التضامن الدولى: 7699 شهيدا منهم 1923 من الأطفال و 460 من النساء
رام الله – نضال الشعب- تصف لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الحق في الحياة بأنه ” الحق الإنساني الأسمى “، كما يعتبر بدوره أهم وأبسط حق من حقوق الإنسان، وعلى الرغم من ذلك فقد دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلية على انتهاك حق المدنيين الفلسطينيين في الحياة من خلال استخدام القوة المفرطة والمميتة والقتل بجميع أشكاله في مخالفة واضحة لأحكام المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ونصوص المدونة الخاصة لقواعد وسلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب .
وتعتبر إسرائيل إحدى الدول التي لا تشتمل تشريعاتها على عقوبة الإعدام ولكنها تعتمد في انتهاكاتها للحق في الحياة على مجموعة من الأحكام والتعليمات لإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين والتي تخالف في جوهرها المعايير الدولية التي تسمح باستخدام القوة فيما يتعلق بالتناسب والضرورة، وهي المعايير التي تنظم مقدار القوة المسموح باستخدامها للقبض على أشخاص ” مشبوهين ” أو أشخاص يقومون بأعمال تخالف القانون والنظام العام، علاوة على ذلك تخالف أساليب إطلاق النار المتبعة ضد المدنيين الفلسطينيين في معايير المدونة الدولية لقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين ، حيث تنص المادة الثالثة من المدونة على أنه ” يعتبر استعمال الأسلحة النارية إجراء بالغ الشدة ينبغي عدم استعماله إلا إذا قام شخص يشتبه باقترافه ذنبا بإبداء مقاومة مسلحة أو عرض للخطر حياة آخرين ، ولم تكن الإجراءات الأخف كافية لكبحه أو اعتقاله ” .
من خلال الإحصائيات المتوفرة لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان ، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى فى 28 سبتمبر عام 2000 وحتى نهاية أيلول الحالي أكثرمن 7699 شهيدا ، ،وبلغ عدد الشهداء من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما 1923 شهيدا فى حين وصل عدد الشهداء من النساء إلى 460 .
توزيع الشهداء حسب سنوات الانتفاضة التسع الماضية
و بالاستناد إلى أرشيف مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان ، بلغ عدد الذين استشهدوا منذ اندلاع الانتفاضة وحتى نهاية سنة 2000 حوالي 321 شهيدا منهم 113 طفلا و 11 من النساء ، و بلغ عدد الشهداء في عام 2001 حوالي 580 شهيدا منهم 235 طفلا و 23 من النساء، بينما عدد الشهداء في عام 2002 حوالي 1121 شهيدا منهم 235 طفلا و 104 من النساء، وبلغ عدد الشهداء في عام 2003 حوالي 706 شهيدا منهم 159 طفلا و 31 من النساء، اما عدد عدد الشهداء في عام 2004 بلغ حوالي 959 شهيدا منهم 262 طفلا و 38 من النساء ، و بلغ عدد الشهداء في عام 2005 حوالي 294 شهيدا منهم 87 طفلا و 12 من النساء ، اما عدد الشهداء في عام 2006 بلغ حوالي 759 شهيدا منهم 161 طفلا و 79 من النساء، بينما بلغ عدد الشهداء في عام 2007 حوالي 465 شهيدا منهم 57 طفلا و 9 نساء، كذلك بلغ عدد الشهداء في عامي 2008 – 2009 حوالي 2494 منهم 614 طفلا و 153 من النساء وقد كان للحرب التي شنتها دولة الاحتلال على غزه اثر كبير في ارتفاع أعداد الشهداء حيث استشهد خلال الحرب الأخيرة فقط ما يزيد عن 1460 مواطنا منهم 437 طفلا و 116 من النساء .
وبالاستناد إلى الأرقام المتوفرة خلال السنوات السابقة ( سنوات انتفاضة الأقصى ) منذ 28 أيلول 2000 ولغاية 28 أيلول 2009 ، بلغ عدد الشهداء في المجمل ( 7699 ) منهم 1923 أطفال و 460 من النساء .
حرب غزة .. عمليات قتل بالجملة
شكلت الحرب الأخيرة على قطاع غزة أواخر العام الماضي نقطة تحول خطيرة على صعيد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المواطن الفلسطيني المدني، فقد تعرض قطاع غزة لقصف عنيف ومتواصل على مدار (22) يوما، استخدمت خلالها الطائرات المقاتلة، حيث أشارت بعض المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى استخدام أكثر من ثلث سلاح الجو الإسرائيلي، هذا بالإضافة إلى استخدام ارتال كبيرة من الدبابات وناقلات الجند والبوارج الحربية.
سجلت خلال هذه الحرب العشرات من شهادات للمواطنين الذين وصفوا عمليات القتل والإعدام التي كانت تنفذ أمام أعينهم من قبل الجنود الإسرائيليين وذلك دون أي مبرر أو مسوغ لذلك، وقد قتل خلال هذه الحرب أكثر من (1460) مواطنا منهم 437 طفلا و 116 من النساء، هذا بالإضافة إلى إصابة عشرات آلاف المواطنين بجراح مختلفة.
كما دونت العديد من مؤسسات حقوق الإنسان العديد من حالات استخدام المواطنين كدروع بشرية من قبل الجيش الإسرائيلي، هذا عدا عن الإبادة الكاملة التي تعرضت لها عائلات بأكملها جراء القصف الإسرائيلي لإحياء مكتظ بعشرات العوائل المدنية، كما أكدت تلك المصادر الحقوقية استخدام القوات الإسرائيلية للعديد من الأسلحة المحرمة دوليا كالفسفور الأبيض وغيره.
كما تم خلال هذه الحرب تدمير آلاف المنازل السكنية والمدارس والجامعات والمراكز الحكومية والمقرات الأمنية ودور العبادة ومقرات الأمم المتحدة، هذا بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية من شبكات للطرق والكهرباء والمياه وخطوط الهاتف، كما تم قصف محولات الكهرباء التي تقوم بتصريف شبكات الصرف الصحي مما نجم عن ذلك تلوث مياه الشرب.
وخلال العدوان الإسرائيلي على القطاع استشهد (115) مسنا و(5) صحفيين و (12) مسعفا، كما استشهد (11) عنصرا من العاملين في الدفاع المدني، واستشهد (9) من كوادر الخدمات الطبية العسكرية (3 ) منهم أطباء بالإضافة إلى ممرضين، كما استشهد (230) من عناصر الشرطة المقالة .
وقالت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان انها تنظر بعين القلق لاستمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المواطن الفلسطيني وذلك دون أي رادع أو محاسب للدولة الإسرائيلية التي تمارس أبشع صور أساليب القتل المباشر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ويتضح ذلك جليا من خلال ما تقدم من أرقام ومن خلال الحرب الأخيرة على القطاع .
وتطالب التضامن الدولي جميع الأطراف الدولية والمؤسسات الحقوقية الضغط على دولة الاحتلال من اجل إنفاذ القانون الدولي الخاص بحماية المدنين وقت الحروب وحمايتهم وضمان السلامة لهم وإنهاء هذا الاحتلال .