فادحة بالقضية الفلسطينية ، و المشروع الوطني برمته ، و أكد أن إطالة عمر الإنقسام لا يخدم سوى الإحتلال .
و شدد عوكل على أن إنهاء الإنقسام بات ضرورة وطنية لتحقيق المصالحة ، و التوصل لإتفاق وطني شامل يصون وحدة شعبنا ، و يحترم القانون النظام السياسي الفلسطيني ، و يحافظ على وحدانية التمثيل الفلسطيني ، و يعزز مكانة و دور منظمة التحرير الفلسطينية ككمثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده .
و في كلمة ذوي شهداء الصحافة و الإعلام أكد جمال الوحيدي أن الدور المتميز للصحفيين و الإعلاميين أغاظ الاحتلال ، فحاول قتل عيون الحقيقة و قام باستهدافهم و مؤسساتهم و بيوتهم و أهاليهم و كل ذلك في محاولة بائسة لإسكات قول الحق و الإعلام الصادق ، و قال الوحيدي أن فرسان الصحافة زاد إصرارهم على القيام بدورهم الوطني المنوط بهم ، و ارتقى منهم الشهداء ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيد إيهاب الوحيدي ، و فضل شناعة ، علاء مرتجى ، عمر السيلاوي ، حمزة شاهين بلال ديبه ، حسن شقورة ، حمزة شاهين ، محمد حرزالله ، و نستذكر هنا الصحفي البريطاني جيمس ميلر الذي قتله رصاص الحقد الإسرائيلي بينما كان يصور جرائم الإحتلال .
هذا و قد عبر عريف الحفل الرفيق سليم النفار أمين سر لجنة الثقافة و الإعلام للجبهة في قطاع غزة عن رفض الجبهة و استنكارها لكل الإجراءات و الممارسات التي تستهدف حرية الصحافة و الصحفيين و أدانتها للإعتقالات السياسية و سياسة تكميم الأفواه و الإعتداء على حرية الرأي و التعبير و دعا النفار إلى الإلتزام بالقانون الفلسطيني و إحترام حقوق الإنسان و صون الحريات العامة .
و في ختام الحفل تم توزيع شهادات التكريم على ذوي الشهداء و وجهت الجبهة التحية لجماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان ، و وجهت تحية إجلال و إكبار لشهداء شعبنا العظام ، و للأسرى البواسل ، و للجرحى الأبطال ، وجددت الجبهة العهد بمواصلة النضال ، حتى تحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمتها الحرية و العودة و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة و عاصمتها القدس .