بسبب الصحراء… المغرب يحتاج لعقدين من الزمن لتطوير اقتصاده نحو وجهات أخرى بدل أوروبا

2017/02/18
Updated 2017/02/18 at 10:20 صباحًا


مدريد – «القدس العربي» : يهدد المغرب بين الفنية والأخرى بالتخلي عن الاتحاد الأوروبي والرهان على أسواق جديدة في القارة الافريقية وروسيا والصين، لكن تطبيق التهديد يبقى مستحيلاً في الوقت الراهن بحكم ما تشكله السوق الأوروبية للمغرب والارتباط الوثيق لاقتصاد هذا البلد المغاربي بالأوروبي ويتطلب الأمر عقدين من الزمن لهيكلة اقتصاد المغرب نحو وجهات أخرى.
ويوجد خلاف بين المغرب والاتحاد الأوروبي حول إدماج الصحراء الغربية في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين حول تصدير المنتوجات الزراعية وهي قليلة والمنتوجات البحرية من الصحراء الى أوروبا بسبب وجود حكم قضائي أوروبي يرفض إدماج الصحراء وبسبب موقف بعض الدول وتيارات سياسية وأغلبها من اليسار. وخلال الأسبوع الماضي هدد المغرب عبر وزير الزراعة عزيز أخنوش بالتخلي نهائيا عن الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم ضم منتوجات الصحراء، كما جاءت تصريحات وزير الخارجية المؤقت صلاح الدين مزوار في هذا المنحنى.
ومن خلال استقراء «القدس العربي» آراء أوروبية، تذهب الى استحالة تخلي المغرب عن التبادل التجاري مع الاتحاد الأوروبي لأسباب متعددة. في هذا الصدد، يعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأول للمغرب بما يتجاوز 67% من المبادلات التجارية، حيث تعتبر السوق الأوروبية هي الوجهة الرئيسية للمنتوجات الزراعية والبحرية والصناعة الخفية وكذلك النسيج.
ومن ضمن الأمثلة، تبلغ الصادرات الزراعية المغربية للاتحاد الأوروبي ما بين 82% الى 86% من مجموع ما يصدره المغرب زراعيا للخارج، بينما الوجهات الأخرى محدودة جدا باستثناء روسيا التي تستقبل قرابة 13% ، وفق معطيات 2015-2016. ويعود ارتفاع صادرات المغرب لروسيا الى قرار الأخيرة فرض عقوبات على الصادرات الزراعية الأوروبية كرد على العقوبات التي تعرضت لها بسبب أزمة شبه جزيرة القرم. وتعني نهاية العقوبات تراجع صادرات المغرب، الأمر الذي قد يجعل هذه الصادرات تعود الى أقل من 10%. ويلوح المغرب بدول الخليج بديلا، لكن الأرقام هزيلة للغاية، فهذه الدول بالكاد تستورد 2% من الصادرات الزراعية المغربية.
في الوقت ذاته، يلوح المغرب بورقة إفريقيا تماشيا مع سياسته الانفتاحية على القارة السمراء، لكن واردات الدول الإفريقية منعدمة من المنتوجات الزراعية المغربية . فعلاوة على البعد الجغرافي، يوجد مشكل لوجستيك نقل هذه المنتوجات الى القارة الإفريقية كما أن قدرة المواطن الإفريقي محدودة مقارنة مع الأوروبي. ويعتبر مزارعو دول جنوب أوروبا مثل اسبانيا وإيطاليا والبرتغال واليونان تهديد المغرب بوقف صادراته للاتحاد الأوروبي خبرا مفرحا لأنهم ينادون بوقف الواردات منذ مدة، وهناك أحزاب يسارية وقومية صغيرة تدفع في هذا الاتجاه خاصة في حالة مزارعي اسبانيا. وعلاقة بالصيد البحري، لا تتجاوز السفن الأوروبية التي تصطاد في المياه المغربية 117 سفينة وفق اتفاقية الصيد الموقعة بين الــــــطرفين، بينما أسطول الصيد الأوروبي يتجاوز 50 ألف سفينة صيد منها فقط في اسبانيا أكثر من تسعة آلاف، ويعتمد المغرب على السوق الأوروبية في صادراته لانعدام أسواق واعدة للسمك المغربي.
ووفق تقديرات حصلت عليها «القدس العربي» من خبراء أوروبيين حول تنفيذ المغرب لتهديداته بالبحث عن وجهات أخرى، تؤكد أن «الاقتــــــصاد المغربي مرتبط عضويا بنظيره الأوروبي، ولكي يبحث المغرب عن وجهات أخرى بديلة عليه هيكلة اقتصاده جذريا وسيتطلب هذا على الأقل عقدين من الزمن». في الوقت ذاته، تؤكد هذه الآراء أن «أسواق باقي المناطق غير مســـتقرة اقتصاديا وسياسيا مثل السوق الأوروبــــــية».

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً