غزة / لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع 70 أسيرا من قطاع غزة يقبعون في سجونها المختلفة من الالتقاء بعائلاتهم، حتى الآن رغم استئناف برنامج زيارة الأهل منذ شهر تموز (يوليو) الماضي، بعد توقف دام لأكثر من خمس سنوات، في الوقت الذي تتضاعف فيه معاناة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل.
وقالت منظمة أنصار الأسرى، وهي احدى الجهات التي تتابع وضع الأسرى في سجون إسرائيل، ان أهالي الأسرى الذين تمكنوا من زيارة ذويهم على دفعات، عبر كشوفات ينقلها الجانب الإسرائيلي للمنظمة الدولية للصليب الأحمر، تفيد باستمرار سلطات الاحتلال منع عدد من الأسرى من الزيارة بدون إعطاء أي سبب للرفض.
وتذكر المنظمة أن هناك أسرى من ضمن الكشوفات لم يتمكن اهاليهم من زيارتهم ‘بسبب الشروط المجحفة التي يضعها الاحتلال’، إذ يطلب أن يكون الزائرون أقارب من الدرجة الأولى جدا، كالأم والأب والزوجة.
وفي قطاع غزة هناك أسرى معتقلون في سجون الاحتلال منذ سنين طويلة، لم يكونوا قد تزوجوا قبل الاعتقال، وتوفي اباؤهم خلال فترة الاعتقال، وهناك من الاسرى اباؤهم موجودون الا انهم لا يستطيعون الحركة بسبب المرض الشديد.
وهناك أيضا من بين الأسرى من اعتقل خلال وجوده في مناطق الضفة الغربية، ولم تدرجهم سلطات الاحتلال ضمن كشوفات أسرى غزة.
وتقول منظمة أنصار الأسرى ان هؤلاء المحرومين من الزيارة أوضاعهم صعبة في ظل انعدام وسائل الاتصال والتواصل مع ذويهم.
وكانت إسرائيل تمنع طول السنوات الخمس الماضية أسرى غزة وعددهم 470 أسيرا من الزيارة، وسمحت منذ تموز (يوليو) الماضي بعودة برامج الزيارة بعد إضراب شهير للأسرى عن الطعام دام 28 يوما، وجاء الاتفاق برعاية مصرية.
وطالبت المنظمة من الوسطاء المصريين بـ’الضغط’ على سلطات الاحتلال لإلزامها بانتظام زيارات الأهل، كما كانت سابقا كل أسبوعين ولمدة 45 دقيقة، وكذلك السماح لكل الأقارب بالزيارة حسب الاتفاق.
وفي سياق الحديث عن أوضاع الأسرى فقد حذر نادي الأسير يوم أمس أيضا من خطورة الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام، طارق قعدان، وجعفر عز الدين، ويوسف شعبان، جراء إهمال علاجهم واعتقالهم بظروف غير إنسانية مع دخولهم اليوم الـ51 من الإضراب، والأسرى الثلاثة معتقلون إداريا بدون محاكمات، ويمتنعون كليا ومنذ اليوم الأول من الإضراب عن أخذ أي نوع من الفيتامينات أو السكر، ويرفضون كذلك الخضوع إلى أي فحوصات طبية.
ويناضل هؤلاء الأسرى بإضرابهم من اجل تحقيق مطالبهم، المتمثلة بإطلاق سراحهم، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتمثلة في الاعتقال الإداري التعسفي. ونقل محامي المؤسسة عن الأسير قعدان تأكيده على المضي بالإضراب بمعنويات عالية، حيث يرقد من شدة التعب في عيادة سجن الرملة.
وقال قعدان الذي أعيد اعتقاله بعد أن أطلق سراحه منتصف العام الماضي، ان الأسير جعفر عز الدين لم يتمكن من النزول إلى الزيارة بسبب تردي وضعه الصحي، إضافة إلى الأسير يوسف شعبان ياسين.
وحذرت أمس عائلة الأسير سامر العيساوي من وضع ابنها الأسير المضرب منذ 176 يوما، مشيرة إلى الأعراض الخطيرة التي يعانيها نتيجة استمراره في الإضراب، بعد أن رفضت أمس محكمة إسرائيلية إطلاق سراحه، حيث يعاني من إهمال طبي، رغم خطورة وضعه، وقال محامي العيساوي انه معرض لجلطة فجائية أو شلل في حال عدم التدخل العاجل لإنقاذ حياته.
كذلك كشف تقرير صادر عن وزارة الأسرى أن الأسير عماد بتران من الخليل، يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجن مجدو منذ 12 يوما، وذكرت أنه نقل إلى عيادة سجن مجدو بسبب تدهور وضعه الصحي وظهور التهابات في فمه، ويطلب هذا الأسير نقله لسجن قريب من سكن والديه المسنين ليتمكنا من زيارته.
وقال عيسى قراقع وزير الأسرى والمحررين ان هناك انتظارا للجهود المصرية المبذولة بصدد إيجاد حل مع الجانب الإسرائيلي لقضية المضربين.
ومنذ العام الماضي شرع الأسرى الفلسطينيون باستخدام سلاح الإضراب عن الطعام لتحقيق مطالبهم بالإفراج عنهم، وتحسين ظروف اعتقالهم، ونجح العديد منهم في تحقيق أهدافه بالحرية، مثل الأسير خضر عدنان الذي بدأ بالإضراب الأول، والأسير محمود السرسك، وثائر حلاحلة وبلال ذياب.