غزة / أثارت الشروط التي أعلنت عنها وزارة الإسكان التابعة للحكومة المقالة للحصول على شقة سكنية في مدينة الشيخ حمد بن جاسم التي تبرع بها أمير قطر خلال زيارته غزة قبل خمسة أشهر استياء عارما في أوساط الفقراء وكذلك صغار الموظفين.
ولم يصدق الكثير من الأزواج الشابة هذه الشروط للحصول على شقة في المدينة التي ستضم ثلاثة آلاف شقة سكنية وتقام على أرض مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ووصف الشاب وهيب العزة الشروط بأنها تعجيزية، معتبرا أنها تناسب في جوهرها الطبقة الغنية فقط وليس لها علاقة بالطبقة الفقيرة.
وتساءل العزة الذي علق آمالاً كبيرة في الحصول على شقة في هذا المشروع عن كيفية توفير الفقراء مبلغ الثمانية آلاف دولار، بالإضافة إلى الالتزام بقسط شهري يبلغ متوسطه 150 دولارا!.
وقال العزة الذي لا يمتلك شقة سكنية وينتظر مثل هذه المشاريع: إنه توقع الحصول على الشقة من دون دفعة أولى وبقسط رمزي، انطلاقا من كون المدينة منحة مخصصة للفقراء.
أما الشاب حسن أبو شامة، فقد هنأ الأغنياء على هذه الشروط التي ستمكنهم من الحصول على جميع الشقق السكنية دون أية مشكلة أو عائق.
وأعرب أبو شامة الذي يسكن بالإيجار منذ سنتين عن صدمته عندما قرأ الشروط على بعض المواقع الإخبارية، داعياً الحكومة المقالة إلى التراجع عن هذه الشروط المجحفة التي تتناسب مع الميسورين فقط.
الشاب هاني عيد فقد الأمل بالخلاص من مشاركة اثنين من أشقائه المتزوجين في منزل واحد، بعد أن اطلع على شروط الحصول على شقة في مدينة حمد.
وقال غاضباً إنه لو كان يمتلك ثمانية آلاف دولار لما وصل إلى هذه الحالة من الفقر المدقع والحاجة لشقة سكنية تؤوي عائلته المكونة من خمسة أفراد.
وأكد عيد أنه كعامل في مجال البناء يتقاضى 50 شيكلاً في اليوم يعجز عن دفع قسط شهري بمعدل 150 دولارا.
ورأت إحدى الموظفات في الحكومة المقالة أن في الشروط عملية استثمارية بالدرجة الأولى وليست لها علاقة بتحسين وضع الفقراء ومن لا يمتلكون شققا سكنية.
وأبدت دهشتها وغضبها من وضع شرط دفع هذا المبلغ مقدماً سواء للموظفين أو غيرهم، مضيفة أن الموظف عندما يمتلك مبلغ ثمانية آلاف دولار سوف يفكر في الاستثمار في هذه الشقق وليس السكن فيها.
وتوجهت بالعزاء للفقراء الذين يعيشون على الكوبونة والمساعدة على ما وصفته بضياع المشروع عليهم بعد أن علقوا مثلها عليه آمالاً كبيرة.
وطالبت وسائل الإعلام بإثارة القضية لثني الحكومة المقالة عن قرارها الجائر، مقترحة أن يتم توزيع الشقق كما جرى في مدينة الشيخ زايد قبل أكثر من عشر سنوات، التي وزعت الشقق السكنية فيها مجاناً على منتفعي الشؤون الاجتماعية.
وكان ناجي سرحان وكيل مساعد وزارة الأشغال العامة والإسكان المقالة لشؤون التخطيط كشف عن موعد بدء التسجيل لمدينة الشيخ حمد خليفة الإسكانية وشروطها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقال في تصريحات صحافية إن عملية التسجيل للمشروع الإسكاني ستبدأ في منتصف الشهر الجاري.
وأوضح أن الأولوية في التسجيل للشقق ستكون للأشخاص المحتاجين ولا يمتلكون مسكناً، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد أفراد الأسرة المسجِّلة ضمن المشروع.
وبيّن سرحان أن عملية التسجيل ستستهدف الموظفين ذوي الحاجة، وكذلك من ليس موظفاً شريطة وجود كفيلين ودفع قسط أول ويقدر ما بين 7 و8 آلاف دولار وأقساط شهرية تتراوح ما بين 100 دولار و300.
وأشار إلى أن سعر الشقة السكنية الواحدة يتراوح بين 30 و40 ألف دولار، وذلك حسب مكان الشقة وموقعها.
وحول المخاوف من تدخل الواسطة في عملية التسجيل شدد سرحان على نزاهة العملية، وأنها ستجري بحضور وكلاء عن هيئة الرقابة في الحكومة ومؤسسات حقوقية، إضافة إلى تشكيل لجان ميدانية للتقصي والتثبت من المعلومات الواردة من المسجِّلين.
ولفت سرحان إلى أن عملية الاختيار والفرز ستجري وفق نظام ‘القرعة’، بحضور المواطنين المشاركين.
وكان الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني افتتح في الثالث والعشرين من تشرين الأول الماضي مدينة سكنية على أرض مدينة خان يونس ومشاريع أخرى، ضمن منحة بلغت قيمتها 400 مليون دولار.
العهد.