بيان جماهيري صادر عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ 63 للنكبة
وحدتنا طريق عودتنا .. الوحدة الوطنية صمام أمان حق العودة
يا جماهير شعبنا العظيم :
تعود ذكرى النكبة التي ألمت بشعبنا الفلسطيني في الخامس عشر من أيار ، حيث تستعيد الذاكرة الفلسطينية فصول النكبة عام 1948 والتي قامت فيها الحركة الصهيونية وعصاباتها الفاشية بارتكاب المجازر الجماعية ، واقتلعت وطردت وشردت شعبا بأكمله من أرضه ووطنه ، في أبشع جريمة تطهير عرقي عرفها التاريخ الحديث ، والتي ما زال شعبنا يعيش آثارها ويتجرع مرارتها حتى يومنا هذا داخل مخيمات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات بعيدا عن ارض الوطن ، فلسطين .
63عاماً مضت على نكبة فلسطين وتهجير شعبنا ، 63 عاماً من القهر والمعاناة وحياة التشريد والتشتت في مخيمات اللاجئين وسائر بقاع الأرض ، وتأتي ذكرى النكبة هذا العام في ظل تواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستمرار مخططاته الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ، ومحاولاته تقويض فكرة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، عبر مسلسل من الإجراءات و الممارسات العدوانية والحصار المالي والخنق الاقتصادي ، والتهرب من استحقاقات العملية السياسية والاتفاقيات الموقعة والتنصل من قرارات الشرعية الدولية والتي تأتي في إطار الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال على شعبنا من قتل وحصار واعتقال ونهب للأرض والاستيطان و استمرار سياسة الطرد والتهجير ، وها هي نوايا ومنطلقات حكومة المستوطنين بزعامة نتنياهو وليبرمان وباراك تتكشف في ظل قوانينهم العنصرية وإجراءاتهم المتطرفة والعدوانية والتي كان آخرها ما يسمى بقانون المواطنة والولاء للدولة اليهودية وقانون ” النكبة ” الذي يستهدف أبناء شعبنا في الداخل وثقافتهم الوطنية وانتمائهم الفلسطيني الأصيل ، إلى جانب التصعيد الإسرائيلي الهمجي على شعبنا ومواصلة انتهاج النوايا الحقيقية للاحتلال الذي يسعى لتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين وتوسيع المستوطنات استكمالاً لفصول النكبة التي حلت بشعبنا عام1948 ومحاولة قطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية في ظل استحقاقات أيلول واعترافات دول العالم المتتالية بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 .
يا جماهير شعبنا المناضل :
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وفي ظل الأخطار والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس نؤكد على ما يلي :
– ضرورة تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الوطنية الذي تم توقيعه بالقاهرة بمشاركة كافة القوى والفصائل الفلسطينية وبما يفضي إلى إنهاء آثار الإنقسام وإستعادة الوحدة الوطنية التي باتت ضرورة وطنية ملحة لا تقبل التسويف أو المماطلة .
ولا تحتمل التأجيل وندعو إلى توحيد الجهود ورص الصفوف في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في شتى أماكن تواجده ، واعتماد إستراتيجية وطنية واحدة تسخر كل طاقات وإمكانات شعبنا في معركته مع الاحتلال لانتزاع حقوقه الوطنية وفي مقدمتها حق العودة والحرية و الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس .
– ضرورة توحيد كل الجهود لدعم صمود اللاجئين في المخيمات وتحسين ظروفهم الحياتية ، لذا فإننا نطالب وكالة الغوث الدولية الأنروا بتحمل مسؤولياتها ، وندعوها لزيادة خدماتها ، وتحسينها في كافة المجالات ، وندعو دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية بتقديم الدعم اللازم للجان الشعبية في المخيمات ومتابعة قضاياهم ، ونؤكد على تمسكنا بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها استنادا إلى القرار194 ونؤكد رفضنا لكل المخططات التي تحاول الانتقاص من هذا الحق أو تجاوزه .
– ندعو دول العالم وشعوبه إلى تعزيز التضامن مع قضية شعبنا وفضح ممارسات الاحتلال وإدانتها والاعتراف بالحقوق الوطنية لشعبنا على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بقضيتنا الفلسطينية ، وندعو إلى تكثيف التضامن والعمل العربي المشترك لخدمة قضيتنا وحقوقنا وإيفاء الدول العربية بالتزاماتها اتجاه الشعب الفلسطيني وقضيته وتنفيذ كافة القرارات الصادرة عن الجامعة العربية وبما يعزز من صمود شعبنا داخل الوطن وفي القدس بشكل خاص والعمل باتجاه إعادة أعمار قطاع غزة ومخيم نهر البارد المدمر في لبنان .
– نوجه التحية إلى جماهير شعبنا في مخيمات الشتات واللجوء الذين صمدوا في مواجهة التوطين والتطويع ونسيان الذاكرة الجماعية وإسقاط حق العودة ، والذين ورثوا هذا الحق للجيل الفلسطيني جيلا بعد جيل ، فحق العودة حق فردي ومقدس ولا يسقط بالتقادم .
المجد للشهداء … الحرية للأسرى … العودة للاجئين … النصر لنضال شعبنا
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
رام الله – فلسطين